خرج المستشار «أحمد الزند» على الإخوان وسلقهم بلسان حاد حتى «استووا» تماماً، كنت أتوقع أن تنتفض «الجماعة» ضد «حفلة السلق» التى وضعهم فيها رئيس نادى القضاة، خصوصاً أنهم لم يفعلوا أكثر مما فعل الشارع المصرى حين نفسّوا عن «نفسيتهم» بكام عبارة من عبارات «فش الغل»، اعتراضاً على «حكم القضا» على المخلوع وأفراد عصابته، لكن يبدو أن «الزند» نشن ونشانه صاب، فقد خرج علينا الدكتور سعد الكتاتنى، أول من أمس، خاسس النص ومنمكش داخل «بذلته» ونصب مؤتمراً صحفياً صرح فيه بأن ما قاله الزند هو «زلة» لسان من قاضٍ كبير، كل هذا «السلق» زلة لسان؟!.. ذكر «الكتاتنى» أيضاً فى محضر رده على سؤال حول موقف المحكمة الدستورية من قانون الانتخابات أن المحكمة الدستورية حرة فى أحكامها، وهى تحكم بضميرها. يعنى كاد الرجل أن يقول «احكم يا غالى.. وانت وضميرك». هكذا تفاعل رئيس مجلس الشعب مع «الشواكيش» التى أمطر بها الزند رءوس أعضاء الإخوان بالمجلس «الموقر»!.
لم ينزعج الإخوان من هذه الهجمة، وآثروا العافية والسلامة، وبدأوا يتحدثون عن احترامهم للقضاء ورضائهم بأحكامه، وكان لسان حالهم يردد: فاقض ما أنت قاض.. وانت وضميرك!. لقد أصبح واضحاً الآن أن قصر الحكم يعد لاستقبال مرشح المجلس العسكرى والفلول «أحمد شفيق»، وأن حظوظ محمد مرسى تتراجع، فى ظل إعلام عاد إلى اللعب على أعصاب الجمهور بنفس الطرق القديمة، من كلام حول الإرهاب باسم الدين، وأجهزة حكم تقف الآن على قدم وساق من أجل الإعداد لفرض العمدة الجديد على رقاب أهالى «كفر مصر». لم يعد أمام الإخوان سوى ورقة واحدة يمكنهم الإلقاء بها الآن وقبل فوات الأوان تتمثل فى سحب مرشحهم قبل المباراة معلومة النتيجة لتعود «الجماعة» إلى الشارع من جديد. فالتجربة تقول إن الإخوان لا طاقة لهم على المواجهة، وما ترى «الجماعة» نفسها عاجزة عنه الآن، سوف تكون عما سواه أعجز بعد انتهاء الشوط الثانى من لعبة الانتخابات!
أعلم أن من الصعب على الإخوان الاستجابة لهكذا اقتراح، لأنهم لا يفهمون من «معناة» الكلام سوى معنى المصلحة الصغيرة العاجلة، ذلك المعنى الذى صرفهم عن الميدان يوم احتشد فيه الثوار -نوفمبر الماضى- رافضين أن تتم الانتخابات تحت رعاية المجلس العسكرى. هل تذكرون يوم تمت تعرية فتاة فى التحرير؟ لقد تساءل بعض الإخوان ساعتها: وإيه اللى خلاها تنزل الميدان وتتظاهر وتعتصم؟! لقد اكتفوا بلوم الضحية وتركوا الجلاد. وكانوا فى ذلك مثل سائق الأتوبيس الذى دهس بنى آدم ثم توقف ليسأله: إيه اللى خلاك تحط نفسك تحت العجل؟ لقد رفع الكتاتنى شعار انت وضميرك.. خلاص: انت ونصيبك!