ما حقيقة العلاقة بين السيد رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين؟
سؤال حاكم يفرض نفسه بقوة على عقل أى محلل سياسى محايد يبحث عن الحقائق المجردة.
هل هى علاقة ولاء وطاعة بين عضو قيادى أساسى فى الجماعة انضم إليها فى منتصف السبعينات، وظل على الوفاء والإخلاص والانضباط التنظيمى للجماعة حتى بعدما أصبح رئيساً للبلاد؟
هل هى علاقة انفصال كامل، بمعنى أنه بمجرد أن تولى الرئيس مقاليد الرئاسة فصل نفسه طوعياً من الوعد والعهد بالسمع والطاعة، وتصرف كأنه رئيس لكل المصريين بصرف النظر عن أصولهم الفكرية؟
الاحتمال الثالث: هل هى علاقة ملتبسة ومتداخلة؛ فيها خلفية الولاء وفيها أيضاً الحرص على الاستقلال، ما يعطى الانطباع أننا أمام علاقة شد وجذب، وفاق وخلاف، ولاء وتمرد فى آن واحد؟
هذا الاحتمال الأخير قريب للغاية لما صرح به الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، حينما قال إنه يعتقد أنه «لدى الرئيس مرسى رغبة أكثر من حزب الحرية والعدالة فى حل الأزمة الحالية».
وتصريح أيمن نور هو إشارة لما يستشعره البعض من تداعيات بين «رؤية وإرادة» الرئيس من ناحية، ورؤية وإرادة الحزب والجماعة من ناحية أخرى.
من هنا تأتى المعضلة المستحيلة التى حاول الرئيس مرسى تحقيقها ويبدو أنه واجه صعوبات شديدة فى إنجاحها، وهى محاولة أن تكون «إخوانياً ورئيساً فى آن واحد».
هذه المعضلة لا يمكن أن تنجح بأى شكل من الأشكال، لأنها متصادمة متعارضة فى الاتجاهات والمصالح، وأى محاولة للتوفيق فيها سوف تؤدى بصاحبها إلى خسارة فادحة.
هنا يأتى السؤال: حينما يجد الجد من سوف يضحى بالآخر: هل سيضحى الرئيس بالجماعة ويضحى متأخراً بها وينحاز للشعب، أم، وهو الاحتمال الأرجح، أن تضحى الجماعة بالرئيس وتأتى برجل آخر يلعب اللعبة بقواعد جديدة؟
تذكروا هذا السؤال جيداً.