دولة «شفيق»: إحياء لـ «عهد مبارك» مع تغيير بسيط فى الوجوه
تباينت آراء السياسيين حول الآليات التى يمكن أن يتبعها شفيق حال فوزه بالرئاسة. يؤكد البعض أن فوز الفريق بمثابة إعادة إحياء لنظام مبارك مع تغير طفيف فى الوجوه، فى حين يشدد آخرون على أنه طوق النجاة الأخير للدولة المدنية، فى مواجهة فصيل يسعى للهمينة على مصر باسم الدين.
«دولة النظام القديم».. الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، ملخصا دولة شفيق، مشيرا إلى أنه سيعيد إنتاج للنظام القديم ولكن بهيئة أكثر استقلالية بعض الشىء، حسب وصفه.
وأضاف: ستكون بلا أنياب وبلا آليات؛ فقدرته على بناء دولة المؤسسات ضعيفة للغاية، خاصة فى ظل حالة الانفصال بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مؤكدا أن معاناة المواطن البسيط ستزيد، فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فضلا عن موقفه من ملف قوى الثورة، الذى سيتعامل معه وفق طبيعة كل موقف.
ويرجح الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر لن تشهد تغيرات جذرية فى الحياة السياسية، وإنما ستتقبل التغيرات التى طرأت على الساحة، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، معتبرا أن دولة شفيق لن تشهد هيمنة فصيل سياسى معين، كما كان الحال خلال حكم مبارك؛ لأن شفيق لا يمتلك حزباً سياسياً، مضيفا: لا أعتقد أن يلجأ للاستقواء بأحد التيارات السياسية، بل سيعمل على كسب ود الجميع.
وأشار جاد إلى أن خطابه الأخير أظهر نوايا واضحة لكسب تعاطف القوى الثورية، تعطى ملامح لدولة الفريق؛ فهو يعلم جيدا أنه لا تمكن معاداة تلك القوى، حتى لا يخرجوا فى الميادين للمطالبة بإسقاطه، مؤكدا أن الشارع بات ذا أهمية كبرى عقب ثورة يناير.
ويتوقع جاد ألا يلجأ لآليات الصدام مع القوى الإسلامية، مضيفا: أعتقد أنه سيعتمد سياسات متوازنة فى التعامل مع الإسلاميين، لكن إذا لجأ البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية للتصعيد، فقد يلجأ لحله.
فى حين يرى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أن شفيق لا يمكنه الاستمرار فى منصب الرئيس -حال فوزه- دون دستور قائم على التوافق الوطنى، موضحاً أنه لن يستطيع المساس بالدولة المدنية، لكون الأغلبية التى شاركت فى الانتخابات الرئاسية اختارته من أجل «مدنية» الدولة. ويربط «عصفور» قوة الدولة المدنية بانتخاب برلمان بطريقة نزيهة، ودستور يحظى بالتوافق الشعبى، ويمثل كل فئات المجتمع، يدافع عن الأقلية ويكرس الحكم الديمقراطى الحقيقى.