إهمال الحكومة يحول محمية «الغابة المتحجرة» إلى «مقلب زبالة»
إهمال الحكومة يحول محمية «الغابة المتحجرة» إلى «مقلب زبالة»
على امتداد البصر، صحراء واسعة، ورياح تحول المكان إلى عاصفة رملية، تحجب الرؤية عن طريق مكتظ بالصخور والتعرجات، يؤدى فى نهايته إلى محمية «الغابة المتحجرة» بمنطقة التجمع الخامس فى القاهرة الجديدة، المكان الذى لا يعرفه حتى الأهالى الذين يقيمون بالقرب منه، فقط مجرد أسوار عتيقة ومتهالكة تحجب ما وراءها من إهمال لا يتماشى مع طبيعة المكان وتاريخه الذى يمتد لملايين السنين.. الرحلة تحتاج سيارة «دفع رباعى» لتحمل صعوبة الطريق الذى يبتعد عن «العَمار» نحو 45 دقيقة، وسماه العاملون والموظفون بداخل الغابة «طريق الهلاك». شمس حارقة، ومكان يفتقد الخدمات، لا تسمع فيه سوى نباح الكلاب المسعورة وعواء الثعالب، فتتحول رحلة الاستمتاع والتعرف على السياحة الداخلية، إلى زيارة لمكان أشبه بـ«بيت الرعب» يمتد على مساحة 7 كم، يترك انطباعاً مخيفاً لدى زواره، وأثراً صعباً فى نفوس العاملين فيه الذين يحاصرهم الإهمال ويهددهم الموت.
المحمية التاريخية تعانى من تعديات وزارة الإسكان وغياب وزارة البيئة.. وجهاز المدينة يحولها إلى «محرقة واسعة»
بلا لافتة ولا أفراد حراسة أو حتى تشجير للمكان يعمل على الجذب إلى المحمية، التى اعتقد السكان المحيطون بها أنها أرض تابعة للقوات المسلحة، وأصبح لقبها المتداول لكل من يشير نحوها متسائلاً: «هى إيه دى؟»، لا توجد إجابة مختلفة عن كونها «منطقة عسكرية»، يُمنع الاقتراب منها أو التصوير، حتى قامت وزارة البيئة بتعليق لافتة تحمل اسم «محمية الغابة المتحجرة». اللافتة التى وضعت قبل 3 شهور أثارت الفضول أكثر بالنسبة للمارة، وكل من يمر بجانبها يداخله شغف بمعرفة حقيقتها، خاصة أن لافتة «الغابة المتحجرة» بمنطقة التجمع الخامس توحى بأن بداخلها مناظر خلابة، وبيئة طبيعية لكائنات تنمو وتتكاثر، لكن الواقع يكشف غير ذلك تماماً.
«الوطن» اقتربت من اللافتة وتجاوزتها حتى دخلت من بوابتها الخشبية الرئيسية دون حراسة أو «بودى جارد»، عبر «طريق الهلاك»، يعيش بداخلها عم «حامد»، الحارس الوحيد للغابة التى تمتد مساحتها 7 كيلومترات، منذ 25 عاماً، فالجميع رحل حتى إن الموظفين لم يترددوا على مكان عملهم بانتظام منذ سنوات، إلا عم «حامد» الباقى فى مكانه، لا يتحرك.
الواحدة ظهراً، هدوء وسكينة يتخللهما أصوات نباح، ما زالا يسيطران على المكان رغم شعاع الشمس الساطعة، على بعد أمتار من داخل البوابة الخشبية «كابينة» حراسة، جدرانها مشققة وبها شروخ عميقة، يجلس أمامها على كرسى خشبى متهالك عم «حامد»، حارس المحمية، الذى يخلو حزامه من «سلاح ميرى»، وبجانبه كوب من الشاى، وراديو صغير تغطيه الأتربة لا يصدر منه صوت، غطاء متسخ وكرتونة بداخلها ملابس بالية. يحكى الرجل الستينى عن حياته داخل الغابة ومشكلاته فيها: «بانام واشرب واكل هنا، مباخرجش من الغابة إلا للشديد القوى، بقالى سنين حياتى كلها وسط الصحراء من غير ناس، لدرجة إن سمعى بقى تقيل من كتر ما أنا مبسمعش حد، ونسيت صوت الناس، حتى الراديو اللى حيلتى مش شغال بقاله سنين وحاطه جمبى منظر».
