مركز أمنى تركى يُقدّم لـ«الإخوان» روشتة «تنفيذ العمليات الإرهابية»
كمائن ثابتة ومتحركة لقوات الشرطة لعودة الانضباط للشارع «صورة أرشيفية»
حصلت «الوطن» على تقرير الدورة التى عقدتها وحدة «الدعم الفنى» بمركز الدراسات الأمنية فى تركيا، بعنوان «الرصد الميدانى للأهداف الثابتة للتعامل مع الجيش والشرطة وكيفية رصد القوات واغتيالها».
وشمل البند الأول من التقرير، تحت مسمى «الإعداد الأمنى قبل الرصد»، البحث الإلكترونى، حيث يتم التزوّد المعرفى والمعلوماتى عن الهدف، عن طريق البحث على المواقع الإلكترونية والمحركات البحثية والموقع الإلكترونى للهدف وصفحته على «فيس بوك»، والبحث عن مكانه ودراسة محيطه الجغرافى، عن طريق خدمات الخرائط الإلكترونية «Google Earth» و«Wikimapia».
«التنكُّر الجيد» بلبس نظارة وكاب وتغيير تسريحة الرأس ووضع اللحية والشارب أوقات الرصد والتخلص من الملابس بعد العملية
وأكدت الدورة التركية على التغطية الأمنية للنزول إلى منطقة الهدف بأنه «من الأفضل أن يصطحب من يقوم بعملية الرصد أوراقاً عادية تُثبت ذهابه إلى مكان التغطية الأمنية، وفى حال الإيقاف الأمنى أو سؤال حراس الهدف أو أحد بوابى المنطقة عن سبب التجول فى المكان، يكون الرد بأنه ذاهب إلى عيادة الدكتور فلان، إذا كان الهدف قريباً من عيادات طبية ويضاف إليها عبارات عن صحة الوالد والوالدة وخلافه، إضافة إلى اصطحاب أوراق علاجية كعامل أمان مساعد، ولو كان الهدف قريباً من مراكز تدريبية تكون الإجابة «رايح آخد كورس إنجليزى»، مع اصطحاب كشكول سلك جديد أو قديم به كلام باللغة الإنجليزية، وكذلك جهاز المحمول يتم تفريغه من أى بيانات وإخفاء جميع الملفات المهمة على الموبايل باستخدام برنامج «Audio manager»، علاوة على إخفاء جميع التطبيقات المهمة من الموبايل، باستخدام اختيار موجود فى بعض نُسخ الآندرويد «Hide application»، وسحب الشريحة والبطارية من الموبايل وإغلاقه حتى إنهاء المهمة، والابتعاد عن محيط الهدف»، ويكون الرد على «التغطية الأمنية حال الإيقاف والتحرى الأمنى بأن «الموبايل فصل شحن وشيلت البطارية، وحاولت أفتحه ومافتحش»، والمهم أن يكون الرد بثبات وثقة.
ودعا المركز فى دراسته إلى «التنكُّر الجيد»، من خلال تمويه الوجه بلبس نظارة وكاب، وتغيير تسريحة الرأس فترات الرصد، وتغيير وضع اللحية والشارب أوقات النزول بشكل طبيعى أو بلصق لحية أو شارب صناعى، وشراء ملابس جديدة، ويتم التخلص الفورى منها بعد إنهاء المهمة، والتركيز على خصوصية الأيام «القاهرة الكبرى نموذجاً».
