أحلام الباحثين عن «شقق المستقبل»: «تاهت.. ولقيناها»
طوابير أمام نوافذ «البريد» لسحب كراسة الشروط
آلاف المواطنين يتجاهلون ارتفاع درجات الحرارة فى لحظات الظهيرة، يتوافدون على مكتب البريد الرئيسى، القابع فى ميدان العتبة، يحصلون على أرقام تنظم عملية وصولهم إلى شبابيك الموظفين، يتمسكون بتلك الأرقام، ربما تصبح رقم الحظ ومفتاح الفرج، الذى سيفتح الطريق للحصول على شقة العمر، ينادى أحد موظفى الخدمات على الرقم، فيتوجه صاحبه نحو الشباك مقدماً رسوم الحصول على كراسة الشروط التى لا تتجاوز الـ50 جنيهاً، يعود المواطن إلى مقعده ومعه الكراسة، ويتفحص كافة الشروط الموجودة للحصول على شقة محدودى الدخل فى الإسكان الاجتماعى.
«الوطن» تتابع رحلة آلاف المتوافدين يومياً لسحب كراسة شروط «الإسكان الاجتماعى»
يبحث المتقدم عن أمل الحصول على بيت بين أوراق كراسة الشروط، ويقول المتقدمون إنهم يثقون فى الدولة، ويعتبرون هذا المشروع مشروعاً قومياً، يحل أزمة الإسكان التى يعانى منها الشباب، وأن الأقساط الشهرية بسيطة، بل تعتبر أقل مما يدفعه المواطنون كإيجار شهرى لشقق يعيشون بها بشكل مؤقت.
بظهر محنى للأمام قليلاً، يجلس عبدالله محمد، فى الستين من عمره، يعيد ضبط نظارته الطبية على وجهه، وينظر إلى كراسة الشروط بتمعن وحيرة، ويقول إنه جاء اليوم ليعرف كافة التفاصيل المتعلقة بمشروع الإسكان الاجتماعى، لحجز وحدة لابنه الأكبر، الذى تزوج منذ 5 سنوات فى شقة بالإيجار: «عشت عمرى فى شقة إيجار فى دور أرضى، مبيدخلهاش لا شمس ولا هوا»، هذا ما يؤكده عبدالله قائلاً إنه عمل لسنوات طويلة موظفاً حكومياً، ولم يتمكن من الحصول على شقة تمليك طوال تلك السنوات، مؤكداً أن راتبه لم يمكنه سوى من الإنفاق على أولاده الثلاثة، الذين تخرجوا فى الجامعات، وعانوا من الحصول على وظيفة.
ويضيف عبدالله أنه ودع حلم الحصول على شقة تمليك، لأن عمره تخطى ما تنص عليه كراسة الشروط، حيث توضح أن المتقدم لا يقل عمره عن 21 ولا يتجاوز الـ50، ولكنه جاء اليوم طامحاً فى الحصول على شقة لابنه الأكبر، الذى تزوج وأنجب طفلة عمرها 3 سنوات، ويسكن فى شقة إيجار، يدفع فى مقابلها 900 جنيه شهرياً، مضيفاً، «طبعاً فلوس الإيجار بتترمى على الأرض، والشهر ورا الشهر، وابنى هيجيب منين، ده موظف مرتبه 2000 جنيه»، ويختم عبدالله حديثه قائلاً، «نفسى أحقق لابنى اللى مقدرتش أحققه لنفسى».
ويقول مصطفى متولى، 55 سنة، محام، وهو يقف فى الطابور فى انتظار وصوله لموظف الشباك: «أزمة الإسكان من أكبر الأزمات فى بلادنا، الناس مش عارفة تروح فين، والمشروع من مميزاته إنه بيفتح مناطق عمرانية جديدة، بعيدة عن التكدس الرهيب»، ويضيف مصطفى قائلاً إنه عانى طويلاً من أجل حصوله على شقة بالتمليك، حيث عمل لسنوات كثيرة فى المحاماة، وقام بالادخار حتى تمكن من شراء شقة فى المنيل وذلك فى عام 2010، ولكن لا يزال يحمل عبء حصول ابنه على شقة، ليبدأ حياته الخاصة به، قائلاً: «الجيل اللى فات ظروفه مختلفة تماماً عن الجيل ده، زمان كانت مرتباتنا صغيرة، بس بتكفى وبنحوش حاجة لبكره، دلوقتى الأولاد ولا عارفين يتكفلوا بنفسهم ولا مواصلاتهم، هيجيبوا شقة إزاى؟»، مشيراً إلى أن ابنه يعمل أيضاً بالمحاماة، ومرتبه لا يتجاوز الـ3 آلاف جنيه، ومتزوج، وعمره 28 سنة، موضحاً أن كافة شروط الحصول على وحدة سكنية، تنطبق عليه، مضيفاً: «إحنا جيل شايل هم العيال اللى هنسيبهم مش عارفين هيعرفوا يعيشوا زينا ولا لأ».
«سامية»: «هستلف لدفع القسط الأول».. و«يوسف»: «تحس مصر كلها واقفة أمام الشباك» و«كمال»: «بقالى 20 سنة بدفع إيجار».. و«عبدالله»: «شقتى.. أرضى لا شمس ولا هوا»
وعلى بعد خطوات، تجلس سامية عبدالمجيد، امرأة فى الأربعين من عمرها، تحاول أن تفهم الشروط التى يتطلبها التقديم فى مشروع الإسكان الاجتماعى، وتقول: «كل الأقساط البسيطة سهلة، ولكن القسط الأول اللى هو 9 آلاف جنيه صعب شوية، فيه ناس معهاش الفلوس دى، وفيه قسط بعد القرعة بيوصل لـ30 ألف جنيه، مين من محدودى الدخل هيوفر مبلغ زى ده؟».
سامية، أم لأربعة أطفال، أكبرهم «محمد» خريج ثانوى صناعى، تقول إنها تحلم بالحصول على شقة منذ سنوات طويلة، وإنها حالياً تسكن فى بيت والدها، ولهذه الشقة ورثة آخرون، ولكنهم تركوها فى الشقة مراعاة لظروفها المادية البسيطة، ولا يزال حلم الحصول على شقة يراودها، خاصة أنها تتمنى أن تتركها لابنها الأكبر ليتزوج فيها ويبدأ حياته، مضيفة: «الأقساط البسيطة الشهرية اللى بتبدأ من 350 حتى 450 أقدر أدفعها، لكن الأقساط الأولية الكبيرة صعبة، هحتاج أستلف علشان أسددها».
وتؤكد سامية أن الشقة التى تعيش بها ضيقة، ولا تتسع لأولادها الأربعة، خاصة أنها مكونة من غرفتين فقط، أما الشقة التى تم الإعلان عنها لمحدودى الدخل فى الإسكان الاجتماعى مساحتها 90 متراً، وسيتم استلامها كاملة التشطيب، ومكونة من 3 غرف وصالة، ولذلك فهى تطمح فى أن تحصل على وحدة سكنية فى المشروع، مؤكدة أنها لم يسبق لها الحصول على أى شقة تمليك، سواء هى أو زوجها أو أولادها، كما لم تحصل على أى قطعة أرض من قبل.
وتضيف سامية قائلة: «أنا بتمنى إن الشقق دى كلها تروح لمستحقيها، الناس تعبت ومش عارفين يروحوا فين»، وتختم حديثها قائلة إن الشقة تكلفتها الإجمالية حوالى 154 ألف جنيه، ولكن نظام السداد مع بنك التعمير والإسكان قد يستمر لمدة 15 سنة، وبذلك يدفع المواطن مبلغاً ابتداءً من 350 جنيهاً شهرياً.
«سها»: جوزى فى السعودية ومش عارفين نجيب شقة.. و«مصطفى»: «ابنى مش هيقدر يجيب شقة»..و«هدى»: «ابنى اكتأب بسبب طول فترة الخطوبة».. و«جورج»: «عايش مع أبويا وأمى و3 أطفال».. و«أحمد»: «الناس الغلابة ما صدقوا حد يبصلهم»
وبوجه تشوبه التجاعيد، وتعلو جبينه آثار العرق، بعد مشواره الطويل، حيث قدم من دار السلام مباشرة إلى العتبة، يقول يوسف صابر، 65 سنة، موظف حكومة على المعاش، إنه بمجرد فتح أبواب التقديم فى الفروع المختلفة لمكاتب البريد أصبح التدفق على تلك الفروع ضخماً، ولأن تلك المكاتب فرعية وصغيرة، فإن عملية التنظيم بها لا تتم بسهولة، قائلاً: «فى المكتب الواحد تلاقى 300 واحد جاى يقدم، والموظف ياخد 15 واحد منهم وبعدين يقول استراحة ومش عايز يكمل»، مضيفاً أنه لذلك السبب قرر أن يأتى إلى المكتب الرئيسى للبريد فى العتبة، حيث هناك عدد كبير من النوافذ التى تقوم باستقبال المواطنين، ومقاعد مخصصة للانتظار، خاصة أن حركة استقبال المتقدمين تجرى بسرعة كبيرة.
