انتظرنى لأكثر من ساعة على المقهى، ولم يهتم باعتذارى عن التأخير، ربما لأنه كان مهتماً بمتابعة حديث عن شخص ما، يقولون إنه مات مقتولاً، لاعتبارات تتعلق بمشاكل فى السمع كانت الكلمات تصل إليه فيشكل منها جملاً تتحدث عن شخص أسطورى مات وهو يسأل أمه: «راضية عنى يا أمه»، وما إن فهم أن القتيل هو رفاعى دسوقى الذى يقدمه محمد رمضان فى مسلسل الأسطورة حتى انفعل على الزمن لاعناً، وعلى شخصى الذى جعله ينتظره على مقهى بِه أنصاف مخابيل، يندمجون فى وصف بنى آدم ويتعاطفون وهم يحكون عنه حتى تخيل أنهم هيطلعوا جماعة يصلوا عليه الجنازة، لم يتخيل صاحبنا وهو يلعن الجميع فى التليفون، أن حالة الاندماج الشعبى مع رفاعى الدسوقى وصلت إلى حد أعلن فيه كثيرون مناحة، وحوله الشباب الباحث عن ربع فرصة للانتقام إلى أسطورة فى أخد الحق اللى كان صنعة، فأصبح بلطجة، ولم يعرف أن البنات الجميلات استبدلن به صور يحيى الطاهر عبدالله وخبأنه وسط بروفايلاتهن، وأن منتج العمل لو قرر الاستعباط وعمل جنازة لرفاعى، كان هيتضرب له ٢١ طلقة خرطوش فى كل منطقة شعبية.
شئنا أم أبينا أصبح محمد رمضان أسطورة، لا بد أن تروى وتحلل لنعرف كيف وصل فنان إلى منافسة كأس العالم عند الجمهور، ومواعيد عرض مسلسله يحرص عليها جمهوره مثل مواعيد منتخب حسن شحاتة، ولولا الملامة كانوا نزلوا شارع جامعة الدول العربية احتفالاً بناصر اللى أخد بتار أخوه، حجز الكرسى فقط فى بعض المقاهى بـ٥ جنيهات دون المشروب، عن نفسى تعجبنى تلك الحالة التى يصنعها الفنان مع جمهوره، فعلها من قبل عادل إمام وكان اسمه بيزلزل التوزيع داخل وخارج مصر، وكثيراً ما كان يتم تمرير أفلام على حسه بمنطق خد اعرض الفيلم ده علشان أديلك فيلم عادل إمام الجديد، وعادل كان رمزاً للمهمّشين وسيفاً لأحلامهم وأنها ممكن تلعب معاهم فى يوم أو يخش خناقة يقفل شارع بكلاكس العربية، وهو ما يصنعه حالياً محمد رمضان بشكل آخر، فى علاقته بجمهوره، ما يزعجنى فقط آلاف من رفاعى دسوقى اللى هيتطلقوا فى الشوارع باحثين عن رضا فردوس عبدالحميد ومئات الآلاف من ناصر أخوه الطيب اللى كان نفسه يبقى وكيل نيابة، فى دولة ابن الزبال ما ينفعش يبقى قاضى، فقرر أنه ينحى القانون اللى درسه جانباً ويطبق قانونه الخاص الذى تنص أول مادة فيه أن (اللى يزعل المدام يبقى حكم على نفسه بالإعدام).
قابلوا بقى.