بسمة: بعض الأمريكان يعتقدون أننا نقيم فى الخيام ونتنقل بالجمال.. والغرب مهتمون باستكشاف عالمنا دينياً وثقافياً دون أحكام مسبقة
مشهد من مسلسل «الطاغية»
طوعت «بسمة» ثقافتها وموهبتها لرفعة اسم مصر، إثر مشاركتها فى حلقات المسلسل الأمريكى «Tyrant» أو «الطاغية»، الذى نأمل أن يكون بوابة تتسع لأكبر عدد من الممثلات المصريات فى السوق العالمية، وفى أول حوار لها مع وسيلة إعلامية تحدثت بسمة مع «الوطن»، لتكشف عن كواليس تجربتها الجديدة، ورأيها فى موقف نقابة المهن التمثيلية من أزمة اتهامها بالتطبيع مع إسرائيل على خلفية المزاعم التى انتشرت حول جنسية المؤلف، وحقيقة تلقيها عرضاً من قناة «العربى» المحسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية لتقديم برنامج تليفزيونى على شاشتها، وتفاصيل كثيرة ومثيرة خلال السطور المقبلة.
«الطاغية» يقدم العرب كـ«بنى آدمين» وليس كإرهابيين.. ودفاع الناس عن جدى «برد قلبى»
■ كيف رُشحتِ للمشاركة فى حلقات المسلسل الأمريكى «Tyrant»؟
- البداية جاءت عبر محاضرة لزوجى د. عمرو حمزاوى فى لوس أنجلوس، الذى أبلغ منظميها عن حضورى معه، فسألوه شاكرين عن طبيعة اهتماماتى، وعندما علموا بأننى ممثلة معروفة فى مصر، وجهوا دعوة إلى المنتج الأمريكى والأب الروحى لسلسلة أجزاء «Tyrant» هاورد جوردون لحضور المحاضرة، لأنه مهتم بطبيعة الموضوعات التى يطرحها «عمرو» فى محاضراته، وكى أجد شخصاً أتحدث معه، ولكن لظرف ما لم أتمكن من الحضور، إلا أن «جوردون» حضر وتبادل مع «عمرو» بريده الإلكترونى، وراسلته بغرض فهم مجريات الأمور فى السوق الأمريكية، وقابلته بعدها بحضور المؤلف كريس كايزر وباقى فريق عمل الكتابة، ومن هنا رُشحت للمشاركة فى الموسم الثالث.
■ هل خضعت لاختبار كاميرا أو ما شابه قبل تعاقدك بشكل رسمى؟
- من ستر ربنا أننى لم أخضع لأى اختبارات، لأننا لسنا معتادين على نظام «الأوديشن»، الذى يعد فناً له أصول وقواعد عند تقديمه، ومن ثم يصعب علينا تأديته، لعدم تعلمنا له أو تدربنا عليه، مع العلم أن كل ممثلى أمريكا يخضعون لاختبار الأداء، مهما كان حجم نجوميتهم أو أعمارهم أو خبراتهم، ويستثنى منه كبار نجوم هوليوود فقط، وهذه المسألة ليست مُطبقة فى مصر، لأن الممثل لدينا يعمل وفقاً لخبرته وسمعته، ولكن النظام الأمريكى مختلف تماماً، إذ يُفتح باب الترشيح لأحد الأدوار مثلاً، ويخضع المرشحون لاختبار أداء، ويكفى أن أبلغك بأن مارلون براندو أجرى ما يشبه الاختبار عند قيامه ببطولة فيلم «الأب الروحى»، وهذه المسألة لا تنتقص من قيمته، وليست عيباً فى الوقت نفسه.
ماكينة التمثيل بداخلى «متزيتة» والتروس شغالة.. وموقف «المهن التمثيلية» من أزمة اتهامى بالتطبيع مع إسرائيل كان محترماً
■ صفى لنا أجواء وكواليس تصوير أولى مشاهدك فى «Tyrant»؟
- ينتابنى دائماً الشعور بالرهبة فى اليوم الأول من تصوير أعمالى، ولكن الظرف هنا كان خاصاً واستثنائياً، لأنى كنت أعانى من الإرهاق وعدم النوم بشكل منتظم بسبب فروق التوقيت «Jet Lag»، نظراً لقدومى من رحلة سفر طويلة، كما تسببت عوامل إضافية فى زيادة شعورى بالرهبة، أبرزها وجودى مع فريق عمل مسلسل، لا تجمعنى معهم أى صلة، إلى جانب تمثيلى بلغة غير لغتى الأم، ولكنى كنت مصرة فى الوقت نفسه على إثبات أننى لست أقل منهم فى شىء، لأنى إنسانة مثلهم لديها عقل وإحساس وموهبة.
