ليلة دامية فى الغربية: 4 مراكز ومواجهات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين
احتشد عشرات من شباب القوى، والحركات الثورية أمام مجمع محاكم المحلة الكبرى أمس للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم بتهمة الشغب ومقاومة السلطات وتعطيل المصالح العامة على خلفية أحداث الاشتباكات التى اندلعت أمس الأول بين المتظاهرين وقوات الأمن خلال جمعة الكرامة.
وفرضت الأجهزة الأمنية سياجاً أمنياً حول مجمع المحاكم؛ خشية نشوب احتجاجات عنيفة من قبل المتظاهرين الساعين إلى الضغط على النيابة للإفراج عن زملائهم.
وشهدت مدن طنطا والمحلة وكفرالزيات أمس الأول حرب شوارع، وعمليات كر وفر بين قوات الشرطة التى استخدمت القنابل المسيلة للدموع، والأعيرة النارية فى بعض الأحيان، والمتظاهرين الذين استخدموا الحجارة والشماريخ وزجاجات المولوتوف، ما أسفر عن إصابة 163 بينهم ضابطان، و71 مجنداً.
وبدأ اليوم الدامى منذ صباح أمس الأول بحالة من الاستنفار الأمنى حول جميع المؤسسات العامة والخاصة بصفة عامة، ومديرية الأمن، وديوان عام المحافظة، وسجن طنطا العمومى، خاصة بعد أن تلقى عدد من القيادات الأمنية رسائل على هواتفهم المحمولة تهدد بحرق المؤسسات، خاصة مديرية الأمن والمحافظة.
وفى كفرالزيات بدأت أحداث الشغب مبكراً بعد أن نظم المتظاهرون مسيرة انطلقت من ميدان أوسكار، وجابت الشوارع الرئيسية مطالبين برحيل مرسى، وتوجهوا إلى مبنى مركز الشرطة، وحاصروه مرددين هتافات مناهضة للداخلية، ومطالبين بالقصاص للشهداء خاصة الشهيد محمد الجندى.
وبدأت أحداث الاشتباكات وعمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة فى محيط مركز الشرطة، ورشق المتظاهرون المبنى بالحجارة، وحاولوا اقتحامه ما دفع القوات لإطلاق القنابل المسيلة للدموع، ومطاردتهم فى الشوارع الجانبية.
وبعد فشل محاولات اقتحام مركز الشرطة اتجه المتظاهرون إلى محطة قطارات كفرالزيات، ورشقوها بالحجارة لتتحطم واجهتها بالكامل، وأوقفوا حركة القطارات بشكل كامل لأكثر من ساعة حتى تدخلت الشرطة، واستطاعت إبعادهم.[Quote_1]
وشهدت طنطا مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف انطلقت من مسجد السيد البدوى، وردد المتظاهرون الهتافات المطالبة بسقوط النظام، والقصاص من قيادات الداخلية، وتوجهت إلى منزل الشهيد محمد الجندى فى شارع نادى المعلمين المجاور لمبنى مديرية الأمن، ووقف المتظاهرون أمام المبنى وهتفوا ضد قيادات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن المركزى بالحجارة، وردت القوات بإطلاق قنابل الغاز لتفريقهم، وحاول المتظاهرون اقتحام مبنى المديرية، ولكن تصدت لهم القوات، وتوجهوا إلى مبنى المحافظة، ووصلوا إلى البوابة الرئيسية ورشقوها بالحجارة، وحاولوا كسرها، واعتلت قوات الشرطة أسطح المبنى، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع ما دفع المتظاهرين إلى التراجع.
وأشعل المتظاهرون النار فى إطارات الكاوتشوك من أجل مواجهة إطلاق الغاز المسيل للدموع بقوة، وشهدت شوارع المدينة عمليات كر وفر، وتم قطع التيار الكهربائى عن شوارع البحر، والنحاس، وكلية التربية، الذى تجمع فيه عدد كبير من المتظاهرين.
وتوجه عدد من المتظاهرين إلى قسم ثان طنطا فى شارع الجلاء، ورشقوه بالحجارة، وزجاجات المولوتوف، وأطلق بعض المندسين بين المتظاهرين النيران من أسلحة نارية، وأخرى خرطوش على الشرطة، ما دفع القوات للتعامل معهم بالقنابل المسيلة للدموع.
وأغلقت كافة المحلات التجارية والشركات أبوابها خوفاً من اقتحامها، وتشكيل لجان شعبية لحماية المنشآت العامة والخاصة.
وفى المحلة بدأت الأحدث عقب صلاة الجمعة، وحمل متظاهرون نعوشاً رمزية للشهداء، وتجمعوا أمام ديوان مجلس مركز المدينة العمالية مرددين هتافات ضد الإخوان، والداخلية، وقطعوا طريق شارع البحر الرئيسى ما تسبب فى تعطل سير الحركة المرورية.
وحاصر المتظاهرون قسمى شرطة أول وثان المحلة الكبرى، للمطالبة بالإفراج عن عدد من النشطاء السياسين الذين تم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية.
وفى مدينة السنطة تجمهر مئات أمام مقر الحرية والعدالة ورشقوه بزجاجات المولوتوف، وحاولوا اقتحامه، وهو ما دفع مالك العقار إلى إلقاء محتويات وأثاث الحزب فى الشارع.
وقال الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة فى الغربية إن حالات الإصابات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالغربية فى الأحداث التى شهدتها المحافظة أمس وصلت لــ163 حالة بينهم ضابطان و71 مجنداً.
وطالب اللواء حاتم عثمان مدير أمن الغربية المتظاهرين بأن يتقوا الله فى مصر، وناشد جميع التيارات السياسية أن تنبذ العنف.
وصرح مصدر أمنى بأن النقيب فؤاد البحيرى ضابط قوات الأمن المركزى، الذى أصيب فى اشتباكات أمس أثناء تصديه لمحاولة اقتحام قسم ثان بعدة أعيرة من الخرطوش فى الصدر والكتف، سينقل إلى مستشفى المعادى العسكرى نظراً لسوء حالته الصحية.
وأوضح أن أجهزة الأمن ألقت القبض على 25 متظاهراً بتهمة إثارة الشغب، والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة.