الفرق بين عبدالناصر ومرسى كالفرق بين الأكل والجوع
عدد السكان واحد تقريباً، والميزانية المُعتمدة تتشابه، بين الفلبين ومصر، تقارب كبير، وفارق بسيط هو أن الرئيس الفلبينى، بنينيو أكينو، يفعل ما يقول، فى العاصمة مانيلا، اعتمد الرئيس ميزانية 2013 التى وصلت إلى 49 مليار دولار، فى بلد يصل عدد سكانه إلى 92 مليون مواطن، رفع أكينو الضرائب على السجائر وسلع أخرى كمالية ليتحول عائد الضرائب أوتوماتيكياً لصالح الفقراء ويزيد الإنفاق عليهم بنسبة 10.5٪ هذا العام.
رغم فقره المقدع، فإن الابتسامة لا تفارق وجهه، «عاشور» - ماسح الأحذية- بمنطقة بولاق الدكرور، مهنته الوحيدة هى الجلوس على ذلك المقعد الخشبى، يرقب بعينه التى تزوغ مجبرة عنه نحو أحذية المواطنين، ثم يطرق بفرشاته ذلك الصندوق الخشبى الممتلئ بعدة التلميع، يطرق 3 طرقات ثم ينادى: «حد عاوز يلمع.. لمع يا باشا»، لديه 6 أولاد هم زينته فى الحياة والعبء الملقى على كاهله فى الوقت ذاته.. «إحنا ناس فقرا ومفيش ريس بيفكر فينا»، يقولها عاشور بأنين مسموع، شاكياً إلى الله ضعف قوته وقلة حيلته، متذكراً أيام جمال عبدالناصر: «مكنش حد بيبات من غير عشا»، أما فى عهد الإخوان فـ«لو كلنا طقة واحدة فى اليوم نحمد ربنا»، لا يفهم الرجل الخمسينى الميزانية وأمور البلد الاقتصادية، لكن بداخله يقين «أنه لو تعثرت دابة فى مصر سيُسأل عنها محمد مرسى»، متعجباً: «ما بالك بقى باللى بينام من غير عشا».
د.فرج عبدالفتاح، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، يؤكد أن الميزانية التى اعتمدت من بعد الثورة مرت بالخطوات ذاتها التى كانت فى عهد النظام البائد، ويُضيف: «الفقراء دائماً مظلومون بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة»، مشيراً إلى عدم وجود رؤية للرئيس مرسى لإدارة الدولة بدون إلحاق الضرر بمحدودى الدخل والفقراء، متوقعاً زيادة الضرائب فى الميزانية الجديدة على السلع والاحتياجات الأساسية للمواطن، وهو ما سيزيد الأوضاع سوءاً، حسب قوله، ويتابع: «الإخوان فعلهم دائماً عكس قولهم».