معلمة تقطع «إجازة الوضع»: «فى فصلنا بيبى»
«أسماء» فى الفصل مع ابنتها الرضيعة
إحساسها بالمسئولية تجاه مدرستها التى تعمل فيها جعلها تقرر قطع إجازة الوضع والعودة إلى العمل، خاصة أن المدرسة تعانى من عجز فى المدرسين، وطلبة الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى لم يتلقوا دروسهم، رغم مرور أسابيع على بدء الفصل الدراسى الثانى.
«أسماء»: فيه عجز فى المدرسة فأخذت القرار دون ندم والمدير كرمنى على موقفى.. «السيد»: تحية لكل من يعلى مصلحة الجميع على مصلحته
تلقت أسماء أحمد، مدرسة رياضيات، اتصالات من مدير المدرسة والمسئولين بها، يطلبون منها العودة لعدم وجود مدرس رياضيات، وعندما ذهبت إلى المدرسة وجدت كراسات الطلاب فارغة فشعرت بالمسئولية تجاههم، فما كان منها إلا أن ذهبت إلى مكتب المدير على الفور، لقطع إجازة الوضع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انتهاء التيرم: «أنا عندى طفلين جبتهم فى سنة واحدة بس زى ما براعى ربنا فى ولاد الناس وبخاف على مصلحتهم ربنا هيكرمنى فى ولادى».
شعور باقى زملاء «أسماء» بموقفها جعلهم يتابعون طفلتها «أيتن» وقت فراغهم ويأخذونها إلى غرفة الأطفال التى خصصتها المدرسة لأبناء العاملين، حتى يهيئوا لها ولتلاميذها الظروف المناسبة لشرح المادة دون التعرض لأى ضجيج: «نظام الرضاعة كل ساعتين لو عيّطت بروح أرضعها وأرجع، أنا برضه مش عاوزة آجى على ولادى، وزى ما أنا ما بجيش على الطلبة وبشرح لهم بضمير وبياخدوا حقهم ولادى كمان لهم حق عليا».
انشغال «أسماء» بطفلين إلى جانب عملها كمدرسة، لم يمنعها من تحقيق حلمها فى الحصول على الدكتوراه، فخلال ساعات الليل المتأخرة تجلس تتصفح الكتب والأبحاث والمراجع، فهى طالبة ماجستير وتطمح إلى أن تحصل على الدكتوراه ولا تكتفى بكونها معلمة فقط: «لما رجعت المدرسة كرمونى وشايفين إن أنا حالة نادرة مع إن ده طبيعى ما ينفعش أشوف تلاميذى اللى متربيين على إيدى محتاجينى وأخذلهم».
رغم الجهد المضاعف الذى تبذله «أسماء» حالياً فإنها لم تندم على هذه الخطوة: «أنا حواليا نماذج كتير شجعتنى على الخطوة دى، ومش ندمانة طول ما أنا مش مقصرة فى حق أسرتى ولا مهنتى».
أحمد السيد، مدير الإعلام بإدارة القنطرة شرق التعليمية، التابعة لها المدرسة، وصف «أسماء» بأنها نموذج فخر لجميع العاملين بالمدرسة والتربية والتعليم، وأن الإدارة كرمتها لتفانيها فى العمل، بالإضافة إلى تشجيعها على المبادرة الطيبة منها تجاه طلابها بالمدرسة، حيث إنها أعلت مصلحتهم على مصلحتها الشخصية.