كتائب «الإخوان» الإلكترونية تحتفى باعتذارات المسئولين.. جل من لا يخطئ
لم يعد مهماً حجم الخطأ الذى يقع فيه المسئولون، الأهم هو الاحتفاء بالاعتذار إن وُجد؛ ففى ظل صمت «الإخوان المسلمين» -جماعة وحزباً وميليشيات إلكترونية- عن الأخطاء التى تُرتكب من قِبل النظام الحاكم وحكومته وأجهزته التنفيذية، تجد هناك احتفاء غير مسبوق بالاعتذار عن الخطأ فور صدوره.
احتفاء المواقع الإلكترونية للإخوان باعتذار وزارة الداخلية عن قتل الطفل عمر صلاح (شهيد البطاطا) كان كبيرا رغم ما اتضح بعد ذلك من أن الشرطة لم يكن لها يد فى قتل الطفل، وهو الدور نفسه الذى لعبه الإخوان بعد اعتذار القوات المسلحة التى قتلت الطفل بالفعل عن طريق الخطأ، كذلك احتفى الإخوان باعتذار الدكتور هشام قنديل عن تصريحاته المسيئة لأهالى بنى سويف، ووصفوه بأنه «أول اعتذار لرئيس وزراء»، والأمر نفسه تكرر بعد اعتذار الشرطة عن واقعة «الرجل المسحول» أمام «الاتحادية».
ما يمكن قبوله قبل الثورة لا يمكن قبوله بعدها، سواء من رجل شرطة أو رجل جيش؛ فحتى اعتذار المؤسسة العسكرية مؤخراً عن مقتل بائع البطاطا وإشادة البعض به اعتبره د. عماد جاد، خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حملة منظمة من قِبل كتائب «الإخوان» الإلكترونية، التى تشن هجوما مضادا، بهدف احتواء الرأى العام وكسب نقاط من خلال التشديد على فكرة الاعتذار، معلقاً: «كلام قنديل لا بد أن يحاسب عليه حتى لو اعتذر عنه، وحتى لو استدعى الأمر حبسه؛ لأن تحويل المسئولين إلى آلهة انتهى مع تنحى مبارك». دوماً هناك من يطبِّلون للحكومة وهم من أهملوا كل الجرائم السابقة وركزوا على الإشادة بالاعتذار، وهؤلاء ينطبق عليهم قول: «أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما؟ هل ترى؟ هى أشياء لا تُشترى» لأمل دنقل، بحسب د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى؛ فهؤلاء الأشخاص لو وُجدوا فى نفس موقع من سحُل أو قُتل، لن يكون ذلك هو نفس رد فعلهم، أما تكرار الاعتذارات فهو محاولة من الحكومة لاحتواء الرأى العام، خوفاً من تكرار حادثة خالد سعيد مرة أخرى، التى أطاحت بالنظام السابق، الذى كان يتميز بالمكابرة والعند «هم يدركون أن نظام حكمهم لا يتحمل أى عند».