■ هل التحقتِ بأى ورشة تمثيل فى أمريكا بما أنك بعيدة عن التمثيل منذ فترة؟
- كنت أعتزم اتخاذ هذه الخطوة، إلا أن المفاجأة السعيدة بتعاقدى على مسلسل «Tyrant» جعلتنى أعتبرها نوعاً من أنواع الورش، وإن كان ذلك لن يمنعنى من الالتحاق بإحداها مستقبلاً، لمحاولة صقل موهبتى بكل الإمكانيات المتاحة، وبعيداً عن هذه الجزئية، فإن آخر مرة شاهدنى فيها الجمهور المصرى بكثافة كانت فى مسلسل «الداعية» عام 2013، وبعدها بعام صورت مسلسل «أهل الإسكندرية»، الذى لم يُعرض حتى الآن لأسباب لا أعلمها، ثم قدمت ظهوراً خاصاً فى حلقتين من مسلسل «استيفا»، وانطلاقاً من وجودى فى هذه الأعمال، ومثلما نقول بلغة الشارع: «الماكينة كانت متزيتة ومش مصدية، والتروس كانت شغالة».
■ كيف تحضرت لشخصية «ليلى الفايد» التى تجسدينها حسبما تداولت وسائل الإعلام...
- مقاطعة: لا أجسد شخصية «ليلى الفايد»، ولكن ألعب دور أختها «صافية بقال»، وهى إنسانة «عارفة مصلحتها فين»، ولذلك لا يطغى عليها الجانب العاطفى رغم وجوده فى تركيبتها الشخصية.
لست راضية عن تجربتى السياسية كمذيعة فى «من أنتم».. و«أهل الإسكندرية» بلا إخوان ولا يسىء لأى جهة
■ كيف وجدت معاملة الأمريكان معكِ خاصة أنهم يتعاملون مع العرب كعالم ثالث بحسب بعض الآراء؟
- دعنا نفرق أولاً ما بين أمرين، أولهما كيف ينظر الأمريكان لنا؟ ما زالت شريحة منهم تسيطر على ذهنها الصورة الخيالية عن الشرق الأوسط وسكانه بأنهم مقيمون فى الخيام ويتنقلون بالجمال، وفى المقابل تجد قطاعاً منا مُتخيل أن الأمريكان أشبه بأبطال الأفلام الأمريكية، ونستنتج من هاتين النظرتين وجود صورة مغلوطة عندنا وعندهم، إلا أن «Tyrant» يمتاز بأنه لا يقدم تنميطاً لصورة العرب أو سكان منطقة الشرق الأوسط، بمعنى أن الحقيقة التى لا بد من مواجهتها أن الأفعال التى يرتكبها تنظيم «داعش» وما شابه أعطت انطباعاً عن العرب بأنهم إرهابيون، ولكن المسلسل يشع نقطة نور مضيئة فيما يخص هذه الجزئية.
■ عن أى نقطة نور تتحدثين؟
- «Tyrant» واحد من أولى التجارب التى تُظهر العرب كبنى آدمين وليسوا إرهابيين، حيث يُقدم الليبراليين منهم والإسلاميين الوسطيين والمتفتحين والمتعطشين للحرية والمعرفة والطموحين، أى أنه يلقى بالضوء على نماذج وأنماط مختلفة من العرب، فلا يحصرهم تحت فئة الإرهابيين أو معدومى المعرفة، وانطلاقاً من هذه النظرة وبالعودة إلى أصل سؤالك السابق، فإنهم تعاملوا معى على أنى سيدة حسنة المظهر، واطلعوا على أعمالى عبر الإنترنت، ولم أجد منهم معاملة أقل من التى يلقاها الأمريكان أو الأوروبيون، ووجدت اهتماماً ورغبة من صناع الحركة الفنية هناك فى معرفة معلومات منى حول طبيعة الحياة عندنا، والفروق الثقافية والدينية بيننا وبينهم، ورغم أننا عالم مختلف بالنسبة لهم، إلا أنهم مهتمون كبنى آدمين باستكشاف هذا العالم من دون الحكم عليه بأى نظرة مسبقة.
