الفشل الكلوى يهدد 50 ألف مواطن فى «القصير» بسبب تلوث المياه
يهدد مرض الفشل الكلوى، 50 ألف نسمة هم تعداد سكان مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، بسبب تلوث مياه الشرب، ووصل الأمر إلى إصابة مئات الأطفال بالأملاح وزيادة نسبة الصديد، لأن الأهالى يعتمدون على «مياه التحلية»، فى شربهم، بنسبة تتجاوز الـ75%.
وتبين إصابة أكثر من 250 شخصاً بالفشل الكلوى، ويتساءل أهالى المدينة، هل الحكومة تنتظر تسمم 1000 مواطن من مياه الشرب حتى تتحرك لإيجاد حل، مثلما حدث فى إحدى قرى المنوفية، واتهموا شركة مياه الشرب بمسئوليتها عن هذه الحالات.[Quote_1]
ويعتمد سكان «القصير»، على مجموعة من صنابير المياه الموجودة أمام شركة المياه تسمى «المشربية»، وهى خليط من المياه العذبة والمحلاة، وتعمل فى فترات محدودة من اليوم، فى حين يلجأ بعض السكان إلى شراء زجاجات مياه معدنية خوفاً من تعرّضهم لأمراض أو إصابات تلوث المياه المحُلاة أو المختلطة.
ويقول هانى السيسى رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى الفشل الكلوى بالقصير: إن حصة المياه لا تكفى احتياجات المواطنين، ومن ثم يجرى خلطها بمياه محطات تحلية مياه البحر بنسبة 85%، التى تتفاعل مع المواسير المصنّعة من الحديد، فتتسبب فى احمرار المياه، وإصابة المواطنين بالأملاح الزائدة، وتكوِّن الحصوات والتهابات المعدة. وأشار إلى أن مشكلة المياه بالقصير تبدأ بعد خروج المياه من المحطة إلى المواسير المتهالكة والخزانات الصاج، مؤكداً أن الأملاح تتفاعل مع المواسير الحديدية وخزانات الصاج، مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الصدأ بالمياه التى يستخدمها المواطنون.
ويضيف أن التحاليل التى أُجريت على المياه أكدت أنها غير صالحة، مما أدى إلى انتشار أمراض كثيرة، منها الأملاح الزائدة والحصوات على الكلى والتهابات بالمعدة، مما اضطر بعض الأهالى إلى شراء مياه معدنية، أو جراكن من مياه النيل للأطفال، خوفاً من إصابتهم بكل هذه الأمراض. وشكّل أبناء المدينة لجنة لمراقبة المياه بشكل حازم، للحد من أخطارها لحين استجابة المسئولين لحل المشكلة، بعد أن خلقت سوقاً سوداء لبيع المياه العذبة للأهالى، ويتراوح سعر الجركن من 1 جنيه (لتوصيله للمنازل الدور الأرضى) و2 جنيه (للدور الأعلى)، فى استغلال واضح للأزمة.[Image_2]
ويقول ياسر خليل (مواطن): إن معظم أهالى القصير يستأجرون سيارات الربع نقل بمبلغ 35 جنيهاً لتعبئة المياه العذبة فى الجراكن من الكيلو 4 شمال المدينة، والبعض ينتظر حتى منتصف الليل لتعبئة الجراكن بسبب الزحام الشديد.
وشكّل أهالى مدينة القصير، لجنة شعبية لمناقشة مشكلة مياه الشرب بالمدينة وكيفية حلها أو التقليل من أخطارها بسبب تلوُّثها بصدأ الحديد الناتج عن مواسير المياه المصنّعة من الحديد وتغييرها بمواسير «بروبلين» لا تُسبب الصدأ. وقال وصفى تمير أحد أبناء المدينة: إن المشكلة جاءت نتيجة خلط المياه القادمة من سفاجا (مياه النيل) بالمياه المحلاة.
وبمجرد ضخ المياه لخزانات الرفع التى توزع المياه على المناطق السكنية، تبدأ مشكلة تلوّث المياه لنقلها عبر مواسير «إسبستوس» المضرة بسبب الألياف الدقيقة، ولذا جرى تحريم تصنيعها دولياً لأنها تصيب الإنسان بأمراض سرطانية فى الجهاز الهضمى، والمطلوب تغييرها لمواسير «بروبلين» حفاظاً على صحة المواطنين.
وتقدّم النائب صلاح أبوالحسن عضو مجلس الشورى عن دائرة البحر الأحمر، بمذكرة إلى رئاسة الجمهورية ذكر فيها المشكلات الملحة التى تعانى منها مدينة القصير، وأن عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة، وكمية المياه التى تدخل المدينة يوميا 8 آلاف طن ومصدر المياه هو محطة تحلية من مياه البحر ذات كفاءة منخفضة، أدت إلى ارتفاع نسبة الأملاح، وخط قديم متهالك يحمل مياه النيل، إلى سفاجا والقصير بطاقة 13 ألف طن بحد أقصى، ونصيب القصير 2000 طن كحد أقصى، وطالب بتجديد خط نقل المياه من قنا إلى سفاجا والقصير وتحديث وتطوير محطات التحلية.
وتقول عايدة أحمد، مدرسة: إن المياه تأتى إلى المنازل مرة واحدة أسبوعياً وهذا لا يكفى حاجة المواطنين، مما يضطرنا إلى شراء ما يكفينا من مياه الاستعمال، أما مياه الشرب فهذه هى الكارثة الكبرى بالنسبة لمواطنى القصير الذين يعانون الأمرين للحصول عليها، من خلال المشربيات وإنفاق نصف دخلهم للحصول عليها، ناهيك عن الأمراض التى تسبّبها المياه من فشل كلوى وأملاح عالية والتهابات فى المعدة بسبب تهالك الشبكة والمياه المخلوطة بمياه التحلية.