ويكمل يوسف حديثه قائلاً: «ابنى متجوز وقاعد عندى فى البيت، طبعاً نفسه فى بيت له ويبقى عنده شوية خصوصية»، مضيفاً أن ابنه مهندس زراعى، ولم يتمكن من توفير مسكن خاص به، حيث تخرج عام 2014، وتزوج العام الماضى، وتمكن بصعوبة أن يجد وظيفة له فى إحدى المزارع، ولكن من أهم الصعوبات المتعلقة بمشروع الإسكان التى تواجهه هى أزمة دفع الأقساط الأولية للمشروع، قائلاً: «من فترة قالوا القسط الأول حوالى 5 آلاف جنيه، دلوقتى القسط الأول 9 آلاف، والشباب هيضطروا يستلفوا».
بينما تقف هند زكريا فى الطابور، موظفة إدارية فى شركة خاصة، 32 سنة، متزوجة، ولديها 3 أطفال، تقول، «أنا متجوزة من 10 سنين، وكل شهر بندفع إيجار 1000 جنيه، يعنى كان زمان عندنا شقة دلوقتى»، وتضيف أنها تحمست لمشروع الإسكان الاجتماعى فور رؤيتها لتفاصيله على الموقع الإلكترونى، حيث وجدت الشروط بسيطة وغير معقدة، ولذلك حاولت إقناع زوجها بضرورة اتخاذ تلك الخطوة، قائلة: «أنا مش عايزة أكمل بقية حياتى بدفع فى إيجار جديد، وكل الإيجارات غالية جداً، وعلشان كده أقنعت جوزى إنى أبيع شبكتى الدهب وندفع القسط الأول للشقة».
وأشارت إلى أن الظروف المادية التى يمر بها الناس فى مصر صعبة، ولذلك يتشجعون تجاه أى مساعدة تقدم لهم، وخاصة أن المصاريف اليومية للحياة كبيرة، حيث تضطر لدفع مصروفات مدارس الأطفال، وفواتير الغاز والكهرباء والمياه والمواصلات.
ويقول أحمد كمال، 48 سنة، موظف فى وزارة التربية والتعليم، أب لأربعة أطفال: «بقالى 20 سنة بادفع فى إيجار»، مضيفاً أنه لأعوام طويلة، بحث عن شقة، وقدم فى عدد كبير من مشروعات الإسكان، ولكن القرعة لم ترس عليه ولو لمرة واحدة، ولذلك كان يعود ليسترد أمواله التى دفعها مقدم الشقة: «اتنصب عليا قبل كده فى عربون شقة، والمشروع ده أملى الوحيد»، ويؤكد «أحمد» أنه مر بظروف صعبة من أجل الحصول على شقة تمليك، يعيش فيها مع أسرته، خاصة لأن البيت أصبح يضيق عليه لأنه أب لاثنين من الذكور وبنتين، ولذلك يحتاج إلى شقة مكونة من 3 غرف، وعندما علم بوجود شقة سعرها معقول، قدم فيها عربوناً 20 ألف جنيه، وذلك «ربط كلام» على حد وصفه، ولكنه فوجئ أن الشقة تم بيعها لآخرين، وأنها جزء من عملية نصب، ولذلك قام بتوسيط بعض الأشخاص الذين تمكنوا من استرداد أمواله التى دفعها مرة أخرى.
ويضيف «أحمد» قائلاً «المرة دى أنا مطمن علشان القوات المسلحة بنفسها هى التى تقوم بالإشراف على المشروع، والرئيس عبدالفتاح السيسى هو من وعدنا بجدية المشروع، الناس الغلابة ما صدقت أن حد يبصلها».
وعن سعر الوحدة السكنية يقول «أحمد» إن معايير محدودى الدخل، اختلفت عن أى وقت سابق، حيث تبدأ رواتب هؤلاء من 1000 حتى 3 آلاف جنيه ونصف، ولذلك من حقهم امتلاك شقة فى هذا المشروع، مقابل 154 ألف جنيه، أما المشاريع المقامة لمتوسطى الدخل تبلغ تكلفة الشقة فيها حوالى 400 ألف جنيه، لأن مواد وتكلفة البناء أصبحت أغلى بكثير. مضيفاً «كل حاجة بتغلى وعلشان كده الشقق دى فرصة وإحنا فعلاً محتاجين أى طاقة نور».
وقبل إغلاق المكتب بدقائق، تدخل «سها»، 26 سنة، متزوجة، إلى بريد العتبة، حاملة الرقم الذى حصلت عليه، قبل أن تنصرف لقضاء بعض الاحتياجات، وتعود لتبحث عن ترتيبها بين المتقدمين، تجلس فى هدوء منتظرة دورها، حيث يسبقها 20 آخرون، وتقول إنها تزوجت منذ 4 أعوام، وزوجها سافر للعمل بالمملكة العربية السعودية، وأنها اطلعت على الشروط الموجودة على الموقع الإلكترونى لمشروع الإسكان، قائلة «جوزى مرتبه مايعديش الـ3 آلاف جنيه ونص، ومعايا ورق يثبت مرتبه».
وتضيف أنها مرت بظروف مادية صعبة، هى وزوجها الذى يعمل حالياً مهندساً للكمبيوتر بإحدى الشركات السعودية، حتى دفعتهم الظروف للسفر خارج مصر، مؤكدة أن المرتبات فى الدول الخليجية أصبحت ضعيفة، وتشبه الرواتب المتوسطة فى مصر، وذلك بسبب تدفق العمالة للخارج بشكل كبير، ما تحول إلى وسيلة ضغط على المصريين العاملين بالخليج، وذلك ليتقبلوا رواتب ضعيفة، والعامل المصرى يقبل بتلك الأجور فى الخارج، هرباً من شبح البطالة الذى يحاصره فى بلده.
«أى حد بقول له جوزى بيشتغل فى السعودية بيفكر أن معانا فلوس كتير، مايعرفش أن حتى الشقة مش عارفين نجيبها»، مؤكدة أنها قامت باستئجار شقة فى مدينة العبور، وذلك حتى تبدأ فيها حياتها مع زوجها، بقيمة 600 جنيه إيجار شهرى. وتشير «سهى» إلى أن أزمة الإيجار الجديد، أصبحت لا تحتمل، حيث يتم استنزاف الأموال فى الهواء على حد وصفها، والشباب ظروفهم المادية لا تؤهلهم للحصول على شقق، وأنهم يعتمدون على ذويهم لتوفير وحدات سكنية لهم، لأن الشاب حديث التخرج، بالكاد يتمكن من الحصول على دخل يلبى مصروفاته اليومية. وتختم «سهى» حديثها قائلة، «الجيل الجاى بقى واجب عليه يضحى، كل المناسبات الاجتماعية بتعدى عليا لوحدى من غير ما أشوف جوزى، علشان نعرف نجيب شقة ونحوش قرشين لبكرة».
أما محمد صلاح، فيخرج من مكتب البريد بخطوات مسرعة، يبدو عليه ملامح الغضب والضيق، ترافقه زوجته التى تحمل كراسة الشروط، يمضيان جنباً إلى جنب، يقول «محمد»، 55 سنة، موظف بإحدى المصالح الحكومية «الشاب يجيب منين 39 ألف جنيه أقساط مبدئية للشقة، الناس دى تجيب منين؟»، موضحاً أنه جاء اليوم خصيصاً، بحثاً عن شقة لابنه الأكبر، الذى لم يتزوج بعد.
بينما تقول هدى أحمد، 48 سنة، إنها جاءت مع زوجها، ربما يجدان حلاً لأزمة الشقة، التى حولت حياة ابنهم الأكبر إلى جحيم، حيث تقدم لخطبة فتاة منذ 4 سنوات، وحتى اليوم لم يتمكن من الزواج بها، بينما تتزايد الخلافات بينهما بسبب الظروف المادية، وصعوبة التجهيز، مضيفة «الولد جاله اكتئاب، خريج كلية تجارة، بيلاقى شغل بصعوبة، وبعدين يضطر يسيبه ويرجع يدور تانى، مصاريفه بيغطيها بالعافية، هيجيب شقة إزاى؟».
وتضيف «هدى» أن ابنها بحث عن أى فرصة للعمل فى الخارج، ولكن حتى سوق العمل فى الدول العربية توقف نتيجة تلك الأحداث المؤسفة التى ضربت كثيراً من تلك الدول، مثل سوريا والعراق وليبيا، ولذلك انحصر عمله فى الشركات الخاصة، قائلة «كل شركة تعمل إعلان مندوب مبيعات، يروح يقدم يقولوله فترة تدريب شهرين تلاتة، يفضل يشتغل من غير مرتب، وبعد انتهاء التدريب يكونوا خلوه يسيب الشغل».
وتشير إلى أن الظروف التى يمر بها ابنها طاحنة، وتلك ليست أزمته وحده، بل هى أزمة جيل كامل، يعانى من ارتفاع الأسعار وضيق الحال، وأصبح الآباء يساعدون أبناءهم، بدلاً من أن يرفع الأبناء عنهم عبء العمل والمصاريف فى نهاية مشوار حياتهم، على حد قولها.
وبعيون ضيقة مرهقة، تنظر للمارة من تحت نظارة طبية ضخمة، وجه عابس وجاد، وظهر محنىّ، وبجواره تجلس ابنته، تحمل كراسة الشروط وتفحصها، يقول مصطفى إبراهيم، 62 سنة، عقيد متقاعد بالقوات المسلحة، إنه خاض حروباً شرسة من أجل البحث عن شقة لابنتيه، مضيفاً «على أيامى أنا كنت باختار لما أتجوز أعيش فين، كان فيه شقق تبع القوات المسلحة، وفيه ميراث، والإيجار مفيش أرخص منه، لكن دلوقتى كارثة».
ويضيف «مصطفى» قائلاً، إنه أب لأربعة أولاد، وزوجته متوفاة، حيث تمكن من توفير شقة لابنه الأكبر، كى يتزوج فيها ويبدأ حياته، كما ساعد ابنته فى الحصول على شقة فى مدينة العبور، وهى حالياً أم لأربعة أطفال، ولكنه لا يزال يحمل عبء توفير شقة لابنتيه المتبقيتين، قائلاً «بناتى كبروا عدوا الأربعين من غير جواز، ومش باين لهم جواز، نفسى أسيب لهم بيت يعيشوا فيه وأطمن عليهم».
ويختم «مصطفى» حديثه قائلاً «رئيس الدولة وعد بأن كل من قام بالتقديم، وينطبق عليه الشروط، سيتمكن من الحصول على وحدة سكنية، ومن يقوم بدفع الأقساط الأولية، التى تقدر بحوالى 9 آلاف جنيه، إذا لم يتم إرساء القرعة عليهم، سيتمكنون من استعادة أموالهم التى دفعوها، ولذلك كل ما يتكلفه المتقدم، هو الـ50 جنيهاً رسوم سحب كراسة الشروط».
بينما يقف جورج سيدهم، فى زاوية، يقوم بالاستفسار من موظف الخدمات، فى محاولة فهم كافة الشروط، يقول إنه أب لـ3 أطفال، أكبرهم فى الصف الرابع الابتدائى، يسكن حالياً هو وأولاده وزوجته، فى منزل أبيه وأمه فى شبرا. يقول «جورج» إنه سافر إلى أمريكا للعمل هناك، ولكن لم يحالفه الحظ واضطر للعودة، ولم يتمكن من الادخار كما ظن، وحالياً يعمل فى مجال التسويق فى إحدى الشركات الخاصة، مضيفاً «والدتى اللى هتسلفنى فلوس القسط الأول».
ويختم «جورج» حديثه قائلاً إنه اطلع على صور الوحدات السكنية على الموقع الإلكترونى للمشروع، وشعر أن تلك الوحدات ستكون من نصيب سعداء الحظ، لأنها تم تقسيمها بطريقة جيدة، التى تشبه المدن الجديدة والتى تبلغ تكلفة الشقة فيها مليون جنيه، وهناك مساحات مناسبة بين الوحدات السكنية.
بينما يقول خالد منصور، موظف الخدمات فى مكتب البريد بالعتبة، إن توافد المواطنين على مكتب البريد، أصبح أقل كثيراً من بداية فتح موعد توفير كراسات الشروط، الذى كان يوم السبت الماضى، وذلك بسبب فتح فروع مكتب البريد، وإتاحتها لكراسة الشروط، حيث أصبحت نسبة الإقبال على المكتب الرئيسى أقل.
ويضيف: «معظم الناس يستفسرون عن الفرق بين الكراسة الزرقاء والكراسة الحمراء، وأوضح لهم أن الكراسة الحمراء، هى تتعلق بالوحدات السكنية التى يتم تسليمها بعد 3 شهور، أما الكراسة الزرقاء، يتم تسليم الوحدات السكنية المتعلقة بها بعد عام».