عجوز حلوان.. اغتصاب وسرقة وقتل و«غموض»
فى منتصف سبتمبر، توجه الطفل «كريم» إلى الغرفة التى تسكن فيها جدته فى عزبة الوالدة بحلوان ومعه الأطعمة التى اشتراها والده.. وقف على باب الغرفة يطرق الباب بقوة وهو ينادى بصوت عالٍ على جدته «أسماء»، حتى حضر الجيران وبعد فشلهم فى فتح الباب، استعانوا بوالده «ماهر» الذى حطمه وعثر على والدته جثة هامدة.. أسرع إلى قسم شرطة حلوان وأبلغ المباحث وتبين أن الجانى المجهول اغتصب الضحية 88 سنة قبل أن يذبحها ويسرق 280 جنيهاً.
الجريمة مر عليها أكثر من 6 أشهر ولا يزال الجانى مجهولاً بالرغم من تشكيل فرق بحث للوقوف على الأدلة الفنية والخيوط الرفيعة التى تركها الجانى قبل هروبه تمهيداً لتحديد هويته والقبض عليه.
فريق البحث شاهد بعثرة فى محتويات الغرفة وآثار عنف على النافذة، وبالفحص تبين أن مرتكب الجريمة دخل من الشباك واغتصب المجنى عليها وذبحها وطعنها بـ7 طعنات فى الصدر والبطن ثم استولى على 280 جنيهاً.
الشرطة استدعت خبراء المعمل الجنائى للمعاينة ورفع البصمات من على النافذة للتوصل إلى المتهم لكن البصمات لم تكشف عن نتيجة.
المباحث فحصت عشرات المسجلين خطر والمشتبه فيهم الذين نفذوا العديد من جرائم السرقات والقتل والاغتصاب؛ لكنهم أنكروا تورطهم فى هذه الواقعة وأثبتوا عدم اشتراكهم فى هذه الجريمة من قريب أو بعيد.. انحصرت دائرة الاشتباه فى 6 أفراد وبعد 3 جلسات استجواب لهم أمام رجال المباحث، استمرت عدة ساعات تبددت الشكوك بعدما أثبت المشتبه فيهم أنهم كانوا خارج منطقة حلوان وقت وقوع الجريمة.
ابن الضحية، قال للمباحث إن والدته كانت تقيم بمفردها فى غرفة مجاورة لمنزله وأنه كان يرسل إليها نجله كريم، 11 سنة بالطعام بصفة مستمرة بعد أن أصرت على الإقامة بمفردها، حتى فوجئ يوم الواقعة باتصال من أحد جيرانها يخبره بأن نجله «كريم» يطرق باب غرفة جدته منذ أكثر من 10 دقائق ولم تجبه.
وشرح الابن أنه شعر بالقلق وأسرع إلى غرفة والدته، فوجد مجموعة من جيرانها أمام الباب وتمكن بمساعدتهم من كسر الباب، وفوجئ بوجود جثتها ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء ومجردة من ملابسها، فأسرع إلى قسم شرطة حلوان وحرر محضراً بالواقعة.
استدعى رجال المباحث، ماهر، عدة مرات إلى القسم لمعرفة علاقاته بالجيران للبحث عن خلافات قديمة بينه وبين جيرانه، لكنه قطع الطريق على المباحث، عندما أخبرهم بأن علاقته بأهله وجيرانه جيدة وليست بينهم خلافات قديمة أو حديثة.
تقارير الطب الشرعى لم تساعد المباحث فى الوصول إلى أى معلومات جديدة بعدما شرحت تفاصيل مقتل المجنى عليها وأكدت أنها فارقت الحياة بعدما تعرضت لطعنات سكين ذات نصل طويل، بحثت المباحث فى جميع محتويات الغرفة وصناديق القمامة القريبة من المنطقة عن السكين، فلم تعثر على شىء.
زاد غموض الجريمة بعد أن انتهت الأدلة الفنية التى استخدمتها النيابة وجهات التحقيق إلى لا شىء، لكن الأمل فى الوصول إلى المتهمين لم ينقطع لدى فريق البحث الذى بدأ فى وضع غرفة المجنى عليها تحت مراقبة أفراد الشرطة السريين.
اليأس تسرب إلى «ماهر»، نجل المجنى عليها، الذى بدأ البحث بنفسه وبمساعدة بعض معارفه وجيرانه عن قاتل والدته، واستعان بمجموعة من المسجلين خطر سرقات وعرض عليهم مبالغ مالية نظير مساعدته فى الوصول إلى القاتل، لكن محاولاته باءت بالفشل ولا يزال ينتظر اتصال أحد أفراد المباحث الذين طمأنوه بأن المتهم سيسقط قريباً.