إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر:
تفضلاً احتمل كلامى إن كرهته، فإن من ورائه خيراً للأزهر، وإن قالوا لك عكس ذلك، وما زلت أطلق قلمى بما خرست عنه ألسنة المحيطين بك، ذلك أنه قد أحاط بك رجال غير أمناء، فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه، فإنهم لم يألوا الأمانة إلا تضييعاً، وأنت مسئول عما يفعلون، وهم ليسوا مسئولين عما تفعل، ومقالى هذا يكشف لك كيف أن المحيطين بالشيخ يتلاعبون به، ذلك أن العدد الأخير من مجلة الأزهر الصادر فى المحرم 1438هـ/ أكتوبر 2016، الجزء1، السنة 90، فيه خدمتان جليلتان لتيارات التطرف.
أولاً- فى ص15 نشروا كلمة شيخ الأزهر فى مؤتمر «أهل السنة والجماعة»، بالشيشان، لكنهم تلاعبوا فى العنوان بطريقة غير أخلاقية، حيث عمدوا إلى وضع عنوان للكلمة ملتبس ومغاير للواقع وكاذب، يدعمون بفعلتهم هذه قول تيارات التطرف بأن الأزهر تبرأ من مؤتمر الشيشان، حيث جعلوا عنوان الكلمة: (كلمة الإمام الأكبر على هامش زيارته لجمهورية الشيشان لتفقد أحوال المسلمين فى القوقاز)!! وهو ما سبق أن صرح به أحد قيادات المشيخة من أن الشيخ لم يذهب للمؤتمر، بل ذهب لتفقد أحوال المسلمين فى الشيشان!! وهذا قمة الكذب والتدليس على الشيخ والمجتمع، وإهانة فى التنصل من مؤتمر لم يتنصل منه الإمام الأكبر نفسه، ولم يزعم أنه كان فى الشيشان لتفقد أحوال المسلمين، إلا إذا كانوا يقصدون تفقد أحوال المسلمين المشاركين فى المؤتمر!!
والعجيب أنهم فى أخبار الأزهر فى نفس العدد ص214، جعلوا عنوان الخبر: (الإمام الأكبر فى القوقاز لتفقد أحوال المسلمين)، وتحته نسوا فكتبوا: (توجه الإمام الأكبر إلى الشيشان لحضور مؤتمر «من هم أهل السنة والجماعة»)، وبالتالى فالعنوان مناقض للمضمون، بما يعنى أن شخصاً نافذاً بالمشيخة أمر إدارة المجلة بتغيير العناوين، لكنه نسى تغيير المضمون.
ثانياً-1- نشرت المجلة ص180 مقالاً عن الشيخ «أحمد شاكر»، وهو بحق من كبار علماء الحديث بالأزهر، لكن الوهابيين استطاعوا أن يجعلوه رمزاً لهم، فلماذا نشروا هذا المقال بالذات لا سيما بعد مؤتمر الشيشان الرافض للوهابية؟
2- ذكر هذا المقال «السيوطى» و«العراقى» و«ابن حجر» دون ألقاب!! لكنه ذكر محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابية بلقب: (شيخ الإسلام) ثلاث مرات، وبالتالى فإن شيخ الأزهر يقرر فى كلمته بالشيشان ص21 من المجلة أن: (المذهب الأشعرى هو عرض أمين لعقائد السلف، والأشعرى مناضل عما كان عليه صحابة رسول الله، ولا يكفر أحداً) ثم نجدهم فى ص180 يجعلون ابن عبدالوهاب شيخاً للإسلام ثلاث مرات، رغم أن ابن عبدالوهاب حكم على أتباع العقيدة الأشعرية (التى يدافع عنها الطيب) بالضلال، وأخرجهم من التوحيد؟! إذن فإن المعتقد الأشعرى الذى أعلنه شيخ الأزهر للأمة فى ص21 تم إبطاله وتضليله بمقال فى ص180.
3- للشيخ «شاكر» مقال مهم أحدث دوياً فى الأوساط الدينية عند نشره عام 1954م، عنوانه: «الإيمان قيد الفتك»، كان بمثابة صيحة تحذير مبكرة من جماعة الإخوان، ووصفهم فيه بأنهم خوارج العصر، ومع ذلك لم نجد أى إشارة لهذا المقال عند الحديث عن إنتاج الشيخ «شاكر»!!
والخلاصة: أن هذا العدد فيه خيانة لمنهج الأزهر وشيخه؟ وأن يد «السليْمانى» الجزائرى المقرب من التنظيم الدولى للإخوان واضحة فيه، لكن هل اكتفوا بهذا؟ لا.. لقد أصدروا كتاباً(حديثاً) باسم الأزهر، وصفوا فيه أكبر تكفيرى إخوانى بأنه: (من عظماء مفكرى مصر)، وأنه: (وقف أمام تزييف الوعى، وتسطيح العقول)، وهذا ما أتناوله فى المقال المقبل بإذن الله.