جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة
لم يبلغ طموحه عنان السماء مثل الذين كانوا فى سنه، انتهى من دراسته وبدأ يبحث عن حلم صغير، وظيفة وشقة، ومن قبلهما حرية، لم ينل من الثلاث سوى الدم؛ فالوظيفة ضاعت آماله فيها، بعد أن عمل فى محل أحذية مقابل راتب يكفى بالكاد للإنفاق على والدته وإخوته، والشقة التى كانت ستجمعه بخطيبته «سماح»، لم يمهله القدر لشرائها، وعندما تقدم طلبا للحرية، نال من الرصاص جانبا، ومن الدهس جانبا آخر.. الشهيد محمود خالد قطب، آخر شهداء جمعة الغضب، الذى أمهله القدر أن يظل تحت أعين الجميع أكثر من 6 أشهر يبحث عن الحياة تحت رماد الموت.
عين أمه التى فقأها رصاص جمعة الغضب، والعمود الفقرى لأسرته الذى هُشمت فقراته بعد أن دهسته السيارة الدبلوماسية، وقدم إخوته التى كانت تمشى من أجلهم فى كل حدب وصوب لجلب قوت يومهم، والتى كسرها الأمن المركزى، هذا كله جعل «محمود» أحد مصابى الثورة، لعدة أشهر، ينتظر فرصة البقاء ليحكى عن قسوة النظام الذى لم يترك له من جسده شيئا، يجعله يقوى على الدنيا، تنقل بين المستشفيات على مدار 6 أشهر، إلى أن اختارت له إرادة الله أن يكون فى منزلة الشهداء.[Quote_1]
الشاب العشرينى صال بين المستشفيات.. من «الهلال الأحمر» إلى معهد ناصر، ثم حُمل على الأعناق من قصر العينى الفرنساوى، حيث كانت آخر محطات معاناته، استغرق تصريح دفنه 11 ساعة، وواجهت أسرته صعوبة الاختيار، بين التنازل عن حقه كشهيد والإقرار بإصابته فى حادث فقط، وبين التمسك ببطولته التى انتظرت تدخل الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، لينهى مأساة «محمود»، وخرج من المستشفى ليعود من حيث بدأ، ميدان التحرير، المكان الذى أعلن منه غضبه حتى سالت دماؤه، وتهشمت عظامه ورأى ويلات «الدهس»، لتشيع جنازته، ويودعه أصدقاؤه والمؤمنون بثورته.
تتوعد خطيبته بالثأر لدمائه، دفنته وهمست على أبواب قبره: «سآخذ بثأرك حتى الموت»، انتظرت القصاص ممن قتلوه، تصرخ: «الإعدام لمبارك والعادلى، ومن قبلهما قيادات الشرطة الذين أمروا بالقتل»، لتفاجأ بالبراءات والاكتفاء بسجن المخلوع وذراعه اليمنى فى البطش بالثوار، لتعود إلى قبره مرة أخرى طالبة منه السماح على ما لم تفعله، وتعده مرة أخرى بالعودة إلى حيث بدأ، ميدان التحرير.
أخبار متعلقة:
جريمة القرن.. الفاعل «مجهول» والمعلوم «شهداء»
جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة
جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد
جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة
جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى
جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟!
جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل
جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه
جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير
جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة
جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه
جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة
جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية
جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية»
جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن
جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون
جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى
جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة
جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم