ليس من مصلحة الإخوان، ولا البيزنس ولا الشعب المصرى ضرب رموز رجال الأعمال المصريين تحت دعوى أنهم كانوا يتعاملون مع النظام القديم.
إن هذا التبرير أقبح من أى ذنب، لأنه مجاف للعقل والمنطق وحتى الدين.
هل يمكن لأى رجل أعمال أن يقيم صرحاً اقتصادياً يحتاج فيه إلى تراخيص بناء وأذون تشغيل وقروض بنكية ومصادر طاقة واستيراد خامات ومواد أولية دون أن يتعامل مع ممثلى السلطة التنفيذية لنظام حكم استمر لمدة 30 عاماً!
هل يمكن أن نلوم الذين وضعوا أموالهم وجازفوا بسمعتهم وثرواتهم وإرث أطفالهم وقامروا وراهنوا على الاستثمار فى مصر بكل ما كانت وما زالت تعنيه من معوقات وإشكاليات؟
هل هؤلاء يستحقون العقاب أم المكافأة والتكريم؟
نحن فى حقيقة الأمر لا نقتص من النظام السابق بقدر ما نحن نقتص من النظام الحالى وسنقتل أولادنا حينما نقوم بتزهيق وتطفيش أى مستثمر جاد فى البورصة أو الصناعة أو العقارات.
الجميع اليوم لصوص يشجعون الفساد، جمعوا المال من حرام، يقومون بغسل الأموال، نهبوا المال العام وسرقوا خيرات البلد، دون أن نضع فى اعتبارنا أن هناك أكثر من مائتى دولة فى العالم على استعداد أن تقبل أحذية أى من يستثمر فى مواردها أو يخلق فرصة عمل جديدة لمواطنيها.
وما هو حادث مع آل ساويرس الآن وقبل ذلك مع الأستاذ محمد فريد خميس، وآل منصور وقبلهم آل هيكل، وآل الشربتلى، يجب دراسة آثاره على عجلة الاقتصاد المصرى والتخوف من أى من تبعاته على السلوك النفسى لكل من يفكر فى أى استثمار جديد فى مصر وتبقى قصة الدكتور أحمد بهجت قصة سوف يرويها الأحفاد فى السعى إلى تدمير قيمة عظيمة!
فى مثل هذه الحالات تقوم الأنظمة بالتصالح أكثر من التشهير، وبالتسوية أكثر من القصاص وبالربح أكثر من الخسارة.