نائب وزير الدفاع السعودي: الميادين العربية تحولت لساحات حرب.. و"سد الألفية" يؤدي لمزيد من الخراب
أكد الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع السعودي والرئيس الشرفي للمجلس العربي للمياه، أن كثير من ميادين الدول العربية تحولت إلى ساحات حرب وكر وفر، مشيرا إلى أن السلاح أصبح الآن هو أسلوب الحوار، وأن عديدا من دول الجوار باتت تنظر للربيع العربي باعتباره خريف مدمر يستنزف اقتصادها.
وأضاف الأمير، خلال كلمته باجتماع الجمعية العمومية الثالثة للمجلس العربي للمياه، "كأنه لا يكفينا ما حدث في السودان من تقسيمه لشمال وجنوب، أو للعراق، أو الأهوال في سوريا والتطرف في اليمن، مطالبا كافة الدول العربية أن تكون على قلب رجل واحد.
وحذر عبد العزيز من خطورة بناء سد الألفية الإثيوبي، مشيرا إلى إجماع العديد من الخبراء على أن ظهور سد الألفية سيؤدي بمزيد من الخراب والظلام على دول المصب وخاصة مصر والسودان، لافتا إلى أن مصر ستكون أكثر الدول المتضررة من بناء السد وخاصة أنها ليس لديها مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل وذلك مقارنة ببقية دول الحوض التي تعتمد على الأمطار.
وقال عبد العزيز، إن حصة مصر من مياه نهر النيل لا تكاد تكفيها للزراعة أو للري، مضيفا أن إقامة سد الألفية هو كيد سياسي أكثر من كونه كسب اقتصادي، محذرا من خطورته على السد العالي، بجانب دوره في هيمنة إثيوبيا الكاملة على كل قطرة من مياه النيل.
من جانبه، أكد الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه ووزير الموارد المائية والري الأسبق، أن العديد من الدول العربية تواجه تحدي ندرة المياه خاصة مع الزيادة السكانية، محذرا من انخفاض نصيب الفرد العربي من المياه إلى 500 م3 سنويا، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية يصل نصيب الفرد حاليا إلى 150 م3.
وأضاف أبو زيد، أن المنطقة العربية ستحتاج إلى 550 مليار م3 عام 2050، مقارنة بـ 258 مليار م3 حاليا، مؤكدا أن زمن المياه السهلة قد انتهى، مطالبا المواطنين بضرورة تغيير سلوكيات استخدامهم للمياه.
في حين، قال الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والري، إن أهم التحديات التي تواجه المياه في مصر هي الظروف الطبيعية من حيث الموقع والمناخ والتي تندر فيها سقوط الأمطار، إضافة إلى الزيادة السكانية التي ترتفع بمعدل 2.5% زيادة سنوية، بجانب السلوكيات غير الرشيدة للمواطنين والتي تتسبب في تلوث مياه النيل.
وأضاف بهاء الدين، أن أكثر من 18 دول عربية تعيش تحت خط الفقر المائي والمحدد له عالميا بـ 1000 م3 سنويا.
من جانبه، أكد الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق، أن هناك استقطاب حاد في دول حوض النيل "لمن يريدون الاصطياد في الماء العكر، مضيفا أن المنطقة العربية مستهدفة وذلك لمواردها الطبيعية أو لموقعها الجغرافي، مشيرا إلى أنه في حال تمكين الشعوب سينجحون في استقرار القرار، قائلا: "استقلال الشعوب سيحول دون استغلال هذه الشعوب، فهي حرب بين الغزاة والغلاة".