الحكومة تعالج آثار الزمن وترفع كفاءة عمارات وشوارع وحدائق الفقراء بمعاونة المجتمع المدنى
العمارات القديمة بعد رفع كفاءتها
حين تتجول فى شوارع مدينة الشروق ستصل لمنطقة توجد بها عمارات سكنية جميلة الشكل، تظنها للوهلة الأولى أنها جديدة البناء، إلا أن وجودها وسط العمارات السكنية الأخرى مع وجود مرافق وخدمات محيطة بها يظهرعليها فعل الزمن يجعلك تدرك أنها قديمة، لكن تم تطويرها، وكأنها مبنية بالأمس.
المفاجأة التى ظهرت لـ«الوطن»، جراء جولتها بالمشروع، كانت أن تلك البنايات هى «عمارات الإسكان منخفضة التكاليف»، التى أنشئت وقت وجود المهندس حسب الله الكفراوى فى موقع وزارة الإسكان، إلا أن مرور الزمان، وعدم وجود صيانة لها جعل أراضى بمحيطها تسقط أسفل مستوى العقارات بسبب وجود أزمات فى الصرف الصحى بها، والمياه، ما جعل الدولة تتدخل لعلاج مشكلتها. تظهر العمارات، بعد تطويرها، بواجهات مدهونة بشكل براق، مع وجود مواسير لخدمات المياه والصرف الصحى بلاستيكية بدلاً من الحديدية التى كان يتم استخدامها قديماً، مع وجود زراعة لمحيطها بالمسطحات الخضراء، والشجر، والنخيل، ما أضفى مظهراً جمالياً على تلك المنطقة، إضافة لوجود ممشى بين كل عمارة والأخرى.
«هزاع»: تطوير العمارة الواحدة يكلف نحو 70 ألف جنيه.. وطورنا 262 عمارة إسكان منخفض التكاليف من أصل 391 بالمدينة
واستخدم جهاز تنمية مدينة الشروق «الإنترلوك» فى الموقع نظراً لسهولة فكه، وتركيبه حال وجود أى تعديلات ممكنة على الخدمات بالموقع، مع توفير أماكن انتظار سيارات استخدم فيها «الإنترلوك» لتحديدها.
يقول المهندس حمدى هزاع، نائب رئيس جهاز تنمية مدينة الشروق لشئون الإسكان والمرافق، إن العمارات الموجودة بالمدينة، خاصة الإسكان منخفض التكاليف، هى ثروة عقارية للدولة ينبغى الحفاظ عليها، مشدداً على حرص جهاز المدينة على تطوير تلك العمارات، ورفع كفاءة أى منشآت متهالكة بها، مع القيام بأعمال تنسيق الموقع من زرع المسطحات الخضراء، ووضع أعمدة إنارة جديدة بها.
أضاف «هزاع» أن تلك العمارات يبلغ عددها 391 عمارة سكنية تم تطوير 262 عمارة منها، مؤكداً أن جهاز تنمية «الشروق» يعمل على تطوير باقى تلك العمارات من موارد مجلس أمناء المدينة، دون إضافة أى أعباء على موازنة الدولة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، موضحاً أن تطوير العمارات ساهم به أيضاً وجود علاقات جيدة لمسئولى جهاز المدينة مع المجتمع المدنى، وبعض الشخصيات العامة، والمستثمرين الموجودين بـ«الشروق».
وأوضح نائب رئيس «الشروق» أن أعمال الصيانة والتطوير تشمل مراجعة أعمال المياه، والصرف الصحى، والسلم الداخلى بالعمارات، والذى تم تحويله للرخام بدلاً من الطوب العادى، وذلك دون أدنى تكلفة على السكان، مع العمل على دهان الواجهات الخارجية للعمارات، موضحاً أن المشروع تضمن إضافة أعمدة إنارة جديدة، وشجر، ونخيل. ولفت إلى أن العمارة الواحدة تتكلف فى تطويرها ما بين 60 إلى 70 ألف جنيه، مشدداً على أنه تم تطوير بعضها منذ قرابة العام، وأن السكان حافظوا على هذا التطوير، بل وأن سلوكياتهم تحسنت من وضع ستائر جيدة الشكل، وتطوير شكل العمارات، والحفاظ على نظافة المكان، بل وزرع بعضها زهوراً أمام المسطحات الخضراء بالمنطقة، موضحاً أنه يجرى العمل للانتهاء من كل العمارات، وأعمال تنسيق الموقع فيها بأسرع فترة زمنية ممكنة.
وأشار إلى أنه تم أيضاً التعاون مع رجال الأعمال والمستثمرين لرفع كفاءة وتجميل الميادين، ومداخل المدينة، حيث تم تطوير ورفع كفاءة 3 مداخل للمدينة على طريقى الإسماعيلية والسويس، كما تم تطوير ورفع كفاءة 4 ميادين داخل المدينة، وهى الصفوة، والحرية، والأولمبياد، وميدان مدخل 2. ويرى «هزاع» أن أحداث الانفلات الأمنى فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير أثرت سلباً على المدينة شأنها شأن باقى المدن سواء الجديدة أو القديمة، وهو ما عمل جهاز المدينة على مواجهته لكى «تقف المدينة على رجلها»، موضحاً أنها عملت على ذلك عبر إحياء الثروة العقارية، وصيانة العمارات القديمة، وتوسيع الطرق، وإضافة مسطحات خضراء جديدة لها تروى بمياه الصرف المعالج، مشدداً على أن المدينة لا توجد بها أى حالات للتلوث البيئى جراء عدم وجود مصانع تنتج ملوثات، إلا منطقة بها ورش خفيفة مساحتها 300 متر لا تنتج تلوثاً يذكر.