«قاسم»: «الولاد نفسهم فى الرز لكن الكيلو بـ6 جنيه.. أكلهم بقى بالعيش»
محمد قاسم يشكو ارتفاع الأسعار وتدنى الأجور
فى مصنع «القلينى» بمدينة المحلة، الذى يمتد على مساحة ألف متر، ويعتبر من المصانع التى تعمل فى تصدير «الفوط» المحلاوى للخارج.. يقف أمام ماكينة الغزل، ملاحظاً سير الخيوط بطريقة سليمة، بحركة تتابعية، يتحول النسيج إلى قماش، ويتم قص تلك «الأتواب»، لينتج عنها المناشف الشهيرة بـ«الفوط المحلاوى»، التى اشتهرت بصناعتها مدينة المحلة لسنوات طويلة.
يقول محمد قاسم، 34 سنة، إنه يعمل فى صناعة الغزل والنسيج منذ 12 سنة، مؤكداً أن الصناعة تنهار بصورة واضحة، كما تم غلق الكثير من المصانع والمصابغ فى مدينة المحلة، قائلاً: «عندى 3 أولاد؛ ميار فى 3 ابتدائى، وزياد فى أولى ابتدائى، وأنس فى حضانة، خايف على مستقبلهم، كل الأسعار بتزيد بشكل مضاعف، حتى فاتورة الكهربا بتجيلى 150 جنيه، ودخلى فى الأسبوع 400 جنيه، وبأفضل واقف يوماتى فى وردية 12 ساعة من 7 الصبح، لحد 7 بالليل، قدام ماكينة نسيج حديثة، الشغلانة دى الناس مبتقدرش تكبر وهى مكملة فيها، علشان النظر».
عامل بمصنع «القلينى»: «فيه مصانع كانت مشغلة نص المحلة كلها.. قفلت وعمالها قعدوا فى البيوت»
يقول «قاسم»: إن متوسط مرتبات العمال فى مدينة المحلة متقارب، فى ظل ارتفاع الأسعار، تزايدت الأزمة، حيث فقد الراتب قيمته، وأصبح لا يكفى متطلبات الحياة الأساسية: «الولاد نفسهم ياكلوا رز ومابقيناش بنجيبه، عشان الكيلو منه بـ6 جنيه، باجيبلهم عيش».
ويضيف: «الأطفال اللى فى ابتدائى بياخدوا دروس، المدارس مبتعملش، ونفسى الأولاد يتعلموا ويطلعوا أحسن منى، مش عايزهم يشقوا»، وتابع أن كثيراً من العمال فى مدينة المحلة يصطحبون أولادهم معهم للمصانع، ليحصلوا على أجور زيادة، وهناك أسر كاملة فى المحلة، سواء كان الأب والأم والأبناء، جميعهم عمال فى مصانع، ولذلك غلق تلك المصانع يهدد حياتهم بالكامل.
يعود إلى مواصلة عمله، وسط صخب الماكينات، ويقول إنه لم يتمكن من إيجاد أى باب رزق آخر، ولم يحتمل أى وظيفة إضافية، رغم ضيق الحال، وذلك لأنه يعمل لمدة 12 ساعة يومياً، فيعود إلى بيته فى حالة إرهاق تام: «بأروح آكل وأنام، هنا الناس حياتها كلها شغل، وحتى الستات بيشتغلوا على ماكينات تطريز فى البيوت»، لافتاً إلى أن العمل فى القطاع الخاص له مساوئ، حيث يشعر العامل طوال الوقت أن بقاءه فى عمله وحفاظه عليه أمر مهدد، حتى رغم وجود تأمينات على العمال، وذلك لأن المصانع نفسها مهددة بالغلق: «فيه مصانع كانت مشغلة نص مدينة المحلة، كلها قفلت، والعمال دول كلهم قعدوا فى بيوتهم من غير شغل».