الشاهدة الرئيسية فى «فتنة المنيا» تؤكد للنيابة: «سعاد» كانت «لابسة» هدومها و«معصّبة» رأسها
«عنايات» الشاهدة على أحداث قرية الكرم بالمنيا
فجّرت الشاهدة على أحداث الفتنة الطائفية فى قرية الكرم بالمنيا مفاجأة أمام نيابة أبوقرقاص، أمس، بتأكيدها أن السيدة المسيحية سعاد ثابت، لم تكن عارية عندما طرقت أبواب منزلها لتختبئ من «مثيرى الشغب» الذين هاجموا منزلها، على خلفية شائعات عن ارتباط ابنها أشرف دانيال بسيدة مسلمة. وقالت السيدة عنايات أحمد «أم مجدى»، التى استضافت جارتها المسيحية، إن «سعاد كانت ترتدى ملابس منزلية فاتحة اللون، وتضع تعصيبة فلاحى على رأسها، عندما اصطحبها ابنى مجدى إلى منزلنا لإخفائها»، موضحة أنها قدّمت لجارتها عباءة سوداء لترتديها، لأن سيدات القرية لا يخرجن إلى الشارع بملابس فاتحة اللون. وأشارت السيدة فى أقوالها أمام النيابة العامة، إلى أنها ساعدت جارتها «سعاد» على الوصول إلى المنزل المجاور عبر «السطوح»، ودون أن تخرج إلى الشارع، موضحة أن شخصاً يُدعى «مجاهد» طرق باب المنزل، ليسأل عن «أم أشرف»، حتى ينقلها إلى منزل أحد أقاربها فى منطقة الفكرية بسيارة يقودها شخص يُدعَى «مجدى محمد»، وهو ما حدث بالفعل بعد تقديم طعام العشاء للسيدة.
«رسلان»: واقعة «التعرية» مفبركة.. و«رمزى»: أقوال الشاهدة عارية من الصحة لأنها «صاحبة مصلحة»
واعتبر محامى المتهمين، إسماعيل سيد، أن «القضية تشهد تحولاً كبيراً»، موضحاً: «بعد اطلاعى على تحقيقات النيابة مع الشاهدة عنايات أحمد عبدالحميد، التى قالت السيدة سعاد إنها سترتها بعد تعرّضها للتعرية، تبيّن أن الشاهدة نفت حدوث واقعة التعرية، حيث وجّهت النيابة عدة أسئلة إليها، حول ما كانت ترتديه المجنى عليها من ملابس بشكل تفصيلى، فأكدت أنها كانت ترتدى ملابس المنزل، وغطاء الرأس».
من جهته، جدّد محامى المتهمين، مجدى رسلان، تأكيده أن «واقعة التعرية مُفبرَكة، ولم تحدث أصلاً، وهو ما أكدته تحريات المباحث الجنائية بأبوقرقاص حول وقائع المشاجرة التى وقعت فى 20 مايو»، موضحاً أن «أياً من الشهود أو المتهمين أو المجنى عليهم ذكر واقعة التعرية أمام النيابة، وما يدل على أن تحريات المباحث دقيقة وموضوعية، ولا ندرى لماذا ظهرت القصة بعد 6 أيام من الأحداث».
وفى المقابل، شكّك محامى المجنى عليها، الدكتور إيهاب عادل رمزى، فى صحة أقوال الشاهدة أمام النيابة العامة، قائلاً: «هذه السيدة أصبحت خصماً وصاحبة مصلحة، لأن ابنها متهم فى الأحداث، وتم الضغط عليها لتغيير أقوالها وإنقاذ ابنها، مما يجعل الشهادة مجروحة، ولا تُعد دليلاً يمكن التعويل عليه، خصوصاً أن أحد الأشخاص، قرّر أمام النيابة أنه ستر السيدة بجلبابه».
