بروفايل| حسام الدين مصطفى.. مخرج "الأدب"
حسام الدين مصطفى
"مسعد".. كان الاسم الذي أطلقه السيد مصطفى، عمدة إحدى القرى بالمنزلة، على ابنه الخامس والذي تبنأ له شيخ القرية أنّه سيصبح أفضل أبناء العمدة، وظلّ على اسمه، إلى أن تبدّل في خمسينيات القرن الماضي وصار "حسام الدين مصطفى".
حسام الدين مصطفى.. مخرج مصري ولد في 5 مايو 1926، حلم يومًا أن يصبح مهندسًا متميزًا، كما جاء في أحد الأفلام التسجيلية، إلى أن بدأ يتابع الأفلام السينمائية ويحضر كل جديد يُطرح منها في مدينة بورسعيد فاختلف حلمه وصار يحلم بأن يكون مخرجًا سينمائيًا.
بعد حصوله على الثانوية أبلغ أسرته بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة السنما، وتتلمذ في جامعة كاليفورنيا على يد المخرج الملّقب بـ"مستر هوليود"، ثم عاد إلى مصر في خمسينيات القرن الماضي حاملًا اسم حسام الدين مصطفى.
يعد مصطفى من أكثر المخرجين الذين استعانوا بنصوص أدبيّة مصريّة وعالميّة لتحويلها إلى أفلام سينمائية، ولكن كان فيلم النظارة السوداء الذي أنتج عام 1962 عن رواية لإحسان عبدالقدوس، البوصلة التي لفتت الأنظار إليه رغم أن ترتيبه التاسع عشر في تاريخه الفني.
من النصوص الأدبية المميزة التي حوّلها لأفلام سينمائية: "السمان والخريف" لنجيب محفوظ، و"غابة من السيقان" لإحسان عبدالقدوس، و"امرأة ورجل" ليحيى حقي، والذي دخل في مسابقة على هامش مهرجان الأوسكار، و"هارب من الأيام" لثروت أباظة، ومن الأدب العالمي أخرج فيلم "سونيا والمجنون" عن النص العالمي "الجريمة والعقاب".
رغم تلقيبه بـ"فارس الحركة" لإبداعه في إخراج أفلام الحركة التي شكّلت نصف إنتاجه، إلا أنّه برع في الأفلام الدرامية التي كان آخرها "الظالم والمظلوم" عام 1999، حيث أخرج 100 فيلم في تاريخه، ورأى أن الأفلام مثل الملابس تتبع "الموضة"، لذا تتنوع أفلامه ما بين الحركة والدراما، وفي السنوات الأخيرة من حياته، تفرغ ﻹخراج المسلسلات التاريخية، ومن مسلسلاته: (الأبطال، نسر الشرق، عصر الأئمة، اﻹمام ابن حزم). وتوفى في العام 2000 عن عمر يناهز 74 عامًا.