هذه النصائح العشر المتبقية لركوب الميكروباص:
1- إذا كنت صاحب سيارة ملاكي.. فوراءه وليس بجواره
إن آمَن أنواع القيادة إذا كنت تقود سيارتك الخاصة في طريق ما أن تكون متتبعًا لسائق الميكروباص؛ ترى المطبات فتتفاداها، تعرف أين يجري فتجري وراءه، هو يحفظ طريقه جيِّدًا، والحق يُقال، لكن لا تحاول أن تسبقه، سيعتبرها إهانة على الفور، وربما دخل معك في إحدى مسابقاته، مما قد يتسبب في قلب السيارة الخاصة بك على جنبها. أو خبطها على جنبها، أو الشعور بالمهانة، وأنت تتراجع للخلف، وهو يشق الغبار أمامك.
2- إذا كنت سائق ملاكي.. اترك مسافة آمنة
يعلموننا القيادة، فيقولون لنا: يجب أن تكون بينك وبين السيارة التي أمامك نحو خمسة أمتار.. هذا لا يصح في حالة الميكروباص.. دع بينك وبينه نصف كيلومتر على الأقل، وكلما اقتربت المسافة هدئ السرعة، سيارة الميكروباص متكررة الوقوف، وفجأة، في منتصف الطريق، ليركب إنسان، أو ينزل إنسان، وربما قام بتحميل السيارة كاملة في منتصف الطريق.
3- لا تناقشه، أنت مخطئ ارجع لنصيحة سابقة.
إذا اصطدم بك لا سمح الله، فلن تأخذ منه شيئًا بالقانون (ليست معه رخصة، ولا نقود، وربما هي ليست سيارته أصلًا) ولا بالعافية (معظمهم أرباب شجارات، ويحترمون المعارك)، وهو لا يملك شيئًا على الإطلاق، حتى تأخذه.. فادعُ عليه أو اصمت، سيكون دائمًا على حق رغم أنه جاء من الحارة الثالثة إلى الحارة الأولى وطوّحك فوق الرصيف.
4- إذا فُرضت عليك مشكلة تخَّن صوتك.
لا تسعَ إلى المعركة، ولا تتمنَّ لقاء العدو، اسأل الله العافية، لكن (لا قدر الله) لو فُرضت عليك، فقم برفع صوتك، واضغط على المخارج (تَخَّن صوتك) سيشعر أنك زميل له، ولن يتمادى في الشجار.
5- لا تتشاجر إلا أمام ضابط.
إذا نَويتَ الشجار فاقترب من أي كمين وابدأ في رفع الصوت، فالشرطة هنا (وهنا فقط) في خدمة الشعب..
بين الضباط وسائقي الميكروباص ثأر قديم، يكرهونهم.. ويحرصون على قفشهم والتنكيل بهم.. تشبث بالضابط، واسرد عليه مآسيك منذ ركوبك الميكروباص، أو حقيقة اصطدامك به (إن كنت سائق ملاكي)، طبعًا سيتعاطف معك السائق تناسبًا مع قيمة سيارتك.. كلما كانت سيارتك أغلى، كان غضبه على سائق الميكروباص أكبر.. استغل نفوذك، واشتكِ للضابط، واترك المكان، منتصرًا.
6- لا تتشاجر ومعك أسرتك.
لماذا تريد أن تنزل من نظر المدام أو الأطفال، لا تتشاجر معه وهم معك، ربما تُضرب، أو تضربه، ويتجمع أصدقاؤه وتُضرب، وربما ضَرَبْتَ كل هؤلاء وذهبتَ إلى القسم فستُضرب، لماذا تحب الضربَ؟!
7- لا تفتح موبايلك.
من المعروف علميًّا أنه ليس من حق أحد أن ينتهك خصوصية هاتفك، وأن يطلع على رسائلك، وأن يرى ما تتصفحه، إلا أنت، والرجل الجالس على يمينك في الميكروباص..
ستجد أنه من باب الخوف عليك يطالع شاشة هاتفك يعرف تفاصيل (بوست) مكتوب أو (شات) مع صديق، أو ربما أرشدك لحل سهل إذا كنت تلعب لعبة ما، ستجد أن ذلك يوطد صداقتكما لكنه يعرِّض أسرار حياتك كلها للانكشاف، خذها مني نصيحة، أغلق موبايلك، وافتحه عند نزولك.. أو تصفح واشرح كل التفاصيل للراكب بجوارك، حتى لا يسألك هو.
8- السائق وإشارات المرور
السائق يرى إشارات المرور، والكمائن على الطريق، والإرشادات في السكة، مثل الإعلانات على الحوائط، أو لافتات الانتخابات، فإن لم يتوقف لا تنصحه بذلك، وإن كسر إشارة المرور، فلا تنبهه.. والأفضل أن تستمتع برؤية متمرد حقيقي على قيم مجتمعية، ثائر يشبه ويليام والاس، غير أن الضابط إذا أمسك به، سيكون صورة من حرامي غسيل!
9- السيجارة جزء من شخصيته.
لا تنصح السائق بأن يتخلى عن سيجارته لأنها (تخنقك).. (الخنقة) جزء من طقوس ركوب الميكروباص، غالبًا ما تكون السيجارة (مَغَمِّسة)، أي محشوة بالحشيش (يعني الراجل دافع فيها دم قلبه) أتريده أن يلقي بفلذة كبده من نافذة السيارة.. هل أنت كافر؟!
رأيتُ ذات مرة فتاة جامعية تجلس على المقعد بجوار سائقٍ يستمتع بحشيشه، وقالت له بأسلوب ذكي (متوهِّمة أنها تقصف جبهته): (تعرف إني بَشِمّ معاك 25 في المائة من نيكوتين السيجارة دي، عشان كدا بدخن سلبيًّا)، فما كان من السائق إلا أن ابتسم وأعطاها السيجارة قائلا: (خلاص اشربي واديني أنا الـ25 في المائة)، ضحك الركاب، وانتهى الموقف قبل أن يبدأ، واستسلمت الفتاة.
10- لا تركب ميكروباصًا
لا أريد أن أُحبِطَك وأقول لك: إن هيئة النقل العام أصبحت شبيهة بالميكروباصات، فـ(الأوتوبيس) المحترم أصبح يقف لكل من يشير له، يمشي بتهور، الـ(ميني باصات) أصبحت على هذه الشاكلة، لكنها أرحم قليلًا من الميكروباص، على الأقل لن تجد السائق أَميَل للدخول في مشاجرات..
اركب أوتوبيسًا إذا لزم الأمر، (تَشَعْلَق) في موتوسيكل حتى، لكن لا تقرب الميكروباص.. إذا كان المشوار قريبًا يمكنك الاتصال بـ(أوبر) أو (كريم)، التاكسي الأبيض لا، هو ميكروباص خصوصي.. لا أكثر!
ولهذا قصة أخرى.
إذا كان المشوار بعيدًا انتظر الأوتوبيس، أو تمشى، اشترِ (عجلة)، وعد كما كان رجال الطبقة الوسطى في الزمن الغابر.
تحياتي!