من رؤية هلال رمضان إلى «مواقيت الصلاة» الشك يطارد المصريين فى صيامهم
د. حاتم عودة
«هنصوم السنة دى مع السعودية ولا هنخلف»، «نفطر على صوت أذان الراديو ولا الجامع».. عينة من جدل كثير ينطلق سنوياً، ليصبح الشك فى مواعيد الصيام والصلاة، شغلاً شاغلاً لكثير من المواطنين، يقلقهم بطلان صيامهم، فيقعون فريسة لأصحاب الفتاوى الشاذة وتجار الدين، ممن روجوا فتاوى من عينة «أخبرنى عالم أننا نؤذن للفجر فى مساجد الجمهورية قبل وقته الصحيح بأكثر من عشرين دقيقة»، والتى أطلقها القيادى السلفى عبدالرحمن لطفى، الموالى للإخوان، ليثير بها عاصفة خوف وانتقادات وجدلاً عقيماً لن يسفر عن شىء.
إبراهيم: الناس سابت الدين وبتتكلم فى أمور «تافهة»
لم يكن للفتوى وقع يذكر لدى البعض، ومنهم إبراهيم ناصف، الشاب الثلاثينى الذى يرى هذه الفتاوى إضاعة للوقت والجهد، وصرفاً للمسلمين عن الاجتهاد الحقيقى، وتفضح جهل المصريين بأبسط القواعد فى دينهم، يتعجب «إبراهيم»: «سايبين تصحيح الصورة السلبية عن الإسلام بسبب الإرهابيين، وتجديد الخطاب الدينى، الملىء بفتاوى مغلوطة ومتشددة، ومركزين فى أمور تافهة وخلافية».
منذ عام ونصف العام ورغم خروج الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والزلازل، على الرأى العام، ومن خلال وسائل الإعلام، ليؤكد «هناك خلاف علمى بين علماء المعهد بأن توقيت أذان الفجر متقدم عن موعده»، وأنه يتم الاعتماد على رأى الغالبية من العلماء، وهو الأمر ذاته الذى يجرى فى استطلاع الأهلة، وهو ما يراه «إبراهيم» رحمة للمسلمين، قائلاً: «اختلاف العلماء رحمة لينا، ومفيهوش ذنب على حد، لو أخّر الفجر أو قدمه، لأن فيه رأى بيقول كده، ورأى بيقول كده، وإحنا المفروض شعب إسلامه وسطى، وعاوزين نبعد عن المتشددين، والكلام اللى لا بيجيب ولا يودى».