ليس عاراً أن تكون من أسرة ميسورة الحال، ورغم ذلك لا تملك إلا المياه فى «الثلاجة»، العار أن تكون متخماً بالثروة لكن نصيبك من الأخلاق والأدب والتربية «صفر»!.
ليس عيباً أن تكون رئيساً لدولة «فقيرة» تمر بأزمة اقتصادية، إذا كانت هذه الدولة صاحبة حضارة السبعة آلاف سنة، وصاحبة موكب «المحمل» الذى كان يخرج من مصر كل عام حاملاً «كسوة الكعبة»، منذ عهد المماليك حتى بداية عهد جمال عبدالناصر.. العيب أن تكون مثل «إياد مدنى» وهو «كائن» لا يعرف من صعوبة العمل العام، إلا ما كتبه فى تغريدة على «تويتر»، أى حقه فى أن: (يغمس أصابعه فى مرق، ويطارد نخاع عظمة، أو يشم جواربه)!!.
من حق «إياد مدنى» قطعاً أن يلعب فى منخاره أو يستبدل (المناديل الكلينكس) بغطرته، أو يحول «منظمة التعاون الإسلامى» إلى غطاء شرعى يتولى مهمة غسيل أموال الكيانات الإرهابية.. لأنه كان منكباً على التهام (الكبسة)، حين كان لمصر قوة عسكرية رئيسية من أبناء قواتنا المسلحة قوامها 35 ألف جندى، متمركزة فى «حفر الباطن» تدافع عن أمن الخليج كله، ضمن قوات التحالف فى حرب تحرير الكويت 1991، بعدما اجتاح «صدام حسين» الكويت وأوشك أن يلتهم دول الخليج العربى كلها!.
«مدنى» أصلاً لا يعرف شيئاً عن الوطنية، فالكائن (الرجولة صفة لا يستحقها)، الذى كان وزيراً للحج فى السعودية، سبق أن كفَّره مفتى السعودية السابق «عبدالعزيز بن باز»، وأصدر عليه حكماً بـ«الردّة والكفر»، أثناء إدارته لمؤسسة «عكاظ» بعد نشر إحدى كاتبات الصحيفة مقالاً عن قوامة الرجل.. وبغض النظر عن موقفى ضد تكفير أى شخص وموقفى تجاه أفكار «بن باز».. إلا أن السؤال: كيف انتخبته الدول الإسلامية، لمنصب أمين عام المنظمة إلا إذا كان «مجاملة» للسعودية، وهى الدولة التى يجب ألا يمثلها «سفيه» لا يعرف شيئاً عن قواعد «البروتوكول السياسى».
لم يخطئ «مدنى»، أو (متنى) فى ذكر اسم الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى»، بدلاً من اسم الرئيس التونسى (الباجى قايد السبسى).. حين استظرف فى مؤتمر «الإيسيسكو» وقال للرئيس التونسى: (إنه خطأ فاحش.. أنا متأكد إن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس).. لقد بيّت النية على ذلك، لغة الجسد وابتسامته البلهاء يؤكدان أنها ليست زلة لسان.
هذا المخرف الذى قرر أن يسخر من كلمات «رئيس مصر»، ظن للحظة أنه يرد لزعيم الخرفان المعزول «محمد مرسى» شيئاً من أفضاله عليه حين كان رئيساً لمصر ودشنه رئيساً للمنظمة 2013.. بصفته (إخوانى الهوى والهوية)، لكنه نسى أن الشعب المصرى العريق لن يقبل اعتذاره الذى قدمه خاضعاً ذليلاً.. وتفسيره لتطاوله على رئيس أكبر وأعظم دولة عربية بأنه على سبيل (المزاح والدعابة)!.
لقد فقد «مدنى» أهليته لتمثيل الشعب السعودى الذى دشن هاشتاج (إياد مدنى لا يمثلى)، وفقد أى مصداقية تؤهلة ليكون واجهة مشرفة لمنظمة التعاون الإسلامى.. وأثبت أنه «فاشل» أقصى ما يمكنه فعله هو تقديم «مادة سخيفة» لقنوات (الجزيرة ومكملين والشرق) وغيرها، لتشويه صورة مصر.
أو كما قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إن تصريحات «مدنى» (تؤثر بشكل جوهرى على نطاق عمله وقدرته على الاضطلاع بمهام منصبه، وهو الأمر الذى يدعو مصر لمراجعة موقفها إزاء التعامل مع سكرتارية المنظمة وأمينها العام).
لقد أدانت منظمة «الشعوب والبرلمانات العربية» تصريحاته، وطالبته بتقديم الاستقالة فوراً فى محاولة لاحتواء الموقف.
لكنه لا يملك من الشجاعة ما يجعله يستقيل، لأنه أصلاً لا يفهم معنى «القومية» بدليل أنه طبَّع مع الكيان الصهيونى.. حين زار المسجد الأقصى فى يناير من العام الماضى.
ليس هناك رد على سخافة «مدنى» أبلغ من كلام الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، العاهل السعودى، وهو يروى معاناته مع «الفقر» فى مقطع فيديو منشور على موقع «يوتيوب»، ويقول فيه الملك «سلمان» إن والده كان يأخذه مع أشقائه إلى السوق ويدخل بهم أحد المحلات ليشترى لهم الحلوى بالآجل (شكك) لأنه لم يكن لديه الإمكانات لشرائها، لافتاً إلى أنه كان ينتظر موسم الحج فى طفولته لكى يحصل على بعض الأطعمة والمشروبات التى يعجز عن تناولها فى منزله مثل «الآيس كريم» و«الكازوزا»!.
أما الرئيس «السيسى» فقد كان يقدم درساً فى الصبر والترفع للشباب ولفقراء مصر، ولا يعيب الرئيس أنه دمث الخلق عفيف اللسان.. لم يقل للأشقاء العرب كلمة إلا أن مصر «درع العرب» وحين يحتاجها العرب ستلبى (مسافة السكة).
ويكفيه فخراً أنه أكبر زعيم عربى، وأنه يقود دولة ذات ثقل حضارى وتنويرى فى تاريخ الإنسانية، دولة علَّمت وطبَّبت الأشقاء العرب ولم تمن عليها يوماً بدورها الذى نعتبره واجباً.
أما ثروتنا فلا يدرك قيمتها أمثال «مدنى» لأنها تثرى الإنسانية جميعاً، حفرناها بأيدينا «قناة السويس»، وبنيناها على أكتافنا «الأهرامات»، ولم تظهر كالنفط صدفة فى أراضينا.
ولدينا رصيد من الأمثال الشعبية أحدهم يقول: (إن خرج العيب من أهل العيب.. مايبقاش عيب).