«السواحل».. جهاز تنفس صناعى فى كل منزل
المرض لم يفرق بين أبناء القرية الواحدة «أطفالاً ونساء ورجالاً وشباباً»، الجميع مصاب بأمراض صدر، لا يخلو منزل واحد من إصابة 2 من أبنائه بأمراض تنفس بسبب استخدام مادة البوليستر بورش دهان الموبيليا «الأُسترجية»، بقرية السواحل فى دمياط، إضافة إلى قيام المزارعين بحرق قش الأرز. ولم تتوقف مصادر التلوث بالقرية عند هذا الحد ولكنها زادت عليها ارتفاع نسبة التلوث ممثلة فى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى، وانتشار القمامة، وحرق عمال النظافة للقمامة على ضفاف نهر النيل بالقرية، بدلا من نقلها للأماكن المخصصة لها، وعلى الرغم من الكوارث البيئية التى تعانى منها القرية فإنه لا يوجد بها مستشفى أو وحدة صحية واحدة لعلاج أبناء القرية.[Image_2]
تردى الحالة الصحية جعل أبناء القرية يتبرعون بقطعة أرض ليتمكنوا من بناء مستشفى عليها، بعدما فشلت الشكاوى والاستغاثات التى أرسلوها للمسئولين فى حل مشكلاتهم، إلا أن هذا لم يجدِ نفعاً وبقيت الأرض دون مستشفى.
وأمام ازدياد أعداد مرضى الصدر بالقرية، لم يجد الأهالى أمامهم إلا أن يعالجوا أنفسهم بأنفسهم، فقاموا بشراء أجهزة تنفس صناعى ووضعوها داخل منازلهم.
داخل إحدى الورش يركب «عم شحاتة» كما يلقبه أهل القرية، جهاز التنفس لهم فى أى وقت كان يناديه فيه أهالى بلدته، رغم توجهه الإخوانى فإنه حاد عن فكر حزبه وجماعته وتفرغ لخدمة أبناء قريته، وتفرغ لمعاونة أبناء البلدة بشراء أجهزة الضغط والسكر والتنفس الصناعى.
من جانبه، يقول وجيه أمين الكرادوى، نجار يبلغ من العمر 52 عاماً، مصاب بحساسية ربو: «دائما ما أشعر بضيق بالتنفس لدرجة أنى بحس إنى بموت، ولا يوجد لدينا مستشفى، فأقربها تقع على بعد 6 كيلو متر، كما لا يوجد لدينا وسائل مواصلات سوى سيارتين ميكروباص صغير تنقل ما يزيد على 30 ألف مواطن هم أبناء قرية السواحل».[Quote_1]
ويقول الحاج وجيه: «حينما أشعر بضيق بالتنفس أذهب لشحاتة أخويا وحبيبى يركب لى الجهاز لحين ما أقدر أذهب للمستشفى».
ويقول محمود زغلول، أويمجى، يبلغ من العمر 23 سنة: «أحتاج لاستنشاق ما لا يقل عن 3 مرات يوميا، حيث تأتى لى حالة الاختناق أثناء عملى وأفاجأ بضيق شديد فى التنفس وعدم القدرة على التحدث، ما دفعنى لشراء جهاز الاستنشاق فى ورشتى حتى إذا جاءت لى الحالة أستطيع إسعاف نفسى».
ويقول الحاج محمد أحمد الجوجرى، فلاح يبلغ من العمر 64 سنة: «أنا مريض بالحساسية منذ 5 أعوام وتعبى وحش، وأنا راجل كبير بتخنق يا بنتى وبحس إنى بموت، والحكومة ربنا ينتقم منها مش موافقين يعملوا لنا مستشفى وكأننا مش بنى أدمين، لما بتخنق بنادى على شحاتة ييجى يسعفنى حتى لو الساعة 4 الفجر».[Quote_2]
من جانبه، يقول شحاتة عزت غانم، الملقب بعم شحاتة، صاحب محل إكسسوارات موبيليا: «مع معاناة أهالى قريتى المستمرة مع المرض وتجاهل المسئولين المتعمد لنا، اضطررت بمعاونة الأهالى لشراء جهاز تنفس صناعى وآخر لقياس ضغط الدم والسكر، كما تدربت على إعطاء الحقن وعمل الإسعافات الأولية، فلم أترك أى دورة تمريض إلا وحصلت عليها لعلاج أهل بلدتى، وجهزت عيادة متكاملة وتركتها لأحد شباب الأطباء للعمل بها، كما أسافر دائما لشراء أكياس بلازما من محافظة بورسعيد، وأتمنى نظر الحكومة لنا بعين الشفقة».