ما وجه الشبه بين غزل البنات والشباشب؟.. «يحيى وعطا»
مهمة شاقة يؤديها الصديقان يومياً لبيع الشباشب وغزل البنات
للوهلة الأولى يُخيل إليك أنهما شقيقان، رغم أن الشبه الوحيد بينهما هو الشقاء المرسوم على وجهيهما. الأول يبيع الشباشب، والثانى غزل البنات، ليظلا يتجولان فى الشمس الحارقة فى شارعى فيصل والهرم بحثاً عن الرزق، وكلما شعرا بالتعب والإرهاق، صدرا ابتسامة وهمية تخفى ما بداخلهما.
«يحيى عبدالنعيم»، و«أحمد عطا»، يخرجان للعمل يومياً فى الصباح الباكر ويظلان حتى المساء، أما فى شهر رمضان، فالعمل يبدأ بعد العصر: «أكل العيش خلانا أكتر من الأخوات، كل واحد يبيع حاجة، يقولها «يحيى»، الذى بدأ الشقاء مبكراً، وهو ما زال فى عمر الـ17، فعرف طرق البيع، وحفظ المقاسات والأسعار، وكيف يقنع الزبون بالشراء، ويتراوح مكسبه فى القطعة ما بين 2 و5 جنيهات بحسب الزبون.
يعانى «يحيى» من الأملاح، ما يؤثر على طاقته فى العمل، لكنه يتحامل على نفسه لجنى الرزق، والوفاء بالتزاماته تجاه والده وشقيقاته الخمس ووالدته، وكلما سألته عن آلامه يبتسم ويقول: «معلش.. عشان أمى تبقى مليحة»، ناسياً نفسه ومتجاهلاً رغباته وتطلعاته للمستقبل: «والله ما أعرف أنا نفسى فى إيه».
«أحمد عطا»، حاله لا يختلف كثيراً عن صديقه، هو أصغر سناً منه، ويبلغ من العمر 15 عاماً، لكنه مكبل هو الآخر بالتزامات مادية عديدة فرضتها عليه ظروف المعيشة منذ الصغر، فهو ينفق على والدته وأشقائه ووالده المسن: «مالناش أكل عيش غير شوية غزل البنات، لا روحنا مدرسة ولا غيره، لكن الحمد لله أهم حاجة الرضا وأنا راضى».