عدم خضوعى لاختبار أداء «ستر من ربنا».. وأقول لمن هاجمنى بسبب المشاهد الجنسية لـ«Tyrant»: «اتفرج الأول»
■ ما حقيقة تضمن الموسم الثالث لمشاهد جنسية كاملة وشذوذ جنسى وعرى، خاصة أن هذه الأنباء عرضتك للهجوم مع خالد أبوالنجا؟
- دعنا نتفق أن حدود المشاهد الساخنة تختلف من ثقافة لأخرى، بمعنى أن ما نصنفه كمشاهد ساخنة يعتبر مشاهد عادية فى الخارج، وهذا المسلسل مصنف «+18»، لما يتضمنه من مشاهد جنسية وعنف، ومن يريد أن يتهمنا بأى شىء، فعليه أن يشاهد المسلسل أولاً، ودعنى أقلها بالبلدى: «اللى عاوز ينجح فى الامتحان يذاكر».
■ بحسب رأيك.. ما أوجه الشبه والاختلاف بين نظام التمثيل فى مصر ونظيره الأمريكى؟
- إذا تحدثت عن الاختلافات، يؤسفنى القول إن النظام الأمريكى يمتاز بقدسية المواعيد على عكس مصر، بدليل أننى بُلغت فى ديسمبر الماضى بموعد بدء التصوير فى 27 مارس وانتهائه 15 يوليو، وبالفعل و«حياة ابنتى» بدأ التصوير فى الموعد المحدد، ولكن تأخر الانتهاء منه لمدة 3 أيام، بسبب طول مدة آخر حلقتين لكثرة أحداثهما، أما فى مصر يبدو الوضع مغايراً تماماً، لأنك تُبلغ بموعد بدء التصوير فى مطلع فبراير مثلاً، وتفاجأ بدوران الكاميرا منتصف فبراير أو مطلع مارس وأحياناً فى أبريل، وبالعودة إلى أمريكا اكتشفت أنى قادرة هناك على تنظيم حياتى بشكل جيد، وهو ما كنت أجد صعوبة فى تنفيذه بمصر، أما فيما يخص نقاط التشابه، فنحن «راس براس» معهم على مستوى تكنيك الإخراج والتصوير ومستوى المخرجين والمؤلفين والممثلين، حيث لا ينقصنا سوى جزئية التنظيم التى أشرت إليها سلفاً.
■ من هنّأك من الوسط الفنى على تجربتك فى «Tyrant»؟
- كثيرون، ولكنى لن أذكر أسماء بعينها خشية أن أنسى أحداً، وأعتقد أن تجربتى ستكون فاتحة مهمة لسوق الممثلات المصريات فى الخارج، مثلما حدث مسبقاً لعدد من الممثلين المصريين، بداية من الراحل عمر الشريف، مروراً بخالد أبوالنجا وخالد النبوى وعمرو واكد وغيرهم ممن أصبح لهم أسماؤهم فى الخارج.
نحن «راس براس» مع الأمريكان فى تكنيك الإخراج والتصوير وينقصنا التنظيم فى المواعيد
■ ما أسباب عدم انتشار الفنانين والفنانات المصريات فى السوق الخارجية من وجهة نظرك؟
- قلة تواصلنا مع الخارج، وعدم وجود نافذة لتسويقنا كممثلين، رغم سعى مجموعة «Cairo Team» لخلق نقطة تواصل بين صناع الأفلام والمسلسلات المصرية والغرب، وكذلك الأمر مع شركة «Cat» لعمرو قورة، كما أننا لسنا معتادين على نظام اختبارات الأداء، نظراً لشعورنا بالرهبة أو التكبر تجاه هذه الفكرة، ومع ذلك يُقدم قلائل منا على خوض هذا الاختبار، وأنا شخصياً عمرى ما كنت واحدة منهم، لأنه ليس معروفاً لى، وبالتالى «مش عارفة هروح أعمل إيه؟»، نحن نعانى من نواقص فى الأجزاء التنفيذية التى تخص المهنة، ومنها عدم وجود قاعدة بيانات على غرار موقع IMDB توضح أعمال الممثلين، ومدى إجادتهم للتحدث بلغات متعددة من عدمه، وقدرتهم على توصيل المشاعر بلغات غير لغتهم الأم، خاصة أن كل الأعمال الأجنبية لا تتعرض بالضرورة لمنطقة الشرق الأوسط، فمثلاً عمرو واكد عند مشاركته فى بطولة فيلم «لوسى»، جسد دور ضابط شرطة فرنساوى لا علاقة له بالشرق الأوسط، ومع ذلك نجح فى توصيل مشاعر وتفاصيل الشخصية.