باحث يطلق صفحة على «فيس بوك» للترويج للمحمية: ليست مجرد أشجار متحجرة منذ ملايين السنين.. بل بيئة طبيعية لكائنات تنمو وتتكاثر يومياً
بملابس بسيطة، يقف «عم حامد» يومياً من الصباح الباكر، يحرس المكان من خارج البوابة وداخلها، كما اعتاد منذ صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 944 لسنة 1989، بأن منطقة الغابة المتحجرة محمية طبيعية، وتعيينه داخلها حارساً لها، والتى أكسبت المكان أهمية وقيمة، وتأهيلها بالشكل الأمثل لتكون كبرى المزارات السياحية على مستوى العالم بحسب «عم حامد»، لكن حال المحمية الآن التى يطالها الإهمال أثبت خلاف ذلك، فيقول: «مع بداية تعيينى كحارس محمية، كنت مبسوط جداً عشان بحرس حاجة ليها قيمة وتاريخ، لكن الناس مكانتش تعرفها قوى ومحدش كان بيزورها كتير، حتى دلوقتى مبقاش حد ييجى غير فين وفين، والموظفين والعاملين بالمحمية مبيقدروش يدخلوا المحمية بسبب طريقها الوعر». وأضاف: «وزارة البيئة ساكتة على الموظفين لأنهم مش قادرين يوفروا دائماً عربيات دفع رباعى تدخلهم المحمية، وطالبنا الجهاز أكتر من مرة يرصفوا ويأمنوا الطريق ومحدش بيتحرك من يوم ما المحمية بقت موجودة من 27 سنة».
يوضح «حامد»، المقبل من الصعيد، أن المحمية على هضبة مستوية بها بعض الجروف والتلال، يغطى معظم أجزائها تكوين جبل الخشب، موضحاً: «الغابة غنية بدرجة ملحوظة ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة، وتعتبر المحمية أثر جيولوجى نادر، مش موجود له مثيل فى العالم من حيث الاتساع، لكن الناس مش عارفة قيمتها، والجهاز مهمل فيها وقاصد ميصلحش الطريق ويخليه ممهد عشان محدش يدخلها، ويشوف النوادر اللى فيها، لدرجة إن عربيات الجهاز بشوفها بنفسى بتدخل ترمى الزبالة حوالين المحمية، ويحرقوها عشان يموتوا الحيوانات النادرة اللى جواها، وميبقاش فيها حياة للكائنات دى ولا وجود للمحمية»، مضيفاً: «الاستفادة الوحيدة للجهاز من الإهمال اللى بيطول محيط المحمية، هو إثبات عدم أهميتها ومميزاتها لوزارة الإسكان والبيئة عشان يبنوا عليها براحتهم زى ما بنوا على جزء منها حوالى 3 كيلومترات منطقة النرجس، ومساحة الغابة الحقيقية 10 كيلومترات».
فى الوقت الذى ترك فيه الجميع «الغابة المتحجرة»، أصر «عم حامد» أن يعيش بداخلها، معتبراً أنها عمله وسكنه وكل ما يمتلكه فى الحياة، فيقول: «معنديش عيال ولا زوجة، من يوم ما المحمية اتفتحت وأنا مبنزلش البلد غير فين وفين، وحياتى كلها بقت فى وسط الصحراء، رغم إن لحد دلوقتى مدخلش جوه المحمية مياه صالحة للشرب ولا كهرباء، لكن عايش على جراكن الميه اللى باشتريها من السقا اللى بيعدى عليّا، ولمبة الجاز اللى بتنور ليّا بالليل، لأن مفيهاش أى خدمات».
«حامد» الحارس الوحيد منذ 27 عاماً ينتظر الموت: «لا مياه ولا كهرباء.. وعايش وسط الكلاب والصحراء»
ذكريات «عم حامد» داخل المحمية لا تُنسى، اعتاد العيش وسط الكلاب والحيوانات البرية التى تعيش معه داخل المحمية، موضحاً: «الحيوانات اللى هنا مش مؤذية، أنا عايش فى وسطهم وعمرهم ما بيقرّبوا من أى إنسان، وجوه المحمية زهور ونباتات نادرة جداً، موجودة وسط الصخور من عند ربنا، بس الحياة جوه المحمية حياة تانية، مبقيتش أقدر أخرج برّاها رغم الحياة الصعبة اللى جواها، وبقت جزء منى ومبقيتش أخاف من إنى عايش لوحدى فيها، وسايبها على الله».
لم يشغل بال «عم حامد» سوى الاهتمام والنظر إلى المحمية، بعدما طالها إهمال شديد من الخارج والداخل، وسرقة رمالها من بعض البلطجية: «المحمية كبيرة جداً ومقدرش على حراستها كلها، أنا بحرس البوابة الرئيسية، عشان لو فى زوار أنا اللى باشرح ليهم المكان وأبقى معاهم، لكن من أسوار المحمية فيه ناس بتتعدى على السور وتكسره وتحمل الرملة اللى جواها، وحاولت أشتكى فى وزارة البيئة أكتر من مرة، لكن مفيش حلول ولا حماية جوه المحمية من أى جهة».
قبل عامين، جرت مباحثات بين وزارتى «البيئة» و«الإسكان»، لعقد بروتوكول بغرض تطوير المحمية، التى تقع فى الجزء الجنوبى من القاهرة الجديدة وعلى حدود طريق القطامية العين السخنة، بحسب أحمد عبدالواحد، باحث ومسئول علمى داخل المحمية منذ 12 عاماً.
جيران «الغابة» يطلقون عليها «منطقة الموت»: «قدمنا شكاوى للمسئولين.. ولا حياة لمن تنادى»
مرت سنوات، وأصبحت الجهات التى تطالب بتطويرها أول المتسببين فيما آلت إليه من إهمال، وفقاً للباحث، الذى يحاول جاهداً نشر الوعى البيئى والترويج السياحى للمحمية بنفسه دون مقابل، عن طريق إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، باسم «محمية الغابة المتحجرة» منذ عام 2013، تعتمد على مجهوده الذاتى دون تلقى أى تبرعات، بهدف نشر أحد معالم بلاده، وتسليط الضوء على أهمية المحمية: «اهتمامى بالمحمية مش لمجرد إنى موظف جواها، بحاول أروح دايماً مكتبى باستمرار فى أوقات العمل وخارجها، رغم أن الموظفين اللى زيى مش بيروحوا ولا مهتمين حتى فى أوقات العمل، فمنذ 2007 الإهمال يطول المحمية بشكل واضح، لدرجة إن مفيش مدير ولا مسئول داخل المحمية، وبقالنا سنين اللى بيدور أعمال المحمية هو رئيس مجلس الوزراء». وأضاف: «عشان كده باحاول أسعى من جانبى لنشر الوعى لأهمية المحمية، وعملت الصفحة عشان أنشر الصور اللى بصورها داخل المحمية، بنباتات وحيوانات وزواحف فريدة، فهى ليست فقط مكاناً تجمعت فيه الأشجار المتحجرة منذ ملايين السنين، بل على عكس الشائع هى بيئة طبيعية لكائنات تنمو وتتكاثر كل يوم».
لم يكتفِ الرجل الأربعينى بنشر الوعى عن المحمية بالتقاط صور بداخلها وشرح أهميتها على صفحة «فيس بوك»، لكنه يحاول تنظيم زيارات للسكان المهتمين بزيارة المحمية دون رسوم أو مقابل مادى، وشرح مبسط بأهميتها ورؤية الزهور النادرة بداخلها، من بينها النرجس الأبيض أو الطيطان أو نرجس الجبل، المنتشرة فى المحمية، التى تعد السبب فى اسم المحمية القديم «جبال الخشب»، وتدخل مستخلصاتها فى صناعة العديد من العلاجات الحديثة: «جمعت أكتر من زيارة لسكان النرجس ومنطقة التجمع الخامس كلها، عشان يشوفوا المحمية على طبيعتها وهى كده كده ببلاش ومن غير رسوم وانا مباخدش فلوس من حد»، مضيفاً: «كل اللى باعمله إنى بأوفّر عربيات دفع رباعى مخصوص عشان تدخل بالزوار الطريق اللى جهاز المدينة مهمل فيه، ومش راضى يمهده لتسهيل دخول المحمية، وقدرت أوصل قدر كبير من المعلومات عن المحمية للزوار، لكن لصعوبة الطريق محدش بيقرر بسهولة يدخلها».
متحف صغير بمجهود ذاتى داخل إحدى غرف المحمية، قام «أحمد» بإعداده بالتعاون مع «عم حامد» حارس المحمية، ليضما عدداً كبيراً من الحفريات النادرة، وأجزاء من الهياكل العظمية لحيوانات انقرضت، وقطع أخرى لعظام ديناصورات، وحيتان بحرية انقرضت من ملايين السنين، فيقول الباحث: «حاولنا نشجع الناس على الزيارة بالمتحف اللى عملته أنا وعم حامد، جمعنا أكتر الحفريات النادرة من المحمية وحطيناها فى أوضة بالمحمية، وكتبت على كل حاجة تفاصيلها، عشان الناس تستفيد أكتر»، موضحاً أن من أغرب ما يوجد داخل «الغابة المتحجرة» التكوينات الجيولوجية للحفريات، التى تستخرج من تحت الأنقاض وتكون بصورة جيدة جداً، على عكس الحفريات التى تستخرج من تحت الأرض فى بلدان العالم المختلفة متهتكة وغير صالحة، فيقول: «الغابة المتحجرة فيها حاجات كتير حلوة، ومحتاجة اهتمام من كل المسئولين، فالمحاجر التى بدأت فى العمل بمحيط المحمية من سنة تقريباً، تتلف التكوينات البيولوجية النادرة لتلك المحمية وتدمرها»، مشدداً على أن الزحف العمرانى على المحمية بدأ فى تحطيم معالمها.
يؤكد الباحث أن الاهتمام بـ«الغابة المتحجرة» سيشكل مصدر دخل لمصر بمليارات من الدولارات، وتكون مركزاً ومزاراً سياحياً للعالم بأكمله ومصدر رزق ودخل، فيقول «أحمد»: «المحمية محتاجة رعاية من وزارة الإسكان اللى بتتعدى على مساحتها وبتسمح ببناء الجهاز عليها، ووزارة البيئة اللى سايباها مهملة من غير اهتمام، وجهاز المدينة اللى قاصد يشوه صورتها والناس متزورهاش عشان يبنوا على اللى باقى منها وميبقاش فيه محمية من الأساس، رغم أهميتها». وأضاف: «المحمية تضم نوعاً من أكثر أنواع الزواحف المصرية خطورة، اسمها الطريشة أو دفان السويس، فسمها قاتل ويقتل بعد 10 دقائق من لدغتها ومفيش مصل ليها، وتعتبر محمية الغابة المتحجرة أحد أكبر تجمعات الطريشة فى مصر، وغيرها كتير قرّب ينقرض بسبب الإهمال اللى بيطول المحمية، لأن مفيش حد بيسأل فيها، وكله بيرمى المسئولية على التانى، ومش عارفين مين اللى المفروض يحميها ويهتم بيها!!».
شجاعة وجرأة اتسم بهما شريف عبدالعزيز، أحد سكان التجمع الخامس بفيلا مجاورة من سور «الغابة المتحجرة»، وأحد المهتمين بشئون البيئة والمحميات الطبيعية، فقرر زيارة المحمية بمفرده، عبر «طريق الهلاك» بسيارته الملاكى، الذى يخشى السكان منه، ويعد مصدر خوف للجميع، فقراره فى البداية كان نابعاً من نفسه، دون التشجيع من أحد، حتى يرى عن قرب ما بداخلها: «رُحت لوحدى من الطريق اللى محدش بيقرب له، ووصلت فى ساعة بسبب تجريف الطريق لأنه غير ممهد وكله رملة ومفيهوش أسفلت، وغرقان فى القمامة والدخان اللى خارج من حرقها وحاجب الرؤية، لحد ما وصلت المحمية ودخلتها من غير أى رسوم»، مضيفاً: «فضولى أجبرنى على إنى أروح لوحدى، وبعد ما لقيتها مغامرة حلوة وتستاهل من كمية الأشجار المتحجرة اللى فيها وجمال الزهور والحفريات النادرة اللى جواها، قررت أجمع أصحابى وأوصلهم عشان يشوفوها وأنشر الوعى لأهمية المحمية، والحفاظ عليها، لكن محتاجة رعاية لأن طريقها صعب جداً».
«حراسة مشددة، ورجال جيش.. أو منطقة صحراوية لمحرقة قمامة». مجموعة تكهنات تتخيلها سمر مكرم، من سكان عقار بجانب سور المحمية منذ 15 عاماً، أثناء مرورها يومياً بجوار اللافتة التى تحمل اسم مطموسة ملامحه، دون أن يزاحمها غيرها من علامات مميزة فى المكان نفسه، فتقول: «كنت فاكرة طول السنين اللى فاتت إن منطقة الصحراء دى عسكرية فى الأول، ومينفعش حد يقرب منها، وعمرى ما شكيت إنها محمية»، مضيفة: «لما لقيت فيه أجزاء من الأسوار اللى محوّطاها مكسورة وفيها زبالة، والإهمال فيها بيزيد، ودخان حرق الزبالة خنقنا وتعبنا منه، حاولنا نعرف ده مقلب زبالة ولا إيه؟، واشتكينا جهاز المدينة أكتر من مرة، لكن محدش رد علينا، ومن شهور لقيت لافتة جديدة مكتوب عليها إنها محمية!»، بمجرد تعليق جهاز المدينة لافتة «محمية الغابة المتحجرة» بالتجمع الخامس، أثارت فضول السيدة الأربعينية أكثر، قائلة: «إزاى محمية وشكلها كده؟!.. دى حواليها زبالة وزى ما تكون محرقة قمامة كبيرة».
«يوجد أزمة فى موظفى الغابة المتحجرة، لأن مفيش تعيينات بعد ثورة 25 يناير، والموظفين اللى بيطلعوا على المعاش مبيجيش غيرهم»، قالها أحمد سلامة، رئيس الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة، معلقاً على الإهمال الذى يطوله طريق المحمية غير الممهد، والتعديات على مساحة الغابة المتحجرة من الداخل: «مفيش تعاون من جهاز المدينة مع وزارة البيئة، للحفاظ على المحمية وحمايتها وتمهيد الطريق، ضبطنا فى الفترة الأخيرة سيارات بتسرق رمال المحمية»، إلا أنه اعتبر القانون الحالى غير رادع، حيث عقوبة السرقة من المحميات تبدأ من 500 جنيه إلى 5 آلاف كحد أقصى، حسب قوله.
أكد «سلامة» أن وزارة البيئة طالبت بتعديل قانون المحميات وتشديد العقوبات لمنع التعديات عليها، موضحاً «الجهاز بيتعامل مع المحمية على أنها منطقة فاضية من غير استفادة منها، مش قادرين يفهموا مدى أهميتها»، وتابع: «لكننا نسعى لتعيين حراسة حول المحمية وننتظر موافقة وزارة المالية ويوجد خطة للتطوير، وبالنسبة لعدم وجود الموظفين داخل المحمية، يتم جزاؤهم وتحويلهم إلى التحقيق، لأننا موفرين سيارات دفع رباعى تدخلهم المحمية وتخرجهم بسلام».
«المسئول عن حماية الغابة المتحجرة من التعديات والإهمال الذى يطولها، هو وزارة البيئة التابعة لها، لكن الإسكان لم تتعدّ على شبر من المحمية».. قالها هانى يونس، المتحدث باسم وزارة الإسكان، مؤكداً أن الدراسة الاقتصادية لطرح مشروع استغلال المحمية التى أعلنت عنها وزارة البيئة قبل عامين، مطالبة بالتعاون مع وزارة الإسكان «مش مسئوليتنا».
طبقاً لمادة 4 من قرار رئيس مجلس الوزراء لرقم 944 فى عام 1989، بإعلان منطقة الغابة المتحجرة محمية طبيعية، تعتبر المحمية مسئولية محافظ القاهرة، على الإشراف واتخاذ الترتيبات المناسبة، لحراسة منطقة المحمية، ولذلك تم استبعاد أرض المحمية من الإنشاء عليها، من أرض المجتمعات العمرانية الجديدة، فجهاز القاهرة الجديدة لم يتعدّ على المحمية أبداً: «ومش مسئوليتنا حمايتها، وبالنسبة للطريق غير الممهد، هيخلص أول ما هننتهى من دخول المرافق والخدمات بالمنطقة، لكن المحمية ملهاش مرافق عندنا»، بحسب المهندس علاء عبدالعزيز، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة.