أعتقد جازماً أن هناك جيلاً جديداً من شباب جماعة الإخوان المسلمين يكاد يكون أقرب فى توجهاته لفكر الثورة عن فكر الجماعة التقليدى!
وأعتقد أيضاً أن هذا التيار المتنامى يعانى من سيطرة بعض الأفكار المتشددة المحافظة داخل الجماعة التى تمارس إدارة السياسة وكأن الزمن لم يتجاوز بعد عصر الشهيد حسن البنا، رحمه الله.
والأزمة الكبرى أننا حينما نتعامل مع جماعة الإخوان نتعامل معها ككتلة واحدة صماء لا نعرف فيها تيارات أو أجنحة سياسية، وكأنها بلا يمين أو وسط أو يسار، وكأنها تنظيم هرمى يقوم من أعلى إلى أسفل على مبدأ السمع والطاعة فحسب.
لقد تمرد مئات بل الآلاف فى الآونة الأخيرة على فكرة أن يكون عضواً فى تنظيم يحركه قادته من الشيوخ الأجلاء بالريموت كنترول.
إن جيل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح حتى مستويات الشباب ما بين الثلاثين والأربعين من العمر بدأوا فى بناء رؤى وتنظيمات تعتمد فكر الإسلام السياسى بمنظور علمانى أقرب إلى رؤى وتطبيقات التجربة التركية المعاصرة الشهيرة.
وفى تصورى أنه فى حالة استمرار عمل جماعة الإخوان «على قديمه»، على حسب المصطلح المصرى العامى الشهير، فإن الجماعة سوف تشهد قريباً وبشكل تدريجى متصاعد انقسامات وميلاد كيانات تنظيمية شابة من كوادر الإخوان الجدد.
والبعض يعارض هذه الفكرة بقوله: إنك إذا كنت إخوانياً مرة واحدة فإنك سوف تبقى دائماً أسيراً لمنهج وفكر وأسلوب التربية والتنشئة التى تزرعها فيك الجماعة.
ويخالف العديد من الخبراء هذا الرأى بقولهم إن الإخوان الجدد هم أحد إفرازات تجربة ثورة يناير التى استطاعت أن تلد جيلاً يتمرد ويتجرأ على نظام الحكم السابق وأيضاً يتمرد ويتجرأ على الفكر التقليدى لجماعة الإخوان.