جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه
«لو هما عايزنها حرب إحنا هنعوزها سلام.. بس أنا بحاول استرد جزء من كرامة بلدى» كلمة وداع كتبها أحمد بسيونى على صفحته فى فيس بوك، قبيل رحيله بليلة واحدة. لم يدر فى ذهنه وقتها أنه سيرحل عن طفليه وزوجته وأبويه اللذين انفطرا حزناً عليه، فمات والده كمداً على ابن عمره وولده الأكبر، بعد عام من وفاته، وبقيت أمه مكلومة تدعو الله أن ترى القصاص فى من اغتالوا ابتسامة وليدها.
لم يتجاوز «آدم» طفله الأكبر 6 سنوات بعد، لكن أحمد آثر أن يغرس بداخله حب الوطن، فأخذ يقص على صغيره ما يحدث فى التظاهرات، ويهتف أمامه بهتافاتهم «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، ليرددها الصغير مبتسماً، ربما لم يفهم كل ما قاله الأب لكنه كان يتشبث به وقت خروجه للتظاهرات أملاً فى أن يرى بعينيه ما يتخيله من حديثه.
مثلما كان يتقن أحمد فنه الذى تعلمه فى كلية التربية الفنية، كان يعشق التصوير أيضاً، فخروجه للتظاهرات لم يكن من أجل المشاركة فقط، بل كان يرغب فى تصوير كل الأحداث لحظة بلحظة، قبيل خروجه من منزله آثر أن يترك كلماته فى آذان كل أفراد عائلته الصغيرة، يودع طفله ويوصيه بأخته التى لم تتجاوز سنة، يقبل يد والدته ويطلب الدعاء من أبيه، ويهدئ من روع زوجته، الجميع يدعوه للبقاء خوفاً من تفاقم الأوضاع لكنه يأبى إلا أن يكمل رحلته بحثاً عن الحرية والعدالة.[Quote_1]
تجاوزه الـ30 بسنة واحدة فقط، كان له أثره فى أن يكون عوناً لمن حوله وقت التظاهرات، كما ظهر من حديث رفاقه عن دوره فى إنقاذهم من الموت برصاصات غادرة، فعدسة التصوير التى لازمته كانت تعينه على توضيح ما يدور عبر مسافات بعيدة، فإذا به ينقذ أحدهم من رصاصات صوبها أحد رجال الأمن، لكن الاشتباكات تزداد عنفاً، وقنابل الغاز لا تتوقف، والضحايا يتساقطون، فيما تتزايد أعداد المتظاهرين، خرجوا جحافل من بيوتهم يهتفون ضد الظلم، يسجلون غضبهم بأنفسهم فى «جمعة الغضب»، دخان قنابل الغاز لا يترك مساحة للتنفس، وأزيز الرصاص لا يتوقف، لتستقر إحداها فى رأس أحمد، وتكتبه شهيداً لـ«جمعة الغضب»، ويظل أبوه يحلم لعام كامل بالقصاص من قتلته، ليموت فى النهاية دون تحقيق حلمه.
أخبار متعلقة:
جريمة القرن.. الفاعل «مجهول» والمعلوم «شهداء»
جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة
جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد
جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة
جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى
جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟!
جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل
جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير
جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة
جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه
جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة
جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية
جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية»
جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن
جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة
جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون
جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى
جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة
جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم