ملابس الجيش للبيع على أرصفة ميدان رمسيس: الأفرول بـ 35 جنيهاً.. والبيادة بـ 95 جنيهاً.. والفصال ممنوع
أمام «بيادة وقايش وشراب وكاب عسكرى» فى ميدان رمسيس وقف صبى يدعى أحمد، أمام منضدة خشبية يرص عليها قبعات مموهة باللون الزيتى، يربط حول رأسه شالا صعيديا ككبار المعلمين، بوجه بشوش يدير «فرشته» التى يحضر إليها يوميا فى الثامنة صباحا، يقلب أحد الجنود -الخارج لتوه من باب محطة مصر- فى بضاعته ويسأل عن سعر حزام فيجيبه الصبى بلهجة صعيدية تنبئ عن جذوره الأسيوطية «بـ10 جنيه»، فيما يدفع «شاويش» خمسة جنيهات ثمنا لجورب دون أن يسأل عن السعر، يبدو أنه «زبون قديم».
يأتى أحمد كل إجازة إلى القاهرة يبيع منتجات مختلفة فى كل موسم لكنه استقر على ملابس الجنود الرائجة قبل عام، رغم علمه بأنه يتاجر فى بضاعة غير قانونية، الصبى الذى لا يزال فى الصف الثالث الابتدائى، صار كبيرا لعائلته بعد وفاة رب الأسرة قبل أعوام، يحتضنه أبناء عمومته الذين يشاركونه البيع على فترات يتركون فيها منتجاتهم.
على بعد خطوات «فرشة» مماثلة لتلك التى يقف عليها ابن أسيوط، تزدان بأحذية العساكر «بيادات»، تختلف أسعارها حسب وجود «سوستة» جانبية فى البيادة من عدمه «يا أستاذ مفيش فصال.. قلنا اللى بسوستة بـ95 جنيه واللى من غير 75.. هتشترى ولا جاى توجع قلبنا؟» يعلق بها بائع ثلاثينى على أحد الشباب، داخل أحد الشوارع الجانبية من ميدان رمسيس يكمن بائعو الزى العسكرى الكامل «الأفرول»، بضاعة محظورة لكن بجزء من الإلحاح تحضر، حين يتيقن البائع من نيتك واستعدادك للدفع الفورى دون مماطلة، يهمس أحد الشباب فى أذن جندى عن قانونية الشراء من هؤلاء الباعة فيرد على عجل «يا عم اشترى من هنا وخلاص.. إيه اللى هيمشوّرك للعباسية؟»، فيما يرد صديقه «لو داخل الجيش قريب حافظ على لبسك وخلاص بدل الغرامة».
فى نهاية كوبرى «أحمد حلمى» صندوق خشبى مهترئ أشبه بصندوق الدنيا يحوى ملابس للجنود يعلوها التراب، خفتت ألوانها بفعل اختلاطها برمال الصحراء «المستعمل بـ35 جنيه بس.. اللى مش عاجبه يروح يجيب من أماكن الجيش» يقولها بائع بعصبية لعسكرى راح يجادله فى السعر. أماكن الحصول على الملابس العسكرية المخصصة من قبل الجيش تتطلب دفع 84 جنيها مرفقة بإظهار الهوية العسكرية، فيما يفتخر البائع بتوفيرها بسعر زهيد «هى مستعملة بس غسلة تبقى زى الفل».