«السيسى»: «هناك فصيل بيستغل الشباب المنفعل عشان يعطل المسيرة»
«الخطيب» و«المستكاوى» أثناء جلسة «العنف فى الملاعب»
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن عودة الجماهير للملاعب لا تتوقف على الدولة فقط، ولكن على المجتمع المصرى أيضاً، لافتاً إلى أن نجاح تنظيم مباريات دون جمهور أفضل من أن تُقام مباراة بجمهور ويفشل التنظيم، مردفاً: «فى عام 2011 كان فيه نقاش داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن تنظيم المباريات، وكان رأى الناس زى رأى الشباب إن المباراة تعطى إيحاء عام بأن الأمور أفضل، ولكن كان ليا رأى مختلف.. نعمل مباراة من غير جمهور أحسن من إننا نعمل مباراة بجمهور وتفشل». جاء ذلك على هامش مشاركة الرئيس فى جلسة «دراسة مسببات العنف فى الملاعب وعودة الجماهير».
«السيسى»: «هناك فصيل بيستغل الشباب المنفعل عشان يعطل المسيرة»
وأضاف «الرئيس»: «فاكرين اللى حصل فى استاد القاهرة، والمواطن اللى نزل...»، ليرد المشاركون بالجلسة: «موقعة الجلابية»، ليقول الرئيس: «وكان رد فعله إيه.. اللى حصل الفترة اللى فاتت». وشدد «السيسى» على أن كل مشكلة يكون لها دائماً «مخرج»، لافتاً إلى أنه حينما تُطرح فكرة، وتوضع عوامل النجاح، يتم تطبيقها بشكل تدريجى، وتنجح.
وأكد الرئيس أن هناك «حد عايز دايماً يعطل مسيرة مصر»، مضيفاً: «أرجو إن كلامى مايتفهمش غلط.. أنا مبتكلمش على شباب منفعل، ولكن اللى بيستفيد من العناصر دى، وبيؤججها عشان يخرج»، موضحاً أنه «فصيل عايش جوانا». وتابع: «وأنا قاعد دلوقتى معاكم الناس كلها شايفانا، وشايفين إننا بنتكلم بشكل حضارى، ومحدش بيولع فى حد أو بيقتل فيه.. ولازم نقول إن مش بس الأمن فى مصر كويس، ولكن الناس كمان كويسة». ولفت إلى أن «المجتمع المصرى يريد عودة الجماهير فى الملاعب، ويجب أن نقول إن مصر دولة بها شباب، وأهل محافظين عليها»، مردفاً: «الشاب اللى رايح معاه والده يراعى إن أسرته معاه.. أكيد مش هيكون فيه تصرف غير سليم منه». واستطرد: «مش ممكن أنا بس اللى أبنى لوحدى أو وزارة الشباب أو الإعلام، ولكن المجتمع كله يجب أن يبنى، ويشارك فى عودة الجماهير للملاعب».
وأشار الرئيس إلى أن قطاع الرياضة فى مصر «بيعيش عليه ملايين»، موضحاً أنه «بعد أزمة السياحة التى يعمل بها هى الأخرى ملايين، والرياضة كذلك، لو شعر من فيها «إنهم مش عايشين كويس»، سيكون المجتمع «قابلاً للانفجار»، مشدداً على أن الدولة تقوم بـ«دورها وأكتر»، ويجب أيضاً أن يشارك المجتمع بدوره، وأكثر، لإننا مش عايزين «شغل تقليدى»، ولكن بتسارع مستمر. وقال الرئيس: «هل المجتمع يقبل ويشارك معانا؟.. بتحبوا مصر بجد؟»، ليرد الحضور: «أكيد يا ريس». وتابع: «فيه ناس جوانا مش حابّة مصر.. وبتشتغل بكل قوة عشان تهدم بلدها»، مشيراً إلى أن البلد حال حدوث ذلك لن تضار فئة دون أخرى، ولكن من يعيشون فيها جميعاً، مردفاً: «أنا مابخوفكوش لما بتكلم كده، ولكن لا تتخيلوا حجم ضبط النفس من الدولة تجاه أهلها من المصريين خلال العامين الماضيين».
وقال: «سبت كل واحد يعمل اللى هو عايزه عشان ماتتصعّدش حالة الاحتقان الموجودة بالمجتمع، وكان همنا تثبيت الدولة، وأركانها، والبحث عن الاستقرار مع الحرص على عدم تصعيد حالة الاحتقان».
وشدد الرئيس على ضرورة وجود دور مجتمعى فى إيجاد حل لعودة الجماهير للملاعب، مردفاً: «المجتمع لازم يوجد حل معانا لعودة الجماهير.. ولازم نستمع للعقل، والمنطق، والمتخصصين».
وأشاد «السيسى» بالعرض الذى قدمه المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، بشأن مشكلة عدم وجود جماهير، موضحاً أنه كان عرضاً عميقاً فى كل جوانبه، من حيث الشق الأمنى، والثقافى، والنفسى أيضاً.