■ ما حقيقة تلقيك عرضاً لتقديم برنامج تليفزيونى على قناة «العربى»؟
- دارت مناقشات ودية فى هذا الشأن، ولكنها لم ترتقِ إلى مستوى العرض الرسمى، وكلامى ليس مقتصراً على «العربى» فحسب، وإنما يشمل محطات تليفزيونية أخرى، ولكن أغلب الظن أنه حال عودتى لمجال تقديم البرامج سأتجه لنوعية البرامج الاجتماعية أو المنوعات، لعدم رغبتى فى الدخول لمعترك السياسة، خاصة أن تجربة برنامجى الأخير «من أنتم» التى تطرقت لعالم السياسة لم أكن أسعد إنسانة بشأنها رغم تحقيقها لنجاح جيد، ولم أكن راضية عن أدائى فيها، باعتبار أن السياسة ليست مجالى ولست ملمة بدهاليزها، علماً بأن كشفى عن آرائى السياسية فى أوقات سابقة سببه الظرف السياسى الذى عاشته مصر، ودفعنا جميعاً للتحدث كل من وجهة نظره لخدمة الصالح العام.
■ ولكن قناة «العربى» محسوبة على جماعة الإخوان؟
- سمعت عن هذه الجزئية، ولأجل ذلك أتروى فى أحكامى، وأنتظر معرفة اتجاهات القائمين عليها، وهل بالفعل هى قناة محسوبة على الإخوان أم أنها مجرد أقاويل ومزاعم؟ وطالما أطالب الناس بعدم إصدار أحكام مسبقة فبالتالى لا بد ألا أكون «ودنية» وأسلم بأى مادة مكتوبة من دون التحقق منها، ولكن إذا اتخذت قراراً بالعمل فى هذه القناة، فتأكد حينها أنها لا علاقة لها بالإخوان.
■ ما آخر المستجدات التى وصلتك بخصوص مسلسل «أهل الإسكندرية»؟
- آخر معلومة وصلتنى كانت منذ عام وأكثر، مفادها أن المسلسل كان سُيعرض على إحدى المحطات الفضائية، ولكنه لم يعرض لأسباب لا أعلمها، رغم أنه من إنتاج شركة مساهمة مصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى، مما يعنى أن المسلسل من إنتاج أموال الدولة، وبالتالى لا أجد مبرراً لعدم عرضه، خاصة أنه لا يسىء لأى جهة مثلما أشيع، ولكنه يعرض نماذج إيجابية وأخرى سلبية لشخصيات موجودة بقطاعات مختلفة من المجتمع، وعن نفسى أتمنى عرضه فى أقرب وقت، لأنى أعتقد أنى قدمت فيه أداء جيداً.
■ ولكن مواقع إخبارية أكدت أن المسلسل يلمع صورة الإخوان ويظهرهم أبطالاً؟
- ضاحكة:
«ماشفتش أى إخوان فى المسلسل، ماعدوش عليا، وربما يكون تقصيراً منى فى قراءة السيناريو» ولكنى أتساءل: هل كاتب هذا الخبر شاهد المسلسل أو قرأ السيناريو؟ من أين استقى معلوماته؟ ألم نقل «اللى عاوز ينجح فى الامتحان يذاكر، ولا المذاكرة إنى سمعت فلان بيقول كذا؟».
■ هل ما زلت تنزعجين من تكرار الحديث فى قصة ديانة جدك يوسف درويش الذى كان يهودياً قبل اعتناقه الإسلام؟
- شعرت بالاستياء والوجع عند طرح موضوع جدى لأول مرة، بسبب الحكم عليه لمجرد اعتناقه ديانة ولد عليها، ووجعى حينها كان لا يمكن وصفه، لاسيما أنه من أهم الشخصيات التى تأثرت بها، وتعلمت منه الكثير والكثير، ولكن ما برّد قلبى وقتها وما زال يبرده حتى الآن كم البشر الذين يدافعون عنه من دون أى تدخل منى أو من والدتى، ولذلك ستظل سيرة يوسف درويش العطرة تسبقه فى كل مكان، وعن نفسى أتشرف بمعرفة هذا الرجل وأنه جدى.