«الداخل» الأمريكى: تشديد قوانين حمل السلاح.. و«عنصرية» مستمرة.. وحريات «مضمونة»
الأمريكيون يفضلون انتخاب «كلينتون» تجنباً لإثارة الفوضى والعنف
منذ اللحظة الأولى لإعلان وزيرة الخارجية السابقة، هيلارى كلينتون، نيتها الترشح للانتخابات التمهيدية الأمريكية استعداداً لخوض السباق الرئاسى، أعلنت المرشحة المحتملة نواياها ومخططاتها للداخل الأمريكى، والتى جاءت خلافاً لما أعلنه المرشح المنافس من المعسكر الجمهورى دونالد ترامب، ففى الوقت الذى يسعى فيه الأخير لتعزيز حق المواطنين فى امتلاك أسلحتهم، أعلنت «هيلارى» صراحة أن «الأمريكيين يمتلكون أسلحة كثيرة بشكل مبالغ فيه، ويجب الحد من استخدام تلك الأسلحة ومواجهة مصنعيها ومن يتاجرون فيها، لمحاولة منع وقوع تلك الأسلحة فى أيدى المتعصبين والمغتصبين ومرتكبى العنف والمجرمين والإرهابيين المحليين»، وهو ما دفع «هيلارى» لإعلان نيتها تشديد القوانين الخاصة بحمل الأسلحة الشخصية وسد الثغرات الموجودة فى القانون الحالى.
«كلينتون» ترفض تحميل المسلمين مسئولية الإرهاب الداخلى.. وتحتفظ بقانون «الرعاية الصحية» لـ«أوباما»
وعلى الرغم من الاتهامات التى تواجه «ترامب» بأنه «عنصرى» ويتسبب فى المزيد من العنف فى المجتمع الأمريكى، فإن «هيلارى» أيضاً لم تكن بمنأى عن تلك الانتخابات، فقد تسبب ماضيها فى حملتها الانتخابية السابقة فى عام 2008 فى أزمة بسبب تصريحاتها التى حملت بعض المعانى العنصرية تجاه المواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية، خصوصاً أنها تحاول استغلال العرق لصالحها هذه المرة على الرغم من أن هذا الأمر يخالف معتقداتها، ففى 2008 لجأت «هيلارى» إلى تشويه صورة الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما من خلال اتهامه بأنها «لا يتمتع بأصول أمريكية سليمة»، بينما قررت هذه المرة أن تظهر مراراً وهى تحمل علم «أوباما» وتنعت منافسيها بـ«العنصرية»، وهو ما أشارت صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية إلى أنه يثير الشكوك بشأن العنصرية إذا وصلت «كلينتون» إلى الحكم. وفى الوقت الذى واجه فيه «ترامب» انتقادات عنيفة بسبب تصريحاته عن المسلمين، قررت «كلينتون» أن تنتهج نهجاً مغايراً، حيث أعلنت أن «الإسلام ليس مسئولاً عن الجرائم الإرهابية التى ترتكب باسمه، وأنه لا يجب تصنيف الإرهاب على أنه إرهاب إسلامى، وإنما على أنه فعل يتعارض مع مبادئ الإنسانية».
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قالت إن الاختيار بين «ترامب» و«كلينتون» يعد اختياراً بين السيئ والأسوأ، بمعنى أن اختيار «هيلارى» هو الشر الأقل ضرراً فى الفترة الحالية، مؤكدة أنه حين يتعلق الأمر بحرية التعبير، فإن «كلينتون» هى الأفضل بكل تأكيد وستكون الحريات مضمونة فى عهدها، وأضافت الصحيفة الأمريكية: «بالطبع لا تعد هيلارى كلينتون أحد رموز حرية التعبير».
الصحيفة الأمريكية قالت أيضاً إن «هيلارى» ستكون أفضل فى الحفاظ على الولايات المتحدة من الانزلاق إلى الفوضى. وعلى صعيد قانون الرعاية الصحية، فإن صحيفة «تليجراف» البريطانية توقعت أن تدافع «هيلارى» عن قانون «أوباما» الحالى المعروف باسم «أوباما كير»، خصوصاً أن «هيلارى» كانت معروفة بتأييدها لقانون شبيه بهذا القانون حين كانت «سيدة أولى» خلال فترة حكم زوجها بيل كلينتون.