ناجح إبراهيم: سيقدم تنازلات.. وخائف من ثنائية «المرشد والرئيس»
أرجع الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، تأييد الجماعة الدكتور محمد مرسى إلى كونه مرشحا إسلاميا، ولأن منافسه من رموز النظام السابق، وقال: «لم يُعد أمامنا سواه»، لكنه فى الوقت نفسه أبدى تخوفه من تدخل جماعة الإخوان فى عمل الرئيس القادم، موضحا أن «مرسى» سيقدم تنازلات كبيرة، حال فوزه، لأجهزة الأمن والجيش. «إبراهيم» عبر عن مخاوفه فى حواره التالى مع «الوطن»:
* لماذا أعلنت تأييدك مرسى؟
- لأنه مدنى أولا، وإسلامى وسطى ثانيا، كما أنه ينافس الفريق أحمد شفيق، الرجل العسكرى الذى يُعد جزءا أصيلا من النظام السابق، أى أنه لا خيار أمامنا سوى مرسى.
* كيف تقيم المرشحَيْن على الساحة؟
- ليسا الأفضل، لكنهما الموجودان أمامنا، وهناك من هم أكفأ منهما، لكن لا يملكون الأموال اللازمة للترشح.
* كيف ترى شكل الدولة إذا فاز مرشح الإخوان؟
- لا أتوقع أى تغيير، سيستمر النظام الرئاسى وليس البرلمانى، وستتركز معظم السلطات فى يد الرئيس، بشأن حقه فى حل البرلمان وتشكيل الحكومة، لكن الإضافة الوحيدة ستكون اعتماده على الأقباط والليبراليين فى مناصب قيادية، وربما يصل الأمر إلى تعيينهم مساعدين ومستشارين، وأتوقع أن يكون منهم الدكتور رفيق حبيب، عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة.
* وكيف تتوقع علاقة «مرسى» بباقى أجهزة الدولة؟
- سيتلافى الصدام مع الجيش والأجهزة الأمنية، وسينفذ كل طلباتهم، كما أنه سيبتعد عن الصدام مع الغرب وإسرائيل.
* وماذا بشأن المخاوف من إضفاء صبغة إسلامية على كل مرافق الدولة؟
- أعتقد أنه أذكى من هذا، وسيمنح قدرا كبيرا من الحريات للجميع، وأتصور أنه لن يجعلها دولة دينية، بل مدنية.
* هل هذا يعنى أننا أمام رئيس دون تحديات؟
- إطلاقا.. لكن التحديات الكبرى ستأتى من الخارج، كالصدام مع الغرب، فلن يعطوه الفرصة لبناء دولة إسلامية كبرى تضم سوريا والأردن، مثلما كان يحلم عبدالناصر، وسيفرضون عليه حصارا اقتصاديا وسياسيا، بعكس التحديات الداخلية التى سيتغلب عليها سريعا بذكاء.
* فى رأيك، كيف سيواجه التحديات الخارجية؟
- سيقدم كثيرا من التنازلات، ولن يدخل فى صدام مع أمريكا وإسرائيل، وفى المقابل لن تصمت الدول الخارجية، بل ستؤلب الجبهة الداخلية عليه وتحاصره المشاكل من كل ناحية.
* وماذا عن المخاوف من تحول مصر إلى إمارة إسلامية؟
- أنا متخوف من ثنائية «المرشد والرئيس» أو «الدولة والتنظيم»، وأخشى أن تدار الدولة من داخل الجماعة أو حزبها، فستكون هناك مشاكل كثيرة جدا حينما تفكر الجماعة فى ابتلاع الدولة، وهذا خطر؛ لأن مصالح الدول أكبر من الجماعات، وعلى «مرسى» إذا أصبح رئيسا أن يقود الدولة ولا يقدمها إلى الجماعة.
* وما الضمانات التى على مرسى تقديمها؟
- مطلوب منه التأكيد على أن الدولة لن تدار من داخل الجماعة، وألا ينتظر أمره من المرشد، باستثناء ضميره ومساعديه، وألا يتخذ قرارا إلا للمصلحة العامة.
* هل ترى أن إدارة الدولة يمكن أن تتعارض مع الجماعة؟
- الجماعات الدينية أساسها «الولاء والبراء الدينى»، لكن الدول قوامها «التوافق السياسى» بين مختلف الأطياف، كما أن مصالح الدول أوسع من الجماعة.
* لكن الأقباط والليبراليين يتخوفون من توجهات مرسى الدينية؟
- هذه تخوفات حقيقية وفى محلها، حتى إذا اعتقدنا أنها مُبالغ فيها، لكن رئيس الدولة هو رئيس للجميع، وليس لفصيل، وعليه أن يساوى بين الجميع وأن يكون معيار الكفاءة هو الفيصل فى كل الأمور.
* فى رأيك كيف سيتعامل مرسى مع رموز النظام السابق؟
- يجب أن يتعامل بالتسامح، وأن يقتدى بالرسول «صلى الله عليه وسلم»، فى عفوه عن أهل مكة، وعليه أيضا أن يتخذ من «مانديلا» قدوة، فبعد سجنه 27 عاما خرج ليقيم دولة ويحتوى الجميع.
* ما نصيحتك لمرسى فى تشكيل الحكومة؟
- أنصحه بخلع ردائه الحزبى، وتقديم التوافق الوطنى على مصلحة الإخوان، لأنه لن يقود مصر إلا بالولاء للشعب الذى اختاره، وعليه أن يبادر باحتواء الجميع.