«الوطن» فى زيارة لأبطال الجيش الثانى الميدانى بسيناء
مقاتلو الجيش الثاني الميدانى على أعلى مستوى من اللياقة البدنية والكفاءة لأداء المهام المكلفين بها
تظل القوات المسلحة، الدرع الواقية لمصر والحصن المنيع لأمنها واستقرارها وسلامة شعبها، وتواصل مع الشرطة المدنية حماية ركائز الأمن القومى على امتداد الحدود البرية والساحلية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية والدخول فى مواجهات شرسة ضد قوى التطرف والإرهاب، ويعد «الجيش الثانى الميدانى» من العلامات المضيئة فى مسيرة العسكرية المصرية باعتباره أحد أقدم التشكيلات التعبوية، الذى يؤكد رجاله دائماً مستوى كفاءتهم واستعدادهم القتالى خلال تنفيذ كافة المهام لتأمين الجبهة الداخلية، والحرب على الإرهاب بسيناء وتنفيذ أعمال التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإجرامية بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى، حيث حققت قوات إنفاذ القانون العديد من الإنجازات والنجاحات المتلاحقة.
والشجاعة والقوة فى الحق.. والقائد هنا لا يبدأ حديثه إلا بكلمة «يا رجالة.. يا أبطال»
وترجم الجيش الثانى ضمن نطاق منظومة القوات المسلحة، الخبرات التى اكتسبها من الحرب على الإرهاب ومواجهة التهديدات غير النمطية فى مراجعة وتدقيق الخطط والإجراءات الأمنية الموضوعة والخروج بالدروس المستفادة لتطوير التنظيم والتسليح والتدريب والأداء لكى يكون مقاتلو الجيش على أعلى مستوى من الكفاءة لأداء المهام المكلفين بها بأسلوب متميز، ويتم تأهيل الفرد داخل وحدات وتشكيلات الجيش الثانى من خلال عدة ركائز، أولاها: الانضباط العسكرى وسرعة تنفيذ المهام المختلفة وفى التوقيتات المحددة، والثانية: رفع الكفاءة البدنية للفرد المقاتل التى تمكنه من أداء وتنفيذ جميع المهام القتالية بكفاءة ودقة عالية، ولذلك تم التوسع فى إنشاء صالات الإعداد البدنى مع الاهتمام بتنفيذ التمرينات الرياضية اليومية، والثالثة: تعليم فنون القتال الحديثة وصقل مهارات الفرد فى الميدان.
«ذرة تراب الوطن غالية، وما نقدمه لنرى هامة مصر عالية، ونحن لن ننكسر ونعرف أننا على الحق المبين، وهم على باطل، وسنظل ندافع عنها جيلاً بعد جيل»، هكذا أكد الأبطال المقاتلون من رجال كتيبة الجيش الثانى قبل انتقالهم إلى أرض الفيروز لحماية مصر وأرضها وتطهيرها من بقايا عناصر الإرهاب، مؤكدين أن الجندية شرف ووسام، وأن من لم يلتحق ويقضى فترة تجنيده فاته الكثير للتعرف على المعنى الحقيقى للرجولة.
والتقينا فى أرض الطابور الصباحى بالجندى المقاتل «محمد» الحاصل على ليسانس الحقوق، الذى قال: «العسكرية المصرية تعنى الانضباط والشجاعة والقوة فى الحق، هنا تعلمت هذه المفاهيم، وهنا أدركت حقيقة الانضباط وأهميته للإنسان فى حياته العملية، هنا تعرف معنى أن يكون لك هدف تحيا من أجله وتدرك أهميته، وتعمل بجد للوصول إليه لأن الأحلام والأمنيات لا تتحقق من فراغ ولكن تتحقق بالعمل»، مضيفاً: «تعملت هنا معنى الوقت وأهميته فكل شىء له موعد وتوقيت محدد، نوبة صحيان ثم طابور اللياقة ثم الإفطار وهكذا، فى البداية كنت متوتراً وقلقاً خاصة أننا فى حياتنا المدنية ليس لدينا ترتيب للوقت نهائياً، والقائد هنا لا يبدأ حديثه إلا بكلمة (يا رجالة.. يا أبطال)».
