إذا أردت أن تحدد مدى خطورة حدث معين فاقرأه دائما من وجهة نظر المتضرر من نتائجه، وكيف يستعد لمواجهة هذا الحدث وتداعياته. ولو جد الجد وخرج الرافضون للإخوان ليقولوا قولهم فيهم، فسوف يحيق الضرر -كل الضرر- بالجماعة ورئيسها وحزبها، بالإضافة إلى ذيولها من السلفيين والجماعة الإسلامية. وأحد مفاتيح توقع ما يمكن أن يجرى فى هذا اليوم الموعود، يرتبط بالإجابة عن السؤال: ما الحالة المزاجية التى تسيطر على مؤسسة الحكم الإخوانى فى مصر، قبل أيام معدودات من اليوم الموعود؟
يمكننا وصف الحالة المزاجية التى تسيطر على الإخوان بـ«العصبية الزائدة والارتباك»، ولن أتوقف فى هذا المقام أمام عزف الشتائم المنفرد والكورالى الذى يتورط فيه عدد من قيادات وكوادر الجماعة أو بعض ذيولها، حين يسألهم أحد عن استعداد القوى الثورية ليوم 25 يناير. فتلك «الفرقعات» اللفظية ليست بذات قيمة أمام مؤشرات أخرى أقيم منها بكثير، من بينها على سبيل المثال تلك الدعوة التى وجهها الدكتور «محمد بديع» المرشد العام للإخوان إلى شباب الجماعة، يدعوهم فيها للاستعداد للاستشهاد فى سبيل الدفاع عن شرعية «حكم الجماعة». وما أكثر البيانات والدعوات التى تتواتر على صفحات الفيس بوك الإخوانية والقنوات التليفزيونية السلفية، التى تؤكد على معنى الجهاد والمواجهة العنيفة مع الخارجين عن الحاكم، وكأن الجماعة وذيولها يستعدون لغزوة من غزوات قتال الكفار أو المشركين.
المؤشر الثانى يرتبط بإقالة وزير الداخلية اللواء «أحمد جمال الدين»، وتولية اللواء «محمد إبراهيم». وقد تردد كثيراً أن سبب إقالة «جمال الدين» يرتبط بتقاعس الشرطة عن حماية مقرات الإخوان من الحرق على يد الغاضبين من الجماعة ورئيسها وحزبها، خلال الأسابيع الماضية. ويبدو أن هذا التفسير فى محله، خصوصاً إذا أخذنا فى الاعتبار الموقف الرافض من جانب العديد من ضباط وأمناء الشرطة لقرار الإقالة، وقرار تعيين الوزير الجديد، بل ومطالبة بعض الائتلافات الشرطية بإقالة «الجديد» وإعادة «المقال».
المؤشر الثالث يتعلق بزيارة وزير الخارجية القطرى «حمد بن جاسم» الأخيرة لمصر، وقد حقن فيها الحكم الإخوانى بحقنة «مليار دولار» منحة، و«4 مليارات» ودائع. هذه العملية لا أفهم لها معنى ولا مغزى، سوى محاولة تفويت الـ«كام» أسبوع القادمين، دون زيادة فى الأسعار، يضاف إلى ذلك لقاء «عصام الحداد» مستشار الرئيس للشئون الخارجية مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية القطرى للقاهرة، وهو الأمر الذى أثار حيرة وتساؤلات العديد من المتابعين، وبدأ بعضهم يشتط فى التفسير ويتهم الرئاسة بالرغبة فى بناء حرس ثورى على غرار الحرس الثورى الإيرانى.. كل هذه المؤشرات تؤكد حقيقة واحدة هى: أن الحالة المزاجية المسيطرة على الإخوان تلخصها عبارة: «الجماعة خائفة من شىء ما»!