خلايا التفكير: الخارطة الجديدة تفاصيلها مرعبة ولم تترك دولة على حدودها
«خرائط الفوضى فى الشرق الأوسط» ورقة بحثية لـ«نيك دانفورس»
من ضمن مميزات النظام السياسى الجدلى داخل الولايات المتحدة الأمريكية تنوع مصادر التأثير على صُنع القرار الأمريكى بين عناصر مؤسسية رسمية، وأخرى تدور فى فلك الفكر والرأى تنتج فى النهاية صورة واضحة المعالم لتوجه واشنطن تجاه الشرق الأوسط وبداخله المنطقة العربية، وفى القلب منها كل ما يخص مصر، باعتبارها الدولة المركزية صاحبة التأثير فى محيطها الجغرافى، ومن بين عناصر التأثير القوية على صناعة القرار الأمريكى نقف أمام منابع الفكر الأمريكى ومصانع الأفكار، وهى الدائرة الأكاديمية والفكرية والبحثية، أو بمعنى أدق خلايا التفكير المنتشرة فى جامعات ومراكز أبحاث الولايات المتحدة. كثير من السياسات الأمريكية الخاطئة، أو التى أثبتت فشلها تجاه الشرق الأوسط كانت فى الأصل جملة فى ورقة بحثية.. وفكرة طرحت فى ندوة وتبلورت فى ورشة عمل ووُثقت فى كتاب.. ودفعنا نحن ثمنها مرتين، الأولى بتجاهلنا أطروحات تتحدث عن مستقبلنا، والمرة الثانية عندما لم نستوعبها ونواجهها بأفكار وآراء مضادة تكشف عوار الرؤية التى تحولت إلى أمر واقع نعيشه. ومن هنا تأتى فكرة هذه الصفحة، وهذا الإصدار داخل جريدة «الوطن».. باختصار هى مباراة فكرية بين الشرق والغرب.. نرصد ما يُنشر ويتناول مصيرنا ونُقيم وجهات النظر المختلفة.. لكن ليس من موقع المتلقى.. بل ننطلق من أرضية الجدل.. فكل فكر لنا فيه قول وكل فكرة لنا فيها رأى.. والهدف أن نعرف ما يريد الآخر؟ وأن يفهم الآخر أبعاداً أخرى فى الصورة قد تكون غائبة عنه.. وهو ما سنُحاول تحقيقه من خلال رصدنا الأسبوعى لأهم الأوراق البحثية والإصدارات الأمريكية والغربية تجاه مصر والعالم العربى.