نفسي أفهم جت منين فكرة "السوبر مان" و"السوبر وومان" دي؟.. مين قال إنّ إحنا نقدر نعمل كل حاجة صح، طول الوقت وفي أي وقت، وتحت أي ظروف؟.. ومين قال إنّ إحنا لازم نبقى كده عشان نعيش سعداء أصلًا؟.
طبعًا جميل إنّ الواحد يجتهد ويحسّن ويطوّر من نفسه طول الوقت، وإنّه يسعى ويعمل كل اللي عليه، ويدّي أفضل ما عنده، لكن لما يتحوّل الحال إلى حالة من "اللهاث" المستمر، والقلق، والتوتر، والضغط النفسي اللانهائي، وعدم القدرة على النوم إلا بمهدئات أحيانًا.. يبقى لازم يكون في وقفة.
في فرق بين محاولة إتقان العمل وبين السعي "المضني" نحو الكمال، في فرق بين محاولة التميّز والتفرّد، وبين التنافس المستمر مع الآخرين في كل شيء وعلى كل شيء، في فرق بين إنّ الواحد يشغل دماغه عشان ينظّم وقته ويرتِّب أموره، وبين إنّ الدماغ تفضل شغالة 24 ساعة مبتفصلش حتى أثناء النوم.. نحن بشر يا سادة، يعني لو مكنش في حياتنا شوية "سلام داخلي" وحبة "هدوء نفسي" عمرنا ما هانتهنى بأي حاجة من الحاجات اللي عمّالين نجري وراهم ليل ونهار دول.
إذا كنت حضرتك اقتنعت بكلامي، ونويت تبدأ معايا رحلة العلاج من هذا "الهوس" الجماعي، فإليك خطتي:
أولًا هاشيل من دماغي تمامًا فكرة إن أنا "سوبر وومان" دي، هافكر نفسي دايمًا بأنّي مش مطلوب مني إني مغلطش عشان أعيش سعيدة وراضية، هاطلب المساعدة من اللي حواليا كلما أتيحت الفرصه، وهاقول "معرفش" أو "مقدرش" على الحاجات اللي فوق طاقتي، هايكون عندي الجرأة إني أغير خطتي وأعدل يومي لو لقيت إني مضغوطة أكتر من اللازم، هاصحى كل يوم الصبح وأعمل اللي عليّا، وهابقى عارفة إنّه عليا السعي وعلى الرب التوفيق والسداد، وفي آخر اليوم هارجع أحط راسي عالمخدة وأنا في قمّة راحة الضمير والاطمئنان، وأنام وآكل رز مع الملايكة كمان.