الثورة القادمة: «شيبسى عسلية.. مية معدنية»
زياد ومحمد
«عشان البنزين رفع»، إجابة سريعة غير متوقعة، ما إن وصلت إلى مسامع الرجل حتى دخل فى نوبة ضحك، ليخبره ابنه طالب الإعدادية بأن الأمر لا يستدعى الضحك بل زيادة المصروف، بعد أن أصبح لا يلبى طلباته.
أطفال طالبوا بزيادة مصروفهم لارتفاع أسعار السلع
فى كل يوم يتوجه عبدالعزيز شحاتة إلى مدرسته بالمظلات، يأخذ من والده مصروفاً يومياً قدره 7 جنيهات ونصف، ومع الزيادة الأخيرة فى الأسعار زاد المصروف إلى 10 جنيهات، يستقل الطالب توكتوك من شبرا الخيمة إلى موقف بيجام، ومنه يستقل عربة أجرة حتى عبود، وينفق بقية المصروف على أكياس الشيبسى والمياه الغازية: «كل حاجة بتزيد ما عدا المصروف، ده حتى الأجرة بتاعة الميكروباص والتوكتوك زادت»، يرى «عبدالعزيز» أن من حقه المطالبة بزيادة تتماشى مع زيادة السلع حوله لا سيما المأكولات السريعة، ليقرر والده زيادة المصروف جنيهين ونصف: «لما طفل يومياً ياخد منى 12 جنيه ونص وهو فى إعدادى لما هيوصل جامعة هياخد كام؟»، ثم يضحك ساخراً: «على أيامى كنت لما باخد ربع جنيه بعمل فرح». «نيرة» و«زياد» و«محمد»، ثلاثة إخوة فى المرحلة الابتدائية، قررت أمهم أن تعد لهم الطعام فى المنزل بدلاً من شراء الأغذية توفيراً للنفقات، ولأن المدرسة إلى جوار المنزل فإن عبئاً إضافياً يكمن فى ثمن الأجرة أزيل من على كاهل الأسرة: «اليوم اللى مبعملش فيه ساندوتشات كل واحد بياخد 7 جنيه ونصف، ولما بيكون فيه ساندوتشات بكتفى بـ5»، تشير «هدى» إلى أن مصاريف الدروس الخصوصية وحدها كافية لالتهام الميزانية: «مينفعش المصروف يزيد عن كده عشان بعمل حساب الدروس».
ومن الابتدائية للجامعة، قرر محمد هادى أن يعمل فى يومى الإجازة من الجامعة، لامتناع والده عن زيادة مصروفه: «كان بيدينى 20 جنيه فى اليوم ولما طلبت منه زيادة رفض، فعرفته إنى هشتغل ورحب بالفكرة عكس ما توقعت»، قالها الشاب ضاحكاً، مشيراً إلى أنه يعمل بمصنع للحلويات يومى الجمعة والسبت ويحصل على 150 جنيهاً فى اليومين.