دشنت مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى مؤخراً صفحة على الفيس بوك للمطالبة بتعيين الفنان الشهير محمد صبحى وزيراً للتعليم.
ويبدو أن السبب وراء هذه الحملة هو الأنشطة الاجتماعية للفنان محمد صبحى، التى يلمسها القاصى والدانى، من خلال رئاسته لمؤسسة «معاً لتطوير العشوائيات»، حيث قام بمشروع لتطوير المناطق العشوائية، يستهدف فى مرحلته الأولى بناء 5300 وحدة سكنية، بتكلفة إجمالية مقدارها 480 مليون جنيه، ويستفيد منه سكان ستة من المناطق العشوائية، ويضم مجمع مدارس وسينما ومسرح. وقد بدأ هذا المشروع فى الثانى عشر من مايو سنة 2011م، حيث تحرك الفنان الكبير ومجموعة من محبى مصر لإطلاق حملة تبرعات من أجل إنقاذ سكان الأحياء العشوائية، قام بالعديد من الرحلات العربية والخليجية لدعوة المصريين بالخارج للتبرع من أجل إنقاذ سكان العشوائيات.
وتكمن أهمية هذا المشروع فيما تمثله العشوائيات من خطورة على الأمن القومى المصرى، بعدما أصبحت ملاذاً للخارجين على القانون وأصحاب الفكر المتطرف، الأمر الذى دفع الدولة المصرية إلى استحداث وزارة خاصة للتطوير الحضارى والعشوائيات (قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 189 لسنة 2014م بتشكيل حكومة إبراهيم محلب الثانية). وللتدليل على خطورة هذا المشكلة، يكفى أن نشير إلى أن بعض الأرقام الرسمية تقدر نسبة سكان العشوائيات بنحو 40% من السكان، أغلبهم فى محافظتى القاهرة والجيزة، وأن عدد المناطق العشوائية يبلغ 265 منطقة. ويقدر البعض حجم المبالغ التى تحتاجها الدولة للقضاء على مشكلة العشوائيات بنحو ثلاثمائة مليار جنيه. ومن هنا، تبرز ضرورة السعى الجاد من جانب كافة منظمات المجتمع المدنى والشخصيات العامة نحو إعادة تأهيل المناطق العشوائية ودمج أهالى هذه المناطق فى المجتمع بشكل عام.
وفى ذات الإطار، يمكن أن نشير إلى تجربة الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى فى العمل الاجتماعى، من خلال إنشاء ورعاية مؤسسة المسلمانى الخيرية، التى أطلقت مؤخراً مبادرة «أكفل مدرسة»، وتهدف إلى دعم المدارس الفقيرة وتهيئة منشآتها حتى تصل إلى المستوى المناسب لعملية تعليمية ناجحة. وتبرز أهمية هذه المبادرة فى ضوء التصريحات الصادرة مؤخراً عن وزير التربية والتعليم، التى يؤكد فيها أن هناك كثافة طلابية عالية فى كثير من المدارس، موضحاً أن الوزارة تحتاج إلى 165 ألف فصل دراسى جديد للقضاء على الكثافة الطلابية.
فى المقابل، تعرض الفنان محمد رمضان مؤخراً لانتقادات لاذعة عبر مواقع التواصل الاجتماعى بسبب نشره صورة تظهره وهو يشترى سيارتين فارهتين من نوع «لامبورجينى أفتنادور» و«رولزرويس». فقد تسبب الثمن الباهظ للسيارتين فى استفزاز الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، لاسيما أن نشر الخبر يأتى فى خضم الأزمات المعيشية والحياتية التى تعيشها مصر. وإذا كنا لا ننكر على الفنان الشاب حقه فى شراء ما يشاء بأمواله الخاصة، إلا أنه ينبغى مراعاة مشاعر الكثير من الناس الذين لا يجدون قوت يومهم. بل إننا نتمنى أن يبادر هذا الممثل الشاب إلى القيام بدور مجتمعى تجاه أبناء وطنه، وأن يساهم فى التخفيف من معاناة البسطاء والمعوزين بدلاً من أن يتسبب فى استفزازهم بسلوكياته الاستهلاكية. كذلك ندعو الفنانين المصريين إلى الإحجام عن نشر أجورهم، حتى لا تسبب الأرقام الفلكية التى يتقاضونها فى استفزاز الفقراء وإيذاء مشاعرهم.
وربما يكون من الملائم أيضاً أن نشير إلى مسابقات ملكات الجمال فى مصر، والتى يقتصر دورها على مجرد تزويد شاشات السينما ببعض البطلات، دون أن نلمس أى دور مجتمعى لمن يقع عليهن الاختيار كملكات للجمال، وذلك بخلاف الحال فى معظم دول العالم.
إن المشاكل الجمة التى تعانى منها مصر تحتاج فى علاجها والقضاء عليها إلى تكاتف كل فئات الشعب القادرة وتعاونها الفعال، فلا يجوز ترك الحكومة بمفردها فى مواجهة الأوضاع الصعبة التى تعانى منها مصر فى الوقت الحالى.. والله من وراء القصد.