«الرصد الميدانى» بالتعرُّف على عنوان الشخصيات المرصودة وطريقة الوصول المعتادة وآلية دخول المنشآت ومواعيد فتحها وغلقها
وقدّمت الدورة نصائحها فى البند الثانى بعنوان «الرصد الميدانى»، وتشمل رصد الهدف بالتعرُّف على العنوان وطريقة الوصول المعتادة، وأماكن بوابات المنشأة وعددها، مواعيد فتح وغلق المنشأة وأيام الإجازات، وأسماء مُلاك ومسئولى المنشأة لو كانت خاصة، وشكل وهيئة الهدف من الداخل ومتوسط العدد الموجود داخل المنشأة، وتحديد آلية دخول المنشأة «عادى، بطاقات تحقيق الشخصية، كارنيهات المنشأة»، وتحديد أوقات «ذروة الازدحام، وقلة الوجود، وانعدام الوجود» داخل المنشأة وعلى الأبواب، وفى نقاط التنفيذ المقترحة، ولو الهدف أجنبى «شركة أجنبية، سفارة، قنصلية» لا بد من معرفة مواعيد دخول وخروج الأجانب والأيام المخصّصة لهم، وطبيعة عملهم وأماكن مكاتبهم، وأهم الشخصيات الأجنبية الموجودة بالهدف، وكذلك دراسة محيط الهدف، وطبيعة المنطقة «مدينة، ريفية، شعبية، تجارية، سياحية، سكنية»، ومرور السيارات برصد أوقات ذروة وسيولة المرور، ورصد أوقات كثافة وهدوء حركة المنشأة، وتحديد أبرز النقاط المهمة بمحيط الهدف والمسافة بين كل نقطة والهدف، ومدى الإمكانية الأمنية للجلوس الطويل فى أماكن الانتظار «المقاهى، الكافيهات، مراكز الإنترنت، محطة الأوتوبيس»، والمواصلات العامة «موقف أوتوبيس، محطة مترو، خط ترام، محطة قطار»، وأماكن التجمعات العامة «جامعة، مدرسة، مستشفى، محكمة، ميدان عام»، والحراسة والوضع الأمنى بتحديد أقرب النقاط الأمنية «قسم، نقطة شرطة، كمين ثابت أو متحرك، وحدة مرورية، عسكرى مرور.. إلخ»، والتفتيش على الأبواب «ذاتى، بوابة إلكترونية، عصا إلكترونية»، ومدى دقة التفتيش مع «الذكور، الإناث، الحقائب»، والحراسة الداخلية «العدد، التسليح، الرتب الأمنية، الزى.. إلخ»، والحراسة الخارجية «العدد، التسليح، الرتب الأمنية، الزى، المركبات.. إلخ»، وأوقات تشديد الحراسة وتخفيفها فى الداخل والخارج، ومواعيد تغيير ورديات الحراسة، والاختلاف بين الورديات، من حيث عدد الأفراد والمركبات ومستوى التسليح.
«سيناريوهات التنفيذ»: لا يصح كتابة تقرير دون اقتراح سيناريوهات تنفيذ تختار منها غرفة العمليات الأنسب من حيث التوقيت والنقاط وأسلوب التعامل وخطوط السير.. والتواصل بين الفريق المنفذ يجب أن يكون إلكترونياً فقط
وكذلك رصد كاميرات المراقبة دون النظر إليها بتوجيه الوجه لأسفل مع توجيه العين إلى أعلى، ورصد أماكن الكاميرات داخل المنشأة وأعدادها وتحديد اتجاهاتها، ورصد أماكن الكاميرات خارج المنشأة «البوابات أو السور» وأعدادها وتحديد اتجاهاتها، ورصد الكاميرات الموجودة على طول الشارع فى محيط 250 متراً من جميع الاتجاهات، للمساهمة فى تحديد خطوات ذهاب وانسحاب المنفذين بعيداً عن مرمى الكاميرات، ورصد كاميرات إشارات المرور وأبراج الرادار الموجودة فى الطرق المتجهة إلى الهدف.
وشملت دورة الرصد الميدانى كذلك عمل رسم كروكى للهدف ومحيطه ونقاط التنفيذ المقترحة وخطوط سير الذهاب والانسحاب، وعمل خريطة إلكترونية للهدف مع تمييز الهدف بلون مختلف، وعمل أسهم خضراء لخط سير الوصول وأسهم حمراء لخط سير الانسحاب على الخرائط الإلكترونية أو الرسم الكروكى، وعمل قصاصات للخرائط فى حالة الاعتماد على «screenshot» من الموبايل.
وشدّدت الدورة على ضرورة التصوير باستخدام موبايل عالى الجودة يكون مخصصاً للتصوير فقط، وعدم وضع شريحة مطلقاً فى الهاتف وعدم استخدامه فى أى تواصل إلكترونى أو بلوتوث، والتصوير باستخدام برنامج للتصوير الخفى مع التدريب المتكرّر على استخدامه بوضع منضبط حتى أداة التصوير والهاتف على الأذن، كأن من يصور على اتصال مع شخص بحيث يكون الفيديو بوضعية جيدة، وتصوير «سور الهدف ومحيطه والواجهة والبوابات واللافتة والحراسة الخارجية والحواجز المرورية والكاميرات، وتصوير الهدف من الداخل إن أمكن، مع التركيز على نقاط التنفيذ المقترحة»، وعند التصوير من الخارج يجب الابتعاد عن سور الهدف، لأن الغرض ليس شكل المنشأة، لكن شكله بحراسته وكاميراته والمنطقة المحيطة، والأنسب تصوير المبنى من الناحية المقابلة له، وكذلك تحديد النقاط المهمة على الصور بلون مختلف.
تحديد أقرب النقاط الأمنية للهدف وطريقة التفتيش على الأبواب ودقته والحراسة الداخلية والخارجية وأوقات تشديدها وتخفيفها وتغيير الورديات.. وإذا تطلب الرصد مخاطرة أمنية فالتأجيل أو الإلغاء أفضل الحلول
وعن سيناريوهات التنفيذ، توضّح الدورة أنه «لا يصح كتابة تقرير دون اقتراح سيناريوهات للتنفيذ تختار من بينها غرفة العلميات السيناريو الأنسب للتنفيذ والتفكير فى سيناريوهات التنفيذ يُعتبر الأمر الأكثر أهمية عن رصد الهدف، كذلك رفع واقع الإمكانية الفنية للتنفيذ داخل المنشأة وخارجها، بما لا يؤذى المدنيين، والتعرّف على الإمكانيات الفنية لفريق التنفيذ لإعداد سيناريوهات واقعية، ومنها توقيت التنفيذ المقترح، ونقاط التنفيذ وتحديد أنسب الأماكن لتنفيذ العملية، ونقاط رصد الأماكن المقترحة لتمركز أفراد الرصد يوم التنفيذ، وأسلوب التعامل مع الهدف (قنبلة صوتية، عبوة مفخّخة، مركبة مفخّخة، أسلحة خفيفة، أسلحة متوسطة)، والأسوار (الارتفاعات التقريبية والمسافة التقديرية بين السور والمنشأة، وأنسب وأقرب الأماكن لزرع العبوات، وركن المركبات وتحديد المسافة بين الركن وأقرب مكان لركن المركبات، وكذلك تحديد أنسب وأقرب الأماكن لركن المفخّخات، وتحديد خطوط السير الآمنة المقترحة للوصول إلى الهدف قبل التنفيذ، وخطوط السير الآمنة للانسحاب بعد التنفيذ)، وكيفية الانسحاب (سير على الأقدام، مواصلات عامة) ويُفضل الابتعاد عن المترو تجنّباً للعائق الأمنى فى ما بعد، بسبب رصد الكاميرات، كذلك يجب إبعاد خطوط السير عن مرمى الكاميرات حتى لو تطلب الأمر وقف سيارة المُنفذ قبل الهدف بمئات الأمتار وإكمال السير مشياً».
وشملت الدورة إعداد التقرير الفنى للهدف، وأوصت بتسجيل جميع ملاحظات الرصد فى الذهن، وليس أى أوراق أو الحاسب أو المحمول، كذلك تسجيل الملاحظات يجب أن يكون على ملفات مشفّرة، والتنسيق الجيد للتقرير، وتجنُّب الأخطاء النحوية، فتقارير الرصد عن الأهداف المهمة التى تتم متابعتها يومياً لعدة أيام، يجب أن تكون تقارير يومية منفصلة عن بعضها، وليس كتابة تقرير اليوم كتحديث وتعديل لتقرير أمس، إضافة إلى التحديث اليومى للتقرير النهائى الشامل، وعلى الراصد فى كل نزول ميدانى يكون كأنه أول مرة يرصد فيها الهدف، ويكتب كل ما شاهد، سواء كان قديماً أو جديداً، لتحديد المعلومات المؤكدة من المعلومات العابرة، لدراسة إمكانية تكرار المشاهدات المذكورة فى التقرير أو تغيُّرها يوم التنفيذ.
وحث تقرير الدورة على رصد الحركة بعد التنفيذ، من خلال تحليل حركة عناصر وزارة الداخلية، ومعرفة وفهم وتحليل حركة الشرطة فى الوصول إلى مكان العملية وخط سيرها، وتحليل حجم أول قوة شرطية ومدى سرعة وصولها، وتحليل تصرفاتها من حيث شدة الاهتمام (وصول رُتب أمنية عالية من عدمه)، وحذر وحيطة القوات الأمنية ومدى تأهبها لعملية أخرى فى المكان نفسه أو محيطه، ومعرفة كيفية تعاملها مع المارة ورواد الكافيهات فى محيط المكان «توقيف، تفتيش، اشتباه، وتعاملها مع الهدف نفسه، والمسافات التى تخظر الدخول إليها مثل منطقة حواجز الكردون، ووصول القوة الأمنية على مرات أم دفعة واحدة، ونوعية القوة (مباحث، أمن وطنى، مفرقعات) وأولهم فى الوصول، وكذلك وجود سيارات كاشفة للمفرقعات أم لا، وفى حال اشتمال سيناريو العملية على وجود عبوة أخرى بعد التنفيذ الأول، فيجب رصد النطاق الجغرافى للسيارات على كشف العبوات، وتعامل المواطنين معها والمسافة الفاصلة بين المواطنين والعبوة، ومسافة الكردون الأمنى حولها، ومدى اهتمام الداخلية بها (سرعة التحرك لها، الرتب الأمنية التى ستذهب إلى مكان العبوة).
كذلك أوصت الدورة بتحليل سلوك العامة، من خلال تعامل الأشخاص مع الحادث (قادمين إلى المكان أم مبتعدين عنه خوفاً من التضرر أو من الأمن)، وقياس سلوك الأفراد ورد فعلهم (رضا، استياء، خوف، لامبالاة)، وسلوك الموجودين فى محيط المكان (شك كل واحد بالآخر، تبليغ شخص عن مشتبه به)، وتعامل الناس من المدنيين غير الإعلاميين الذين يصورون الحادث بهواتفهم المحمولة، وكذلك تحديد فوائد رصد الحركة بعد التنفيذ، وإمكانية تنفيذ عمليات متزامنة أو متتابعة فى المحيط نفسه بعد معرفة مدى المسافة والمحيط المكانى الذى تكتشف خلاله عربية المفرقعات عن العبوات والسلاح والرصاص، وإمكانية استهداف الرتب الأمنية الموجودة بالمكان، واستهداف القوة الأمنية المقبلة إلى المكان، واستهداف سيارة المفرقعات، والتوثيق الإعلامى، بما يخدم لجان الإعلام والتنفيذ والرصد، وتتبّع بعض الرتب الأمنية والمراسلين لمعرفة بيوتهم أو مقار عملهم.
ووضع التقرير ملاحظات تشمل أن «العامل الأمنى» مقدم على أى شىء، فلو تطلب الاقتراب من أماكن معينة لرصدها أو تصويرها مخاطرة أمنية كبيرة، فمن الواجب عدم المخاطرة بذلك، وكذلك الرصد يجب أن يكون فى أوقات مختلفة مع التركيز على أوقات التنفيذ المقترحة، ويتم قبل فتح المنشأة حتى بعد إغلاقها لمعرفة ماهية آخر مجموعة تخرج منها وموعد خروجهم، وإمكانية استمرار خروجهم فى التوقيت نفسه يومياً، ولا ينبغى أن يعمل راصد واحد للكثير من الأهداف فى اليوم نفسه، وذلك لزيادة المخاطرة الأمنية، إضافة إلى قلة تركيز الراصد، مما يُقلل جودة تقارير الرصد، وإذا استدعى الأمر وجود أكثر من راصد للهدف، فلا بد من متابعة نزولهم باللحظة، لعدم وجود أكثر من راصد فى مكان الهدف فى الوقت نفسه، ويُفضّل إيجاد فاصل زمنى ولو بسيط بين فترتى الرصد، وفى حال الهدف الذى يتطلب فريق رصد، فتواصل الفريق يكون مع منسقه، ولا يتواصل مع بعضه إلا إذا استدعى الأمر، ويكون التواصل إلكترونياً فقط، وتواصل الرصد مع التنفيذ يكون عبر وسيط من الغرفة من الخارج، أو من الداخل ويتواصل إلكترونياً فقط.