الحرب على "مالي".. 4 دول أوروبية في مواجهة إسلاميي الشمال
سقط شمال جمهورية "مالي" تحت سيطرة متمردين إسلاميين بعد انقلاب عسكري في الثاني والعشرين من مارس الماضي، وتحديدا العاصمة باماكو، بعدما استولى عسكريون على مقاليد الحكم، وأعلنوا انتهاء حكم الرئيس أمادو توماني توري.
وفي أعقاب هذا الانقلاب، استغل متمردون إسلاميون الفراغ الأمني شمال البلاد، وشنوا هجوما سيطروا خلاله على المنطقة، وأعلنوا مساء الرابع والعشرين من مارس عن قرب إعلانهم السيطرة الكاملة على كيدال، إحدى مدن شمال شرق مالي، قبل أن ينجحوا في ذلك ويقسموا البلد إلى شطرين.
وخلال الأسبوع الماضي بدأت قوات المتمردين الإسلاميين التوغل نحو وسط مالي، بنية مهاجة ولاية "موبتي"، ومع اقتراب الإسلاميين من موبتي، وسيطرتهم على مدينة كونا، طلبت حكومة مالي التدخل العسكري الفرنسي، خاصة مع تهديدات فرنسية مسبقة باللجوء إلى العنف إذا لم يتم احترام النظام الدستوري في مالي.
وفي الجمعة 11 يناير 2013 تحولت المواجهات الداخلية في جمهورية مالي بشكل رسمي إلى حرب ذات طابع إقليمي ودولي، بعد أن أعلنت باريس تدخل قواتها المسلحة جوًا وبرًا لمساندة قوات حكومة باماكو.
التدخل العسكري الفرنسي الذي أعلنت عدد من الدول الأفريقية الانضمام إليه بقواتها، حصل على دعم من دول كبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا، واجهته ردود فعل مختلفة سواء داخل فرنسا أو خارجها، خاصة أنه أتى في وقت مبكر، كما يرى مركز الجزيرة للدراسات، حيث يقول إن فرنسا تدق طبول الحرب في مالي منذ أشهر عديدة، واستصدرت قرارًا دوليًا من مجلس الأمن حمل الرقم 2085، إلا أن الانطلاقة المبكرة لشرارة العمل العسكري كانت مفاجئة للجميع وسابقة جدًا لموعدها.
وعلى خلفية هذه الحرب، شن مسلحون إسلاميون من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، هجومًا مباغتًا، الأربعاء الماضي، على منشأة نفطية تابعة لشركة "برتيش بيتروليم" في منطقة عين أمناس بالجزائر قرب الحدود مع ليبيا، واحتجزوا 41 رهينة، بينهم سبعة أمريكيين ومجموعة أخرى من الفرنسيين واليابانيين والنرويجيين وغيرهم. وأعلنوا في بيان أصدروه في اليوم نفسه أن هدف هجومهم هو المطالبة بوقف العدوان الفرنسي على مالي، ما أدى إلى محاصرة المنشأة بقوات من الجيش الجزائري، التي شنت هجومًا على الخاطفين في الخميس السابع عشر من يناير، أعلنت بعده نجاحهم في تحرير عدد كبير من الرهائن، إلا أن وكالة أنباء نواكشوط نقلت عن أحد الخاطفين أن الهجوم أسفر عن مقتل 34 رهينة و15 من الخاطفين، وهو ما أثار قلق واشنطن ودفعها لطلب توضيحات من الجانب الجزائري.
ولا تزال الحرب في مالي، وأزمة الرهائن في منشأة عين أمناس الجزائرية مستمرة ولا تزال المفاجآت تتوالى، دون إمكانية تخمين ما يمكن حدوثه خلال الأيام المقبلة، إذ تبقى كل الاحتمالات مطروحة.
أخبار متعلقة
زعيم "الخاطفين" في الجزائر يعرض مبادلة رهائن أمريكيين بعمر عبد الرحمن
مصر تعلن تضامنها مع الجزائر وتدين عملية أخذ الرهائن الأجانب