«الوطن» فى جولة بمعارض «أهلاً رمضان»: طوابير وزحام شديد.. و«اللى يعرف يزق يدخل»
المواطنون هربوا من جشع التجار إلى منافذ الحكومة قبل أيام من شهر رمضان
«يا رب السعر يكون زى ما قالوا»، كلمات متوجّسة، حدّث بها نفسه قبل أن تلمس قدماه بوابة المكان، ومعه عشرات يقصدونه للغرض نفسه، فما إن سمع عن فتح وزارة التموين معارض تحمل شعار «أهلاً رمضان» توفر السلع والمستلزمات بأسعار مخفّضة، حتى سارع إليها، بحثاً عن الأرز بـ4.5 جنيه، والسكر بـ5 جنيهات والزيت بـ10، هرباً من الغلاء الذى اجتاح أسعارها.
«نادر»: قلة المعروض أفسدت فرحة انخفاض الأسعار.. و«سيدة»: «طلعت روحى علشان أجيب رز وزيت».. و«التموين»: «السعر حسب الجودة»
الزحام الشديد على أبواب المعرض، أكد له حدسه «يبقى الكلام صح والأسعار رخيصة»، حارب أكثر من أجل إفساح المجال له وسط المتزاحمين لدخول المعرض، يؤكد نادر عوض: «فضلت شاكك لحد ما شُفت بنفسى، بس يا فرحتى السعر منخفض، لكن السلع المعروضة قليلة، ولو عرفت تدخل المعرض مش هتعرف تاخد حاجة من كتر الزحمة والناس اللى بتعبّى أكتر من حاجتها، وللأسف مفيش حد بينظم، الناس كانت بتتخانق مع بعضها علشان توصل للباب، وغير كده قال لك الفراخ الـ2 كيلو بـ35 جنيه، نروح علشان نشترى يقول لك خلصانة»، إلى جواره تقف سيدة حسن، تحاول التقاط أنفاسها بعد عناء الدخول إلى المعرض «طلعت روحى على ما عرفت أجيب الرز والزيت، ومالحقتش أجيب الباقى».
ويُبدى «حسن»، أحد زوار المعرض، اعتراضه على الطريقة التى يتزاحم بها المواطنون على المعرض بقوله: «أنا راجل على المعاش، ماينفعش أتعامل وحش، والناس تزعق وأقف طابور طويل، وبعد كده يقولوا مفيش، وأنا شايف ناس بتاخد بالكرتونة»، أما «أم حسن» فتقول: «مفيش نظام، والناس كلها داخلة فى بعض، والمنتجات مش كلها رخيصة، والرز اللى بـ4.5 مش كويس ومش آدمى، ومسحوق الغسيل فى المعرض بـ140 جنيه، وبرة بـ110، والمنتجات كلها مش موجودة، وبيقولوا الحاجة خلصت». وتقول الحاجة فتحية: «واحد ماعندوش ضمير جيت أشترى بندق قال لى 120 جنيه، ولما جيت أدفع قال لى 180».
وتقول «أم هدير»: «ياميش رمضان، العلبة اللى الوزير قال عليها بـ15 جنيه 100 جرام، يعنى الكيلو بـ150 جنيه، يعنى مفيش تخفيض، والناس اللى بتبيع بتعاملنا وحش، ولسه فيه محسوبيات، وفيه ناس بتدخل تاخد بكميات كبيرة، ونكون لسه سائلين على المنتج تقول لا مفيش، ونلاقى ناس واخدة كميات رهيبة، محتاجين يكون فيه نظام، والمنتجات تكون متوفرة».
من ناحية أخرى، أعرب عدد من الزوار عن إعجابهم بالمعروضات، فتقول «أم أحمد»: «ياميش رمضان أرخص من برة، فيه فرق من 50 لـ60 جنيه والأسعار كلها كويسة، والرز موجود بـ4.5، وقبل المعرض مش عارفين نجيبه، وقالوا كل فرد ليه 3 كيلو فقط، بعد كده قالوا أى كمية».
وتقول مدام «إيمان»: «الزيت كويس، وأسعاره من 8.75 إلى 11 جنيه، وكمان قمر الدين بـ7.5 وجميل، وكيلو الطماطم بجنيه واحد، والياميش موجود علب بـ15 جنيه وكويسة قوى»، ويقول عبدالفتاح محمود: «الحاجة متوفرة وموجودة بكميات، الدنيا كلها بخير، وكلنا مبسوطين، ولسه مصر فيها أحلى». فيما يقول «شلبى»: «فكرة ياميش رمضان بالجرامات فكرة ذكية، أكلت الغلابة كلهم، وربنا يخلى السيسى لمصر، المكرونة كويسة، بتتراوح من 2 لـ4 جنيه».
محمود دياب، المتحدث باسم وزارة التموين، لم ينتبه إلى شكاوى الزحام وعدم التنظيم ونفاد السلع وعدم وجود بعض المعلن عنه، لم يرَ فى المشهد كله سوى النجاح الذى حققته الوزارة، والذى يُدلّل عليه الزحام والإقبال، يُبرّر نقص السلع بزيادة السحب والإقبال عليها، ويرى فى زيادة سعر الأرز فى بعض المطروح إلى 7 جنيهات «أمراً منطقياً»: «كل ما الجودة زادت كل ما السعر زاد.. ده عرض وطلب، والمهم أن الرز اللى بـ4.5 متاح وبوفرة». فى سياق متصل، كشفت جولة لـ«الوطن» داخل المعرض الذى أقامته وزارة التموين بأرض المعارض بمدينة نصر لتوفير مستلزمات الأسر المصرية الغذائية خلال شهر رمضان، عن ازدحام شديد على الأبواب فى اليوم الثالث لافتتاحه، سواء بسبب تزاحم المواطنين أو السيارات التى تنقل السلع إلى المعرض، الذى احتل طابقين كاملين لأحد المبانى، احتوى الطابق الأول منه على منتجات اللحوم، التى تراوحت أسعارها من 35 إلى 50 جنيهاً للكيلو الواحد، والدواجن سعرها للكيلو 20 جنيهاً و2 كيلو بـ35 جنيهاً، والأرز سعره 4.5 جنيه، والسكر 4.75 جنيه، والزيت بـ8.25 جنيه، والسمك البلطى بـ15 جنيه للكيلو، والسمك البلطى الأسوانى الكيلو بـ6 جنيهات، إضافة إلى وجبات جاهزة، كوجبة جمبرى بـ7 جنيهات، ووجبة فيليه بـ8 جنيهات، مكونة من سمك الفيليه وأرز وعيش وطحينة، ومنتجات منظفات وبعض الشركات تعرض ياميش رمضان.