شبح الإغلاق يلاحق مصنع الأدوية الوحيد بالصعيد بسبب «نقص الخامات»
عمال مصنع الأدوية نظموا عدة وقفات للمطالبة بإنقاذه
وصل قطار إغلاق المنشآت الحيوية، نتيجة الأزمة الاقتصادية الراهنة، إلى مصنع «سيد» للأدوية فى مدينة أسيوط، وهو مصنع الأدوية الوحيد على مستوى محافظات الصعيد، لأسباب أرجعها بعض العاملين فى المصنع إلى نقص المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، الأمر الذى يُهدّد ما يقرب من 1000 طبيب وعامل فى المصنع بالتشرّد.
وأكد الدكتور «م. ب»، أحد العاملين بمصنع «سيد» للأدوية بأسيوط، أن المصنع به 6 أقسام، تم إغلاق 5 منها فى وقت سابق، ولم يكن يعمل إلا بقسم واحد، وهو قسم «المستحضرات الصلبة»، الخاص بإنتاج الأقراص الدوائية، ومنها أنواع «سيدوفاج» و«أسبوسيد»، وهى من الأصناف التى كانت وزارة الصحة تطلب من المصنع توريد كميات كبيرة منها. وأضاف أن العاملين فوجئوا أمس بأن المسئولين فى المصنع يبلغونهم بورود تعليمات من الفرع الرئيسى فى القاهرة، بوقف العمل فى خط الإنتاج الوحيد بأى شكل، بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، ونقص المواد الخام.
1000 طبيب وعامل مهدّدون بالتشرّد يطالبون الرئيس بسرعة التدخل لإنقاذ مصنع «سيد» وحمايتهم
ولفت المصدر نفسه إلى أن الأقسام الأخرى المغلقة من المصنع كانت تنتج مستحضرات مطلوبة، ومنها أصناف نادرة، مثل منتج «الأدرينالين»، الذى يُستخدم فى المستشفيات وأثناء العمليات الجراحية. وأضاف أنه تم إغلاق خط إنتاجه دون أسباب معروفة، مؤكداً أن جميع خطوط الإنتاج بالمصنع كانت تعمل بصورة طبيعية ودون أى مشكلات، كما أن قيمتها تُقدّر بمئات الملايين من الجنيهات.
أما الدكتور «أ. ن»، من العاملين بالمصنع، فقال إنه تم نقل معظم المعدات الموجودة بمصنع «سيد» للأدوية بأسيوط إلى المصنع الرئيسى بالقاهرة، ومنها خط إنتاج كامل خاص بتعبئة وتغليف العبوات الدوائية السائلة «الشراب»، وذلك لعدم وجود أى أمل للتطوير بالمصنع، الأمر الذى تسبّب فى إغلاق معظم خطوط الإنتاج، مشيراً إلى أنه لم يتبقَّ إلا قسم واحد شغال، ومهدّد بالإغلاق هو الآخر أيضاً.
وقال الدكتور «ش. م»، من العاملين بالمصنع، إنه «بعد إغلاق معظم أقسام المصنع، تم تخفيض الحافز الذى كان يتم صرفه لنا، فى حين يتقاضى العاملون بمصنع القاهرة أضعاف ما نتقاضاه فى أسيوط». وأضاف أن «صناعة الدواء تحتاج إلى تطوير مستمر، وهذا المصنع لم يتم تطويره منذ 30 عاماً»، وتساءل قائلاً: «لمصلحة من يتم تدمير مصنع أدوية كان ينتج الكثير من الأدوية النادرة؟».
وأكد «على موسى»، إخصائى تأكيد جودة، أنه تم اعتماد 50 مليون جنيه من الشركة القابضة قبل نحو 4 سنوات، لتطوير المصنع، لكن لم يتم تنفيذ أى أعمال تطوير طوال الفترة الماضية، فى الوقت الذى تم فيه اعتماد 400 مليون جنيه لإنشاء مصنع جديد للشركة فى مدينة «6 أكتوبر»، بينما قال مصدر مسئول بالمصنع لـ«الوطن» إن الإنتاج أصبح قاصراً على نوعين فقط من الأقراص الدوائية، رغم أنه كان ينتج فى السابق الكثير من الأصناف النادرة، وذلك بسبب عدم القيام بأى أعمال تطوير فى المصنع طوال ما يقرب من 30 سنة.
وناشد العاملون بالمصنع جميع المسئولين فى الأجهزة المعنية، وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسى، بسرعة التدخل لإنقاذ المصنع.