أحال الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، أعضاء تكتل «25-30»، إلى لجنة القيم بالمجلس، والسبب فى ذلك انسحابهم من الجلسة العامة، وعقدهم مؤتمراً صحفياً، لإعلان أسباب رفضهم قانون القيمة المضافة، واعتراضهم على عدم تفعيل التصويت الإلكترونى. حقيقة لا أجد أى منطقية فى السبب الذى ارتكن إليه «عبدالعال» فى تحويل هؤلاء الأعضاء إلى لجنة القيم. أليس من حقهم أن يكون لهم رأى، وهل يوجد منطق فى حرمان نواب الشعب من التعبير عن آرائهم أو وجهة نظرهم فى قانون، واعتبار أن «شغلتهم موافق»؟!.
«شغلتك موافق».. هل تذكرون كلمة «موافقة» أو كلمة «موافقون» التى كان يرددها فتحى سرور بعد التصويت على كل قانون، قبل ثورة يناير 2011؟. واضح أن رئيس النواب يهوى هذا النمط من الأداء، دون إدراك لاختلاف المعادلة الزمنية، واختلاف الأشخاص.. وضع ما شئت من خطوط تحت عبارة «اختلاف الأشخاص» تلك!. فكرة أن تكون نسبة الموافقة على كل قانون 99.9% فكرة لم تعد مناسبة للواقع، على العكس أجد أن إجماع النواب على قانون القيمة المضافة، على وجه التحديد، أمر أشبه بالخيال أو أحلام اليقظة، فالقانون سيؤدى إلى رفع أسعار قائمة طويلة من السلع، فى وقت يشعر فيه الناس بضغط معيشى غير مسبوق، أنى لرئيس النواب أن يطلب من أعضاء مجلسه الموقر أن يجمعوا على الموافقة على هكذا قانون؟.
«شغلتك موافق».. بإمكانى أن أتفهم وجهة نظر رئيس النواب وهو يشرح لنا وجه المصلحة فى القانون، أو وهو يؤكد أن قانون القيمة المضافة قانون إصلاحى، لا بأس، لكن كان عليه أن يقدر اختلاف آخرين معه فى وجهات النظر، خصوصاً أنهم نواب يمارسون عملهم تحت القبة، ولا يعترفون بفكرة «شغلتك موافق»، خصوصاً إذا كان المختلفون معه آحاد من النواب، تلك الآحاد لديها تحفظات على قانون القيمة المضافة ولم تجد لنفسها مساحة تحت القبة للتعبير عن رفضها، فخرجت إلى أروقة المجلس، وعقدت مؤتمراً صحفياً تعبر فيه عن رأيها أو وجهة نظرها. وحتى لو كان «عبدالعال» يمنح النواب فرصة كاملة للتعبير عن وجهة نظرهم تحت القبة، لا أجد غضاضة فى أن يعقدوا مؤتمراً صحفياً يشرحون فيه رأيهم.
من الخطورة بمكان أن يظهر مجلس النواب المصرى بتاريخه العتيد بهذه الصورة، فيقال إن بعض أعضائه يحالون إلى لجنة القيم لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم فى قانون، يحدث هذا فى الوقت الذى تنتشر فيه الفيديوهات التى تنقل سخائم وقبائح أحد الأعضاء المشهورين بسلاطة اللسان، حيث يعلو صوته بها تحت القبة وفى ردهات المجلس دون أن يحرك «عبدالعال» ساكناً ضده. لست أعنى بهذا الكلام أن الرجل يخشى من لسان الثانى، لكن ما أخشاه أن يفهم الأمر أن رئيس النواب عينه فقط على من يرفضون مقولة «شغلتك موافق»، لأن هؤلاء «حيطتهم واطية»، فى حين أن من يلتزم بالشغلانة يستطيع أن يجلجل بكل القباحات، دون أن يخشى لجنة القيم، لأنه يؤمن بأن «شغلته موافق».. أو على رأى الشاويش عطية «شغلته بورورووم»..!.