الدنيا «ربيع»
محمود
الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، يجلس «محمود محمد» على كرسى، بجانب أحد الأرصفة، أمامه منضدة ودلو ممتلئ بالورود وسكين وحجر شيشة سلوم. طوال العام يعمل «قهوجى»، مهمته رص الحجارة على الشيشة، لكنه منذ كان عمره 10 سنوات، يحرص على طلب إجازة 10 أيام فى فترة الربيع، ليبيع الورد.
ورد بلدى بألوان مبهجة، يقوم «محمد»، بتقطيعه وتنظيفه، يمسك السكين وعندما ينتهى من كل وردة، يسحب نفساً عميقاً من الشيشة، ويستمر هكذا حتى الفجر. يُدندن الأغانى وهو يعمل، «الدنيا ربيع»: «أصل أنا كل سنة فى الربيع أبيع ورد، متعود وأنا طفل، أصلى ماتعلمتش فى مدرسة، وبصرف على 4 عيال، وأهو دخل إضافى».
يعمل «محمد» فى المقهى باليومية، ويتمنى أن يكون «الورد»، سنداً له، ودخلاً إضافياً جيداً فى الربيع، «بنقول يا مسهل»، هى الجملة التى يُرددها دائماً، ويحرص دائماً على أخذ الورود لأطفاله وزوجته فى نهاية كل يوم: «أصلى اولادى بيستلمونى كل مايشوفونى، ويقولوا لى فين الورد؟».