عرفته اسماً يذيل كارنيه نقابة الصحفيين، حينما كانت النقابة نقابة، وكان للكارنيه قيمة وشنة ورنة يسعى وراءه كل صحفيى مصر، كنت أسأل نفسى سؤالاً مهماً وقتها «ما قيمة الصحفى حين يكون كل إنجازه فى حياته المهنية أنه سكريتر نقابة أو مسئول عن مشروع العلاج فيها؟».. وللحق حتى الآن لم أعرف إجابة لسؤالى.
وحتى لا يظن البعض سوءاً أن تلميحى يمس أعضاء مجلس النقابة الحاليين، فإننى أود هنا أن أصحح «لأ.. حديثى لا يمس سوى شخص واحد، وضع نفسه فى مرمى نيران كل الصحفيين، بتصريحاته الخارجة وسخونته الزايدة عن اللازم وفضائحه التى فاقت رائحتها أكوام القمامة التى تنتشر فى ربوع الوطن بفضل (نحمل الخير لمصر)».
لا يملك الصحفيون تاريخاً يُذكر للسيد صلاح عبدالمقصود «زير الإعلام» -عفواً الواو سقطت عمداً- باعتباره ينتمى إليهم قولاً وليس فعلاً، فلا يذكر جيلنا ولا حتى الأجيال التى سبقتنا سبقاً صحفياً أجراه أو حواراً صادماً أو حتى مقال كاشف، ولا يعلم أحد على وجه الدقة سر ترشيحه فى منصب ألغاه الدستور الجديد بإلغاء وزارة الإعلام، ولا أعتقد أن أياً من معشر الصحفيين أو السياسيين يملك تفسيراً لاستمرار ظهوره بصفته وزير إعلام فى دولة أقر دستورها قبل أشهر عدم وجود الكيان ككل.
لم يختلف «عبدالمقصود» فى موقعه الجديد عنه فى الموقع القديم، فلا إنجاز يذكر ولا إضافة تشفع، ولا مبرر للوجود من أساسه، اللهم إذا ما فتحنا قوساً عملاقاً وكتبنا فيه هذه المؤهلات «إخوانى من أسرة إخوانية.. أبناؤه يعملون فى قطر.. وشقيقه محامى الإخوان عبدالمنعم عبدالمقصود».
ولأن أمر الوزير يهمنى، فقد بحثت له عن مهارة تذكر ربما دفعته الظروف إلى استخدامها بعد تطبيق إلغاء الوزارة، أو بعدما تلفظه نقابة الصحفيين باعتبار عضويته «عار عليها» وبعد بحث مضنٍ وجهد خارق بذلته، وجدت مهارة للرجل، صحيح أنها ليست مهارة فردية بل يشاركه فيها رجال كثيرون، لكنه للحق أبلى بلاء حسناً فيها، وأظهرها فى غير مواضعها، ولم تحرجه كاميرات أو حضور لإخفائها، بل أصر عليها وظهر إصراره جلياً فى تكرارها بحيث أصبحت إحدى مميزاته وكلمة بحث عنه فى موقع البحث الشهير «جوجل».. اكتب فقط «تحرش» يطلع لك اسم وصورة صلاح عبدالمقصود مقرونة بصفات «السخن - الحامى - تعالى أقولك الحرية فين - السافل» حسب الموقع، ليبدو وكأن الوزير الجديد ورث مقعد صفوت الشريف بكل تبعاته، وإن خفف وطأة الصفة، وبدلاً من أن يكون قواداً على درب الأول، صار متحرشاً على درب جماعته التى تتحرش بالمصريين آناء الليل وأطراف النهار.
وبناء على كل ما سبق، أجد نفسى أمام مسئولية الإبلاغ عن وزير الإعلام بصفته متحرشاً، تلبية لنداءات المبادرات المجتمعية «امسك متحرش» و«بصمة» و«المتحرش مش إنسان» والإبلاغ عن «ماسبيرو» أو مبنى وزارة الإعلام لينضم إلى «خريطة التحرش».