جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد
منذ 28 عاما ذهب والده إلى مكتب الصحة حاملا البشارة، رزقه الله بولد، اصطفاه عن بقية أخوته فسماه «مصطفى»، وبابتسامة كبيرة طلب من الموظف تسجيل يوم الميلاد 28 يناير، مرت الأيام ولم يتوقع أنه سيكتب اسمه فى السجلات الحكومية مرة أخرى فى نفس التاريخ، ولكن فى شهادة وفاة باسم الشهيد مصطفى الصاوى، الذى مات يوم مولده، والسبب، البحث عن حرية غابت طوال سنوات عمره، فتلقى لأجلها أكثر من 25 طلقة رصاص خرطوش فى جسده، أودت بحياته فى جمعة الغضب.
كل شهيد ترك ذكرى لمن حوله، إما بصور تذكرهم به، أو مواقف لن ينسوها، أما مصطفى فترك صدقة جارية، كلما ذكر اسمه، يبدأ أطفال جامع الحصرى بالعجوزة فى تلاوة القرآن الذى حفظهم إياه، وكلما حاول أحد الاتصال بوالدته، تسمع صوته العذب وهو يدعو الله فى إحدى صلواته، وكلما حاولت البحث عنه فى «جوجل» تجد له أكثر من 50 ألف نتيجة، أغلبها لقطات فيديو لأطفال يبكونه، وجثته الشهيرة وهو يرفع أصبع الشهادة فى وجه كل ظالم، يتخيله المشاهد تارة أنه ألقى الشهادة قبل وفاته، وفى نفس الوقت رفعه للدعاء على من قتلوه دون ذنب يذكر.
استيقظ «مصطفى» صباح يوم الجمعة عازما النزول إلى ميدان التحرير، بحثا عن حرية وعدالة اجتماعية لم يجدهما فى عمله بأحد المخابز، ومن بعدها فى أحد محلات البقالة، رغم تخرجه من الجامعة.
طرق كل الأبواب، لينفق على تعليمه فى الجامعة الأمريكية التى حلم بالتخرج منها، ومواصلة رحلة التعليم من بعدها، ولكن القدر سبقه قبل أن يحقق حلمه، قبل والديه وأخيه الصغير «مروان» وذهب مع أصدقائه إلى ميدان التحرير، واحتجز على كوبرى قصر النيل، وصلى أمام المدرعات، وبصوته العذب قرأ القرآن، وما هى إلا لحظات وسقط غارقا فى دمائه، رفع سبابته ورحل، وظلت والدته إلى اليوم تبحث عمن قتله، لا تريد الثأر فقط من «مبارك» و«العادلى» ولكنها تنتظر من أطلق «خرطوشه» فى قلب ووجه فلذة كبدها، الذى جعلت من صوته نغمة لهاتفها، ومن قبره ملاذا لوحدتها.
أخبار متعلقة:
جريمة القرن.. الفاعل «مجهول» والمعلوم «شهداء»
جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة
جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة
جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى
جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟!
جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل
جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه
جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير
جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة
جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه
جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة
جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية
جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية»
جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن
جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة
جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون
جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى
جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة
جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم