الكونجرس الأمريكى يقر قانون العدالة ضد الإرهاب.. يعنى إيه؟
يعنى قانون يتيح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 مقاضاة دول ينتمى إليها المهاجمون.. والموضوع تم بطريقة جديدة شوية.. الأول أوباما قال: مش موافق وهستعمل الفيتو ضد مجلس النواب.. وبالفعل استعمل حقه الدستورى، ثم تم التصويت ضد الفيتو الرئاسى فى الكونجرس ومجلس الشيوخ الاثنين.. وهكذا سيصبح قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب سارياً، وسوف يطبق أول ما يطبق على السعودية. هل هى تمثيلية تلك التى تمت حتى يتسنى لأوباما أن يغسل يديه من ذنوب سوف يتم ارتكابها فى أيام الرئيس المقبل؟. وربما تكون حقيقية على أساس أن أوباما يقضى أيامه الأخيرة، ويا ريت يشيل القانون بعد أن يرفض. وأهوه كده ولا كده سيكون على أولويات أجندة الرئيس المقبل.. مش مهم. النتيجة واحدة، وهى أن البلطجى الأعظم والفتوة الأوحد سايق فيها وطايح فى العالم على عينك يا تاجر. عموماً الحقيقة تقول إن مسلسل الربيع العربى لم ينته بعد، والمتوقع أن تكون السعودية هى الضحية المقبلة لأن المطلوب تقسيمها بعد أن تم استبدال الحليف القديم بإيران «الشجيجة» وإطلاق يدها فى العراق وسوريا ولبنان واليمن وربما الخليج العربى وشمال شرق السعودية فى القريب العاجل. ولكن، إذا كان العطاء الجديد قد تم إرساؤه على إيران، خاصة بعد التقارب السعودى الروسى الصينى، وإذا كان فعلاً حادث ضرب البرجين من تصميم وتنفيذ عناصر سعودية، فلماذا تم ضرب العراق وتخريبه وتفكيكه بحجة وهم السلاح النووى الذى ثبت كذبه، ولماذا تم تدمير أفغانستان وتسويتها بالأرض، وهل يصح أن توقع عقوبة جريمة على ثلاث دول اثنتين منها بالتدمير والثالثة بالإفلاس رغم أنه لم يثبت على أى واحدة منها رعاية الإرهاب أو تمويله.. وماذا سوف يفعل هذا الكونجرس لو أن البرلمان العراقى أقرّ قانوناً مماثلاً ضد الدول مخترعة الإرهاب وأفعالها أكيدة وليس فيها أى شك أو احتمال، وماذا لو تم مقاضاة الأمريكان من أقارب أكثر من مليون قتيل ومثلهم من المصابين والمشردين.. وماذا عن ضحايا سجن أبوغريب الذين مورس عليهم أبشع أنواع التعذيب وأشدها سفالة، والصور كلها موجودة عند الأمريكان، وماذا عن ضحايا جوانتانامو الذين تم اعتقالهم دون محاكمات ووضعهم فى أقفاص حديدية مكبلين كالحيوانات.. وماذا إذا وجد برلمان فى ليبيا وأقرّ قانوناً مماثلاً وطلب أقارب آلاف الليبيين مقاضاة حلف الناتو على الذين قُتلوا تحت نيران غاراتهم الديمقراطية المتحضرة، ومن يعوضهم عن تدمير بلادهم وسرقة بترولهم، وهو أيضاً حادث أكيد وليس فيه أى شك.. وماذا لو طلب البرلمان السورى مقاضاة الأمريكان على تدمير بلادهم وتزويد الدواعش بالسلاح الأمريكى والدولارات الأمريكية، وماذا عن ضرب الجيش السورى نفسه مؤخراً ثم الاعتذار عن النيران الصديقة، وماذا لو قرر البرلمان المصرى مقاضاة الست هيلارى شخصياً واتهامها بأنها موّلت الإرهاب الإخوانى بالمليارات التى قالت عنها إنها صُرفت علينا لتدعيم الديمقراطية وخراب بلادنا.. وماذا لو هبّت الجامعة العربية وطلبت مقاضاة إسرائيل على مذابح الشعب الفلسطينى بداية من «دير ياسين» وحتى «جنين» و«غزة» مروراً «بصابرا وشاتيلا»، وماذا لو فاجأ البرلمان اليابانى العالم وقاضى الولايات المتحدة على ضحايا هيروشيما وناجازاكى، والحادثة أيضاً حقيقية وموثقة، وما زال ضحايا الإشعاع موجودين إلى يومنا هذا، وهل من دواعى حبكة التمثيلية أن يصرّح وزير الدفاع الأمريكى بأن هذا القانون سوف يفسح المجال لدول أخرى لمقاضاة أمريكيين بسبب أعمال خارجية تلقت الدعم من واشنطن وأن يصرّح أوباما بأن القانون يضر بالمصالح الأمريكية ويقوض مبدأ الحصانة السيادية، وسيكون له تأثير سلبى على الأمن القومى للولايات المتحدة؟!
أعتقد أن الأمر يهدف لأحد أمرين، الأول هو التحرش بالمملكة السعودية وابتزازها لسرقة أموالها ونفطها لأن المبلغ المقدر دفعه كتعويضات يتجاوز التريليون دولار، والثانى أن يكون هذا التحرش بداية لحرب عالمية ثالثة تعبر الدول العربية إلى المعسكر الشرقى وتدمر العالم.
ما هذا الجنون والكذب المفضوح؟؟.. هل هو الغرور الذى أصاب الفتوة الأوحد والبلطجى الأول، والذى غالباً ما يجعل صاحبه عرضة للهزيمة من أقل الأعداء وأضعفهم، وما أكثرهم.. وماذا لو كشف أحدهم فجأة عن أن تفجيرات البرجين هى من تأليف وإخراج وإنتاج وتصوير الأمريكان ذات نفسهم؟؟.. يا سلاااام.. أشوف فيهم يوم بتوع العدالة ضد الإرهاب وأصحاب توكيل الإرهاب فى نفس الوقت.