وأشار إلى أن «التحريات التى لم تذكر واقعة التعرية أولية، وجرت عقب المشاجرة، وقبل أن تبلغ السيدة سعاد عن التعرية، كما أن أجهزة الأمن كانت تريد التعتيم على الواقعة وقتها»، مضيفاً أن المجنى عليها حرّرت محضراً بواقعة التعرية مساء الأربعاء الماضى، فيما شدّد على أن «نفى دفاع المتهمين لحدوث الواقعة، عارٍ عن الصحة». ودلّل «رمزى» على صحة الواقعة بأقوال المتهم مجدى زناتى، بأنه ستر السيّدة، بالإضافة إلى أقوال الشاهدة عنايات أحمد، حول ستر المجنى عليها، وهو «ما يؤكد تعرُّضها للتعرية»، على حد قوله، بينما فسّر وجود اسم شخص متوفى منذ 11 عاماً فى قائمة المتهمين، بالإضافة إلى آخر قعيد، بأن أحد خفراء القرية هو من أدلى بالاسمين فى محضر الشرطة.
وقرّرت النيابة العامة صرف مجدى محمد، نجل الشاهدة عنايات أحمد، بعدما استبعدته تحريات المباحث من الاشتراك فى الأحداث، وأمرت محكمة جنح مستأنف المنيا تجديد حبس 8 متهمين فى الأحداث 15 يوماً، على ذمة التحقيقات، وكشف محامى المجنى عليهم، هانى مجدى، عن نقل التحقيقات فى القضية من نيابة مركز أبوقرقاص إلى نيابة جنوب المنيا الكلية، موضحاً «لم نتمكن من الاطلاع على تحقيقات النيابة، رغم أن أحد محامى المتهمين لديه نسخة منها».
من جهته، نفى أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، الأنبا مكاريوس، ما تردَّد بشأن «افتعال واقعة التعرية من أجل بناء كنيسة»، مؤكداً وجود محاولات لإفساد القضية من خلال الضغط على الشهود لتغيير أقوالهم، كما أشار إلى أن «المطرانية لم تشرع سابقاً فى بناء الكنيسة، وننتظر ما تُسفر عنه التحقيقات حول واقعة التعرية».
وفى تعقيبه على تقديم الرئيس عبدالفتاح السيسى اعتذاراً لجميع سيدات مصر، خلال افتتاحه المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات، عما تعرّضت له السيدة سعاد ثابت، قال الأنبا مكاريوس: «أشكر الرئيس على نُبل أخلاقه وصدقه الشديد، ومواجهته المشكلات بشفافية، فهو اعتذر لجميع سيدات مصر، لأن مصر كلها أهينت فى هذه الواقعة».
وأضاف «بصفتى مصرياً، أدافع عن الأخلاق والقيم والقانون فى صورة هذه السيدة، كما أنه لولا الاعتراف بالأخطاء، لما كانت المشكلات حلت، وأرى أن اعتذار الرئيس هو ردٌّ كافٍ على من ينفون حدوث واقعة التعرية، وعلى محاولات المسئولين إفساد القضية من خلال تزوير أقوال الشهود، وتقطيع المحاضر». وأعلنت حركة «تقدم» الشبابية فى المنيا، تدشين حملة لإرسال تلغرافات إلى رئاسة الجمهورية للمطالبة بإقالة محافظ المنيا، اللواء طارق نصر، ومدير الأمن، اللواء رضا طبلية، على خلفية أحداث قرية الكرم، وحسب مؤسس الحركة، ميلاد هيلا سلاسى، فإن «عشرات الشباب الغاضب دشّنوا الحملة بعنوان: علشان إحنا نور عينيك». وفى بيان صحفى حول فتنة الكرم، أعرب مطران مغاغة والعدوة، الأنبا أغاثون، عن إدانته لما شهدته القرية من أعمال سلب ونهب وتخريب وترويع وحرق للمنازل، بعد تردُّد شائعة لا أساس لها من الصحة، مشدداً على رفضه التعامل البربرى وغير الإنسانى مع «امرأة فى عامها السبعين». وطالب مؤسسات الدولة بإعلاء سيادة القانون، وسرعة ضبط الجناة الحقيقيين، وتقديمهم إلى العدالة، حتى لا يكون هناك شيوع للاتهام.