مفاجأة: حراس الشركات الخاصة بدون «فيش» ولا تدريب ولا سلاح
مقر شركة الحراسة الخاصة
يقفون على بوابات المدن الجديدة، والتجمعات السكنية الخاصة، يرتدون زى أفراد الأمن، بعضهم يتم تأهيله، والبعض الآخر لا يعرف عن المهنة إلا الوقوف لساعات طويلة يراقب فيها الداخل والخارج فقط، أما مهنة الحراسة التى من أجلها تستعين بهم إدارات تلك التجمعات، فلا يبدو أنها تخطر على بال أحدهم، إذ عادة ما تقع الجرائم داخل التجمعات الخاصة كما تقع خارجها، وفى أحيان كثيرة يكون مرتكب الجريمة واحداً من أفراد الأمن المنوط بهم حراسة سكان تلك التجمعات، مثلما حدث فى واقعة سرقة وقتل الخبيرة البنكية الشهيرة نيفين لطفى. «الوطن» تفتح ملف شركات الحراسة الخاصة عبر شهادات لسكان تجمعات سكنية خاصة اتهموا أفراد أمن مكلفين بحراستهم بسرقة شققهم فى غيابهم، كما تعيد البحث فى أشهر الجرائم التى وقعت داخل الكومباوندات السكنية بالرغم من وجود أفراد أمن، ثم فى النهاية تجرى مغامرة للالتحاق بالعمل داخل شركة حراسة للتعرف على الطريقة التى يتم بها تعيين أفراد الأمن، والأوراق التى تطلبها منهم تلك الشركات.
محرر «الوطن» يتقدم بطلب لوظيفة فرد أمن.. والمسئول: «الشغلانة ملهاش أى شروط»
البحث عن وظيفة فرد أمن فى إحدى الشركات الخاصة التى تقوم بتوزيع الأفراد على المصانع والفيلات والكومباوندات وغيرها ليس بالأمر الصعب أو الذى يحتاج إلى واسطة أو إلى شروط للقبول بتلك الوظيفة، كل ما عليك فعله هو الاتصال بهم عن طريق الهاتف ثم التوجه إلى مقر الشركة، التى فى الغالب تكون عبارة عن غرفة فى أحد المنازل أو على الأكثر شقة، ومقابلة المسئول عن تلك الشركة والتحدث معه بخصوص الوظيفة، وسيتم قبولك فى الوظيفة بكل تأكيد ولا داعى للقلق بشأن إذا كانت لديك أحكام سابقة سواء سرقة أو غيرها فمعظم تلك الشركات لا تطلب شهادة الفيش، التى تًثبت ما إذا كانت عليك أحكام سابقة أو لا كشرط أساسى للقبول فى الوظيفة.
قامت «الوطن» بمغامرة التقدم بطلب للالتحاق بوظيفة فرد أمن فى إحدى الشركات الخاصة، حيث قام محرر الجريدة بالتوجه إلى مقر إحدى تلك الشركات، التى تقع إلى جوار محطة مترو الأنفاق «سعد زغلول»، وانتحل صفة عاطل يبحث عن وظيفة فرد أمن، وكانت الشركة عبارة عن غرفة صغيرة تقع فى «بير سلم» أحد العقارات ولم يكن صاحبها موجوداً بها رغم أن الساعة كانت قد قاربت الثانية ظهراً، وبعد أكثر من نصف ساعة تقريباً قام المسئول عن الشركة باصطحاب المحرر إلى داخل تلك الغرفة، التى كانت تحتوى على مكتب وبعض الكراسى جلس كلاهما بداخلها.
يبدأ صاحب الشركة فى سؤال محرر «الوطن» عن المنطقة التى يسكن بها، ثم عما إذا كان يريد العمل داخل القاهرة أو فى العين السخنة، يقول: «الشغل عندنا أفراد أمن حراسة على المصانع، مواعيد الشغل فى القاهرة من الساعة 7 صباحاً لغاية الساعة 4 ونص العصر وإجازة جمعة وسبت والمرتب 1250 جنيهاً فى الشهر، وفيه فترة تانية من 11 الصبح لحد 7 مساءً بمرتب 1150 جنيهاً، أما عن الشغل فى العين السخنة فبيبدأ من مرتب 1650 جنيهاً فى الشهر وهتشتغل 23 يوماً وتنزل 7 أيام إجازة والمكان هناك كويس فيه تلاجة وتليفزيون وبوتاجاز وسراير وكل حاجة تحتاجها ولو عاوز حد يسليك هناك ممكن تبلغ حد من معارفك ويشتغل معاك».
وعن طبيعة العمل كفرد أمن خاص على تلك المصانع يشرح صاحب الشركة «أ. ع»: «الشغل فى مهنة الأمن ده بسيط جداً ومفيهوش مشكلة خالص وممكن أى حد يشتغله وكل اللى بتعمله تسجيلات دخول وخروج وتصاريح، والشغل بيبقى عبارة عن إنك بتقعد على مكتب وأى حاجة خارجة مع أى موظف بتسجلها ده بالنسبة للشغل فى القاهرة، والعين السخنة برضو أى عربية خارجة من المصنع محملة بضاعة بتبقى معاها تصاريح انت شغلتك تتابع التصاريح دى مختومة ولا لأ ونفس المواصفات البضاعة اللى محملاها ولا لأ والدخول برضو نفس الطريقة، مع تفتيش العمال فى الدخول والخروج». ويوضح أن الأوراق المطلوبة هى شهادة المؤهل وشهادة الميلاد وشهادة الخدمة العسكرية وصورة شخصية وصورة البطاقة، ثم يصمت قليلاً ويستكمل حديثه قائلاً: «لما تبقى تنزل أى إجازة أو وقت فاضى تبقى تطلعنا شهادة الفيش باسم الشركة، ومش لازم تجيبها فى الأول ممكن تستلم الشغل وبعد كده تبقى تطلعها لنا». ثم يبدأ فى البحث عن قلم وورقة داخل المكتب لكتابة تلك الأوراق المطلوبة فى ورقة ولا يجد سوى قلم رصاص صغير ليكتب به، ويتابع: «كل ما هيبقى عندك دراية كافية وفهمت طريقة ونظام الشغل هناك ممكن تترقى لمشرف وتحتيك أفراد أمن انت اللى بتّابعهم وانت اللى هتبقى فى إيدك الدفاتر كلها».
وعن سؤاله عن ما إذا كان هناك تدريب قبل تسلم الوظيفة لمن لم يعمل بتلك المهنة من قبل، يرد: «الشغل هنا مفيهوش أى تدريب قبل تسلم الوظيفة ومفيش أى مشكلة فى الشغلانة وانت أول ما بتروح بتاخد خلفية وتشوف طبيعة الشغل ويومين أو تلاتة بتلاقى نفسك حفظت الدنيا، وما تقلقش مش أى حد بنسلمه سلاح واللى بيمسك سلاح بس هو ظابط الحكومة اللى بيبقى ماسك المنطقة كلها». ويؤكد أنه لا توجد شروط على الفرد للقبول فى الوظيفة سوى أنه لا يتعدى 45 عاماً، أما إذا تعدى تلك السن فلا بد من توافر القدرة الجسدية المناسبة لتحمل أعباء الوظيفة».