جولة «الوطن»: أصحاب «الصرافات» مرعوبون
مخاوف أصحاب الصرافات من تطبيق الإغلاق
كشفت جولة لـ«الوطن» على شركات الصرافة، أمس، عن حالة غضب شديدة داخل هذه الشركات إثر ما تردد عن مشروع قانون إغلاقها فى مصر، الذى تتم مناقشته حالياً بين جدران مجلس النواب.
«جمال»: لو قفلوها هنرجع لأيام التسعينات و«مافيا العملة» ستعود .. و«أبوزيد»: المسمار الأخير فى نعش الاقتصاد.. و«إسلام»: «مش عارف هشتغل إيه؟»
يقول مدير حسابات إحدى الشركات، رفض ذكر اسمه: «لازم الدولة تدوّر الأول على أسباب إنشاء شركات الصرافة قبل ما يفكروا ياخدوا قرار زى ده، لأن إحنا السبب الرئيسى لوجودنا مش إننا نسيطر على العملة فى مصر، بالعكس إحنا مفروض بنساعد الدولة فى حل أزمة العملة»، مضيفاً: «من ساعة ما الأزمة زادت واحنا مريحين دماغنا وبنشتغل زى البنك بالظبط، سواء فى الأسعار أو حتى فى المواعيد، يعنى بقينا نفتح من الساعة 10 الصبح ونقفل الساعة 3 العصر، وكمان بقينا نقفل الجمعة والسبت».
وتابع: «أنا أتمنى إن البلد حالها يتعدل ولو إغلاق شركات الصرافة هيساعد فى ده يغلقوها، ولو إنى متأكد إن ده مش حل أمثل للأزمة، والحكومة مفروض تستعين بالشباب اللى شغالين فى الشركات دى ويبحثوا معاهم عن حل للأزمة، وأنا واحد من الناس على استعداد أقدم المساعدة لو احتاجوا ده وبدون مقابل». واستدرك قائلاً: «همّا فاكرين إنهم لو قفلوا شركات الصرافة الدولار هيروح لهم البنك، ده مش هيحصل طبعاً، والدولار هيبقى موجود بشكل كبير داخل غرف المستوردين فى السوق السوداء، ولو فعلاً قفلوا الشركات يبقى بكده بيدبحوا الناس ولما يحسوا إن قرارهم كان غلط فى يوم من الأيام مش هيعرفوا يرجعوا فيه تانى ولا هيعرفوا يعالجوا اللى حصل».
إسلام جمال، موظف بإحدى شركات الصرافة بالدقى، يقول: «أنا مش عارف بصراحة هما عايزين إيه بالظبط، يعنى أنا دلوقتى ما أعرفش غير الشغلانة دى فلما ييجوا هما يقفلوا شركات الصرافة هنشتغل إيه؟»، متابعاً: «هما فاكرين إنهم بكده هيحلوا الأزمة، بالعكس دول هيرجعونا للتسعينات من تانى أيام لما ما كانش فيه شركات صرافة فى مصر وكانت تجارة العملة زيها زى تجارة السلاح والمخدرات وكان ليها ناسها اللى مسيطرين عليها، والدولة مش عارفة تعمل معاهم حاجة».
وتابع «إسلام»: «أيام مبارك لما حد كان بيحتاج دولارات كان بيروح البنك ياخد لو حتى مليون دولار، دلوقتى لو احتجنا دولار واحد ما بنلاقيهوش، فبالعقل بقى هيوفروا كل الكميات اللى السوق محتاجها إزاى لو قفلوا الشركات؟».
ويوضح وجدى أنور، مدير حسابات فى شركة صرافة: «اللى بيتقال ده كلام غير منطقى بالمرة، ولو فعلاً قرار زى ده صدر هيخرب بيوت ناس كتير شغالة فى المجال ده من زمن ومالهاش أكل عيش غيره، والعقل بيقول إن لو أنا عندى فى البيت مثلاً عمود فيه شرخ أحاول أرممه مش أهد البيت كله، ولو كان فيه شركات صرافة فاسدة فده مش معناه إن كل شركات الصرافة فاسدة ونقفلها كلها لأن ده هيضر أكتر مما هينفع».
ويضيف «وجدى»: «إحنا عندنا 5 فروع للشركة وفى كل فرع ما لا يقل عن 15 موظف، الناس دى كلها هتعمل إيه ساعتها لو الشركات اتقفلت، لأن ببساطة كده لو انت مليونير وعندك محل اتقفل مش هيأثر عليك فى حاجة، لكن اللى هيتأثر هما العمال الصغيرين اللى كانوا شغالين فى المجال».
كما يقول محمد أبوزيد، موظف بالمجموعة المصرية للصرافة: «هما عايزين يخلقوا سوق سودا بس على شكل أكبر، لأن قرار زى ده هيرجعنا لورا مش هيطلعنا قدام أبدا، وهنبقى زى السودان وغيرها من الدول اللى تجارة العملة فيها بيتحكم فيها مافيات»، متابعاً: «أنا كنت شغال فى شركة صرافة من الشركات اللى اتقفلت بس الحمد لله ربنا كرمنى ولقيت مكان تانى أشتغل فيه لكن فيه ناس تانية مش لاقية تصرف على بيتها لحد دلوقتى.. ما بالك بقى لو الشركات اتقفلت؟».
ويضيف «محمد»: «إذا كان شركات الصرافة موجودة والعملة بتتباع فى أكشاك السجاير فى الشارع وعلى النواصى، ما بالك بقى لما الشركات تتقفل الوضع هيبقى عامل إزاى؟ ولازم الحكومة تعرف إن قرار قفل شركات الصرافة لو تم هيكون المسمار الأخير فى نعش الاقتصاد المصرى».
واستدرك «محمد» فى حديثه قائلاً: «أنا كنت شغال فى شركة صرافة من الشركات اللى اتقفلت اليومين اللى فاتوا، بس ربنا كرمنى ولقيت شغل فى الشركة اللى أنا فيها دلوقتى، على العكس من ناس تانية كتير قاعدة فى بيوتها دلوقتى ومش عارفين يصرفوا على بيوتهم إزاى، ومفروض الدولة بقى تحط فى اعتبارها بقية الناس اللى شغالين فى شركات الصرافة دول كلهم هيعملوا إيه لو قرار زى ده اتاخد».