وقبيل مغادرة الرئيس قاعة الجلسة تحدّث شاب وقال: «شباب الرياضيين، والأحزاب، والمجتمع المصرى بيكنّ ليك كل تقدير واحترام»، ليرد الرئيس: «شكراً».. فيما قال آخر: «شباب مصر بيحبوك يا ريس»، ليرد «السيسى»: «وأنا بحبكم جداً». كانت الجلسة قد أدارها الإعلامى إبراهيم فايق، بمشاركة شباب متحدثين عرضوا رؤيتهم عن الأزمة وكيفية حلها، والمهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، إضافة لنجم النادى الأهلى الأسبق محمود الخطيب، الذى لاقى ترحيباً حاراً من الحضور فور تقديم المشاركين، ومحمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، والناقد الرياضى حسن المستكاوى، وهيثم نبيل، رئيس تحرير أحد المواقع الرياضية الشهيرة.
واستُهلت الجلسة بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا «عنف الملاعب»، بحضور مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، وعدد من كبار رجال الدولة والشباب. وفى بداية الجلسة قال الدكتور محمد مسعد، أحد شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، إن الشباب المصرى يتساءل «إمتى الجماهير هترجع تانى؟.. عايزين نشجع مصر، والفريق اللى بنحبه»، مشدداً على أن الرياضة هى حالياً صناعة، وأمن قومى للبلاد، إضافة لكونها ترفيهاً، وشيئاً محبباً للغاية لشرائح مجتمعية مختلفة، ولا سيما الشباب.
وأضاف «مسعد»، خلال عرضه بجلسة دراسة مسببات العنف فى الملاعب وعودة الجماهير، أن مصر تمتلك العديد من نقاط القوة فى مسألة عودة الجماهير، من بينها وجود قاعدة جماهيرية كبيرة، ومنشآت، وبنية تحتية، إضافة للنجاح فى استقبال بطولات دولية متعددة، مع قاعدة قوية للإعلام الرياضى. ولفت إلى وجود عدد من نقاط الضعف، من بينها وجود روح عداء بين بعض المشجعين، إضافة للتصرفات السلبية لروابط التشجيع. وأضاف أن دخول تطبيقات الـ«G4»، إلى مصر، إضافة لفرص منتخب مصر الكبيرة للتأهل لكأس العالم المقبلة هى فرص لا بد من استغلالها فى دراسة سبل عودة الجماهير للملاعب.
أما إسلام إسماعيل، أحد شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، والذى تحدّث بالجلسة أيضاً، فأشار إلى أن عودة الجماهير تُعد إلزاماً على الدولة المصرية، وأن شباب البرنامج وضعوا خطتين، الأولى قصيرة المدى، والأخرى متوسطة وبعيدة المدى بشأن عودة الجماهير.
وأضاف «إسماعيل»، خلال كلمته بالجلسة، أن خطة شباب البرنامج الرئاسى تتركز على أن الدولة قادرة، ضارباً المثل بمركز شباب الجزيرة الذى يُعد مفخرة للرياضيين جميعاً، وجموع المصريين حالياً. أما «الخطيب» فطالب بأن يكون اللاعبون قدوة للجميع، ويجب أن يعلموا أن جميع المواطنين يشاهدونهم، فمن ثم «ماينفعش يتخانقوا مع زمايلهم ولا مع الحكَم».
وعن دور «الجماهير» فى عودتهم للمباريات، لفت إلى أنه شاهد بعينه تجربة جيدة للغاية لدى نادى «بايرن ميونخ» الألمانى، تركزت فى وجود إدارة خاصة بداخلهم للتنسيق مع الجماهير، موضحاً أن هذا النادى له 4197 رابطة لتشجيعه على مستوى العالم، مع وجود «كارنيه» خاص بكل عضو بهم للحصول على خصومات على تذاكر دخول المباريات، ومشتريات النادى.
أما المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، فقال إن 69% من سكان مصر سيكونون من الشباب بحلول عام 2020، وإنه لا بد من توعية النشء بالاحترام سواء لـ«الغالب أو المغلوب» لأن شبابنا فيه عدد لا يتقبل الهزيمة.
وأوضح أنه طالب الأمن بعودة الجماهير خلال 3 أشهر، مع تطبيق ضوابط النيابة العامة بشأن تأمين اللقاءات، ومن بينها رفع الأسوار، ووضع كاميرات مراقبة إلكترونية.
فيما قال وزير الشباب والرياضة إن الفترة من عام 2011 وحتى عام 2014 كانت فترة بها من السيولة والانفلات الكثير، وإن الشباب فقدوا قرابة 2 مليون فرصة عمل من السياحة، وإن الرياضة تدرّ عوائد على قرابة 2 إلى 3 ملايين رياضى، ومن ثم فإن إيقاف النشاط الرياضى كان «قراراً صعباً».