وهنا التقط منه طرف الحديث زميل له يقف إلى جواره قائلاً: «هنا تعرف معنى كلمة (تخدم وطنك)، هنا الأرواح تهون فى سبيل حماية هذا الوطن ومقدراته وحماية أهلنا وأعراضنا»، قاطعته قائلاً: «أريد أن تعرفنا بنفسك»، وبحماس شديد وبصوت جهورى قال: «جندى مقاتل بطل شهيد عاطف يا فندم»، مردداً: «قول أمين يا فندم». وخلال جولة «الوطن»، ومن داخل مصنع الأبطال البواسل بالجيش الثانى، الذين يتلقون تدريباً مميزاً التقينا بالجندى المقاتل «أحمد طنطاوى» خريج كلية التجارة جامعة الزقازيق وقال: «انضممت إلى وحدتى منذ 30 يوماً وخلالها تغير نمط حياتى بشكل كبير، لأننى كنت أعتاد على الاستيقاظ متأخراً، فضلاً عن أن أسلوب وطريقة يومى كانت مختلفة، وقبل الانضمام إلى الجيش كنت أشعر بأن اليوم انتهى قبل أن يبدأ، ولكن بعد التحاقى بوحدتى تعلمت أنه يمكن أن يصبح اليوم 48 ساعة إذا أردت، فكل منا يصنع تفاصيل يومه، وأكثر شىء أستمتع به هو الاستيقاظ مبكراً وتدريبات اللياقة والتدريبات القتالية كل صباح، حيث يتم تأهيلنا بشكل متميز للقيام بمهامنا العسكرية فى شمال ووسط سيناء».
وأوضح الجندى مقاتل البطل «حسن عامر»، أن «قضاء فترة التجنيد خاصة الخدمة فى سيناء أعتبرها شرفاً لأى مقاتل أو جندى، والتدريب يضيف إلى الجندى المقاتل ليس فقط لكونه يرفع من اللياقة البدنية، بل لكونه وسيلة لتعلم النظام، وكنت فى بيتى غير منظم وأنام وأستيقظ متأخراً، ولكن هنا تعلمت المعنى الحقيقى للانضباط والالتزام ولا يوجد مكان لكلمة (معلش) أو (آسف)، وهذا هو سر ومفتاح نجاح الجيش المصرى».
وقال الجندى «عمران السيد»: «تدربت على أصول الحياة العسكرية وروحنا المعنوية عالية»، مضيفاً: «أعتبر فترة التجنيد شرفاً لكل رجل، فلا يقدم على قضائها وخدمة وطنه سوى الرجال، وأن أكثر ما حققه من استفادة خلال فترة التدريب المعنى الحقيقى للانتماء والولاء والوطنية المخلصة وليس الوطنية التى على (فيس بوك)». وأضاف الجندى المقاتل «خليفة عباس»، أن «الحياة العسكرية ممتعة، ونحن الآن نستعد للذهاب إلى سيناء بعد فترة التأهيل البدنى والمعنوى والتدريبات فى أقسى الظروف، فقد تم تأهيلنا بشكل متميز جداً حتى يمكننا أن نواجه كافة العدائيات المحتملة لتطهير الوطن، فكل منا جندى مقاتل فدائى بطل، ويتملكنا جميعاً اليقين أن هذه الدفعة التى ستطهر سيناء وتقضى على الإرهاب نهائياً، ولنا النصر دائماً وأبداً فى أى موقع يطلبنا جيشنا للخدمة فيه، فأنا فخور أننى أنتمى للجيش الذى يعد من أفضل جنود العالم ليس فقط بالتسليح ولكن ببسالتنا وشجاعتنا وحبنا وانتمائنا لبلادنا».
وقال الجندى المقاتل «عبدالهادى أحمد» أحد أبناء محافظة سوهاج إن يومنا يبدأ منذ الرابعة والنصف صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً، نبدأه بالتدريبات الصباحية لرفع اللياقة البدنية وهى يومية معتادة ثم الإفطار، ثم نعود مرة أخرى إلى التدريبات المتخصصة التى تستلزمها مهام الخدمة فى سيناء، مضيفاً: «أقول لأهلى وأصدقائى إننا رايحين على سيناء عشان ناخد حق كل شهيد ونطهرها ونحمى تراب هذا البلد».
وأوضح الجندى المقاتل «أحمد محمد» خريج كلية السياحة والفنادق بالغردقة، «الخدمة فى سيناء أتشرف بها، وكل منا مشروع شهيد، وأقول لكل إرهابى خسيس فى سيناء، مصر بلد لم ولن تنضب من أبنائها ورجالها البواسل الذين يستعدون فى كل ثانية لخدمة هذا البلد وصون ترابها ومقدساتها، وأعرف أننا على حق، وتلك العناصر لا تعرف الله»، مضيفاً: «تعرفت منذ التحاقى بالجيش على عدد من المقاتلين وأعتبرهم جميعاً إخوتى، وأنصح كل شاب مقبل على التجنيد أن يتعلم من هذه الفترة ويستفيد منها فى أسلوب التفكير ونمط الحياة، وأن يقدم ما عليه من واجبات بحب».