أدوية السكر والسرطان والصداع والحموضة وتنظيم الأسرة تدخل قائمة «النواقص»
عدد كبير من الصيدليات شهدت نقصاً فى الأدوية
للأسبوع الثانى على التوالى، تواصلت أزمة نقص عدد من الأدوية الحيوية فى الأسواق، ما أدى إلى توقف شركات ومخازن الأدوية عن التوريد إلى الصيدليات والمستشفيات الحكومية والخاصة، مع ارتفاع أسعار «نواقص» بعض العقاقير فى السوق السوداء بنسبة 700% عن التسعيرة المفروضة من وزارة الصحة.
فى الإسكندرية، رصدت «الوطن» شكاوى المواطنين والصيادلة والمستشفيات من نقص حاد فى جميع أنواع أدوية الأنسولين المستخدمة فى علاج مرض السكر، ودواء «كيتوستريل» الخاص بعلاج أمراض الكلى، والذى لا توجد بدائل له، كما شهدت الصيدليات والمستشفيات الحكومية عجزاً شديداً فى دواء بيورنثول، المستخدم فى علاج الأطفال المصابين بمرض السرطان بجانب العلاج الكيماوى.
مدير «الشاطبى للأطفال»: نبذل قصارى جهدنا لتوفير «بيورنثول» للأطفال المصابين بالسرطان.. و«صيادلة الإسكندرية» تجتمع لمناقشة الحلول.. وحملة على المخازن والسلاسل بالمنصورة
وقالت نسرين السيد، صاحبة صيدلية فى محطة الرمل، وسط الإسكندرية، إن «عدداً كبيراً من الأدوية دخلت قائمة نواقص الأدوية مؤخرا، وعلى رأسها جميع أنواع الأنسولين، فكل صيدلية أصبحت لها حصة محددة، لا تكفى حاجة اثنين من المرضى شهرياً»، متوقعة أن تظهر أزمة نقص الأدوية بصورة أكبر خلال الأسبوعين المقبلين، بعد إغلاق باب الاستيراد ما أدى إلى توقف العديد من خطوط الإنتاج فى مصانع الأدوية عن العمل.
وحذرت رضوى حسين، مديرة إحدى الصيدليات بالإبراهيمية، من أن «سوق الأدوية مهددة بالانهيار، بسبب نقص عدد كبير من الأدوية الخاصة بعلاج القلب والسكر والكلى والسرطان»، فيما عقدت نقابة الصيادلة فى الإسكندرية اجتماعاً طارئاً لمناقشة أزمة نقص الأدوية فى الصيدليات، خاصة الأنسولين، واستعراض عدد من الحلول غير المباشرة، فى محاولة السيطرة على الأزمة، إلا أن الاجتماع انتهى دون التوصل إلى حلول.
وعن نقص عقار بيورنثول، المصاحب للعلاج الكيماوى للأطفال مرضى السرطان، قال مدير مستشفى الشاطبى الجامعى للأطفال، الدكتور أحمد سعد: «جميع مستشفيات الجمهورية تعانى من نقص حاد فى هذا الدواء، وليس مستشفى الشاطبى وحده، ونحاول جاهدين توفير العقار للأطفال الذى يتلقون العلاج داخل المستشفى، أما فى حال عدم توافره، فنضطر إلى الاستعانة ببديل، ولم يشهد المستشفى نقصاً فى أنواع أخرى من الأدوية خلال الفترة الأخيرة».
وشنت إدارة التفتيش الصيدلى فى مديرية الصحة بالدقهلية حملة مكبرة على المخازن الأدوية وسلاسل الصيدليات فى المحافظة، أمس، تحت إشراف وكيل وزارة الصحة، الدكتور سعد مكى، ما أسفر عن ضبط كمية كبيرة من الأدوية دون فواتير، وحسب مصادر طبية، فإن «الحملة انقسمت إلى 3 مجموعات، تولى كل منها المرور على عدد من منافذ تخزين وتداول الأدوية والمستلزمات الطبية فى أحياء المنصورة»، لافتة إلى أن وكيل وزارة الصحة شدد على استمرار حملات التفتيش الصيدلى يومياً، لضبط محتكرى الأدوية فى الأسواق.
وأكد نقيب صيادلة الدقهلية، الدكتور سعيد شمعة، وصول أزمة نقص الأدوية إلى العقاقير البسيطة، التى يحتاجها المصريون بكميات كبيرة يومياً، ومنها أدوية الصداع والحموضة، موضحاً: «الصيدلى أصبح يعمل بخوف، لأن العلبة التى سيبيعها لن يستطيع الحصول على بديل لها، ما انتقل إلى أصحاب الأمراض المزمنة، الذين أصيبوا بفوبيا نقص الدواء، ما دفعهم إلى تخزين كميات كبيرة من الأدوية التى يحتاجونها على المدى البعيد».
وأضاف: «نجهز حالياً قائمة بمثائل الأدوية وأسعارها، لتوزيعها على الأطباء، بالتنسيق مع نقابة الأطباء، حتى يعيد الأطباء كتابة الأدوية غير المتوافرة فى الأسواق»، مشيراً إلى أن «أزمة نقص المحاليل الطبية تفاقمت بقوة مؤخراً، بينما أطلقت وزارة الصحة تصريحات مستفزة بشأن توافرها فى الأسواق».
واعتبر «شمعة» أن أخطر ما يحدث فى سوق الدواء حالياً، هو تآكل الشركات الصغيرة لحساب الكبيرة، وتآكل الصيدليات الصغيرة لحساب السلاسل «غير القانونية»، ما يؤدى إلى إعادة تشكيل سوق الدواء فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، على حد قوله، موضحاً: «نحن دولة تعانى مشاكل اقتصادية، لكن يوجد بها 20 ألف صنف دوائى، وهو نتاج سوء الإدارة فى المراحل السابقة، لهذا يحتاج إصلاح هذا الأمر إلى تشكيل الهيئة العليا للدواء».
وقال الصيدلى أحمد عبدالباسط: «عندما نتصل بشركات الأدوية للسؤال عن نواقص المستورد أو المصرى، نتلقى رداً واحداً هو أنها تجرد ما لديها من أدوية، رغم أن الجرد السنوى يكون فى أول يناير أو أول يوليو من كل عام، لذلك فهمنا أنها لا تريد البيع، وأصبحنا نحتاج إلى واسطى للحصول على احتياجاتنا من الأدوية»، مضيفاً: «أصبحنا نتعامل مع المواطن بنفس المبدأ، فنبيع بالشريط وليس العلبة، لأن وجود الدواء لدى أفضل من بيعه، وحالياً لا يهمنا المكسب بقدر ما يهمنا أن يكون الدواء موجوداً فى الصيدلية».
وحذر «محمد. أ»، طبيب الباطنة فى أحد مستشفيات المنصورة، من عدم توافر المستلزمات الطبية فى المستشفيات، موضحاً: «حتى أبسط الأدوات اللازمة للكشف على المريض، وأدوات مكافحة العدوى، ومنها الجوانتى والكحول، لم تعد متوافرة، ما يضطر الطبيب إلى شرائها على حسابه الخاص، رغم إبلاغنا باعتماد المحافظة مبلغ 5 ملايين جنيه لشراء مستلزمات المستشفيات، ما لم يحدث حتى الآن، فكيف أكشف على شخص لديه مرض معد دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة».
وشكا أهالى المنيا من عدم توافر أعداد كبيرة من الأدوية الحيوية فى الصيدليات، خاصة الأنسولين ووسائل تنظيم الأسرة.